«لا تبالي يا غزة».. «نوتات» الأمل تتحدى «نشاز» القصف
قبل عام قالت إن الموسيقى تشكل متنفسا لها في حياتها اليومية، ولم تكن تدري أن تلك النوتات ستكون يوما ملاذها الوحيد من نشاز القصف.
ففي العام الماضي، قالت الفلسطينية جواهر الأقرع إنها تجد في الموسيقى "متنفسا" لها في حياتها اليومية في قطاع غزة المحاصر، لكنها اليوم، في مخيم دير البلح الذي لجأت إليه، تؤكد أنها تغني من أجل "التغلب على أصوات القصف" الإسرائيلي.
وسبق أن التقت فرانس برس، قبل عام، مدرسة اللغة الإنجليزية هذه في مدرسة للموسيقى بغزة في إطار مشروع للشباب في الشرق الأوسط.
ثم التقتها لاجئة في بيت أخيها بمخيم دير البلح (وسط) في أوج الحرب بين إسرائيل وحماس التي بدأت بهجوم الحركة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري على أراضي الدولة العبرية.
وقالت جواهر (28 عاما) "أحاول أحيانا التغلب على صوت القصف والزنانة (المسيرات) بالغناء لكن عندما يشتد القصف أتوقف قليلا أتلو الشهادة وأعود للغناء".
وأضافت أن "المشاهد التي أراها تملأني بالغضب ولا أملك إلا الغناء لتفريغ مشاعري ومشاعر كل من فقد أحبابه ومنزله"، مؤكدة أن "سلامي النفسي يكون بالموسيقى والغناء".
وارتفعت حصيلة القتلى في قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي المتواصل منذ بدء الحرب إلى 6546 قتيلا وفق ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس الأربعاء، بينهم 2704 أطفال.
وبدأت الحرب عندما تسللت مجموعات تابعة لحماس من قطاع غزة إلى بلدات ومستوطنات في غلاف غزة ونفذت الهجوم الأكثر دموية في إسرائيل.
وقُتل أكثر من 1400 شخص معظمهم من المدنيين، في إسرائيل وفقًا للسلطات، وتم التعرف على حوالي 220 رهينة إسرائيلية أو أجنبية أو ثنائية الجنسية.
"معجزة"
قالت جواهر الأقرع التي قتل 3 من أصدقائها في غارات إسرائيلية قبل يوم، إن "هذه الحرب تعجز الكلمات عن وصفها، لا يمكن حتى مقارنتها بما سبقها".
ووسط أبناء أخيها الذين يصفقون بفتور، تحاول جواهر تهدئتهم وشغلهم عن القصف بالعزف على الكمان وبأغنية بالإنجليزية ألفها ولحنها أصدقاؤها.
وتقول الأغنية "لا تبالي يا غزة وتحلي بالعزة وتحدي كل حصار (...) لن نخضع لن نركع.. لا للذل لا للهوان.. انا لا أقهر لا أنكسر .. ولدت لأكون حرة.. أنا فلسطينية".
وتوضح جواهر بملابسها السوداء "حدادا على الشهداء" كما تقول إن "القصف لم يأخذ من عزيمتي وإصراري أي شيء بل زادها مليون مرة"، مشيرة إلى أنه "حين نسمع صوت الصاروخ نتشهد ونقول الدور علينا".
وتؤكد "إذا نجوت سأغني أكثر وسأسافر لأغني عن القضية الفلسطينية".
وكانت جواهر قد أكدت في 2022 أنها لا تتوانى رغم الوضع السياسي والمعيشي المعقّد، عن البحث عن مصادر قوة للاستمرار في مجتمع محافظ جدا وقطاع يخضع لحصار إسرائيلي منذ 2007 وأفقرته الحروب.
وقالت حينذاك "يمكن لغزة أن تكون مصدر قوة... يمكنني أن أستغل تلك الصعوبات لأصبح أقوى على الصعيد الشخصي".
وفي لقائها الجديد أكدت "نجوت من خمس حروب ومليون تصعيد لكن هذه الحرب أشعر أني أنتظر دوري للموت".
وأضافت "إذا نجوت فستكون معجزة".
aXA6IDMuMTQ0LjQ1LjE4NyA= جزيرة ام اند امز