مجندات إسرائيليات يعمقن جراح نتنياهو.. هجوم حماس السبب
ما زالت الاتهامات بالفشل تلاحق أجهزة الأمن الإسرائيلية لعجزها عن التنبؤ بهجوم حماس غير المسبوق في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
أحدث تلك الاتهامات جاءت من مجندات إسرائيليات لقادتهم بتجاهل التحذيرات حول نشاط غير عادي في قطاع غزة مثل تدريب المسلحين الفلسطينيين بالمتفجرات أو التدرب على الهجمات على دبابة مقلدة وموقع مراقبة وهمي.
وقالت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، إن هذا الاتهام المثير الصادر عن وحدة مراقبة الحدود المعروفة باسم "التاتسبيتانيوت" أو "المراقبون" ومعظم أفرادها من النساء، يضع المزيد من الضغوط على كاهل حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ويواجه نتنياهو عاصفة نارية بسبب الخطأ الاستخباري الكارثي الذي وقع الشهر الماضي، إذ فشلت أجهزة التجسس التي تستخدمها إسرائيل في الكشف عن هجمات حماس.
وتغذي هذه الاتهامات الأخيرة الشعور بأن نتنياهو وأجهزته الأمنية كانوا راضين عن أنفسهم، معتقدين أنه ليس لديهم ما يخشونه من حماس في غزة.
ولم تلق تحذيرات المجندات التي صدرت على مدار عدة أشهر أي صدى، في ظل القناعة السائدة بأن حماس جرى ترويضها.
وكشفت المجندات عن أن كبار القادة تجاهلوا مخاوفهن، وأصروا على أن حماس ليس لديها خطط للذهاب إلى الحرب، وأمروهن بالتوقف عن إثارة المخاوف.
ويستخدم جنود "التاتسبيتانيوت" المعروفون أيضا باسم "عيون الجيش"، الكاميرات الأمنية وأجهزة الاستشعار لمراقبة مساحة تتراوح بين 15 و30 كيلومترا من الأرض التي يكون كل منهم مسؤولاً عنها.
وتشمل المراقبة أي تغييرات صغيرة في النشاط، بما في ذلك تغيير المزارعين لروتين حياتهم، وهو العمل الذي يتطلب قدرًا كبيرًا من الصبر والتركيز وقضاء ساعات طويلة في مراقبة الشاشات.
وأفادت وحدات المراقبة خاصة الموجودة في قاعدة بـ"ناحال عوز"، وهي إحدى النقاط العديدة التي جرى اجتياحها في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بوجود علامات غير عادية على طول حدود غزة.
وأوضحت أن النشاط لم يكن بسيطا، وشمل إرسال حماس لطائرات بدون طيار عدة مرات يوميا في الأسابيع التي سبقت الهجوم.
وفي تصريحات لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قالت إحدى المجندات، التي عرفت فقط باسمها الأول، إيلانا، "قبل شهر ونصف من الحرب، رأينا في أحد معسكرات التدريب التابعة لحماس أنهم بنوا نموذجاً دقيقاً ومصغراً لموقع مراقبة، مثل الذي نشغله".
وأضافت "في الشهرين الأخيرين، بدؤوا (حماس) في إرسال طائرات بدون طيار كل يوم، وأحيانًا عدة مرات في اليوم، بالقرب من الحدود، على بعد حوالي 300 متر من السياج، وأحيانًا أقل من ذلك".
وذكرت تقارير أخرى أن عناصر حماس كانوا يتدربون على الهجمات على المركبات المدرعة باستخدام نسخة طبق الأصل من دبابة "ميركافا مارك 4"، وكانوا يحفرون حفرًا ويضعون متفجرات على طول الحدود.
وبثت هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية والقناة 12 التلفزيونية مقابلات مع جنود مراقبة الحدود الذين اشتكوا من تجاهل تحذيراتهم حيث طُلب منهم التوقف عن إثارة الإنذارات.
وتضاف هذه الاتهامات إلى ادعاءات ذكرتها الشهر الماضي جنديتا مراقبة هما يائيل روتنبرغ ومايا ديسياتنيك، اللتان قالتا للإذاعة الإسرائيلية إنهما أشارتا إلى الكثير من السلوكيات التي أثارت قلقهما خلال الأشهر التي سبقت الهجوم.
وحتى الآن أعلن عدد من قادة الجيش والمخابرات الإسرائيليين تحملهم المسؤولية الكاملة عن الفشل في منع الهجوم أو توقعه، لكن نتنياهو رفض حتى الآن الاعتراف بمسؤوليته وقال إن المهم الآن هو كسب الحرب.
aXA6IDMuMTQxLjEyLjMwIA== جزيرة ام اند امز