حرب غزة.. أوروبا تنشد موقفا موحدا وماكرون يحذر من «الإرهاب»
بينما ينشد قادة أوروبا توحيد المواقف بشأن الحرب بين إسرائيل و«حماس»، يحذر الرئيس الفرنسي القارة العجوز من خطر عودة الإرهاب.
ويعقد القادة الأوروبيون اجتماعا طارئا، الثلاثاء، عبر الفيديو، في محاولة لتوجيه رسالة متماسكة بشأن الحرب بين إسرائيل و«حماس»، بعد أسبوع من التجاذب بالعاصمة البلجيكية بروكسل.
ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول أوروبي قوله «شعرنا بالحاجة إلى ترتيب الأمور»، في حين دعا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إلى القمة الافتراضية المقررة عند الساعة (15,30 ت غ).
وفي الأيام التي تلت الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس ضد إسرائيل، في السابع من الشهر الجاري، أشاعت المفوضية الأوروبية أجواء ارتباك بشأن المساعدة للفلسطينيين، التي يُعتبر الاتحاد الأوروبي الجهة الرئيسية التي تقدمها.
وأعلن المفوض المجري أوليفر فارهيلي تعليق المدفوعات، ما أثار احتجاجات في بعض العواصم، قبل أن تصحح السلطة التنفيذية الأوروبية الوضع بإعلانها أن "إعادة نظر طارئة" للمساعدة المخصصة للتنمية جارية.
والسبت، تحدثت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، عن مضاعفة هذه المساعدات الإنسانية ثلاث مرات لتصل إلى 75 مليون يورو.
لكن في اليوم السابق، تسببت الرسالة التي وجهتها المسؤولة خلال زيارة إلى إسرائيل بامتعاض لدى الدول الأعضاء والبرلمان الأوروبي.
حلقة «إشكالية»
وكانت فون دير لايين دافعت أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، عن حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، لكن دون أن تضيف بأن هذا الرد يجب أن يتطابق مع القانون الإنساني والدولي، وهو ما شدد عليه وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في ختام اجتماع وزراء الخارجية.
وقالت النائبة الأوروبية الفرنسية ناتالي لوازو، السبت: «لا أفهم ما علاقة رئيسة المفوضية بالسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي التي هي ليست مكلفة بها».
من جهته، دافع الناطق باسم المفوضية إريك مامر عن حق أورسولا فون دير لايين في «السفر إلى حيث تشاء»، قائلا «لا أتذكر أن أحدا انتقد الرئيسة حين توجهت إلى أوكرانيا بعد بدء الحرب».
وأدى الجدل إلى الدعوة لعقد قمة أوروبية طارئة عبر الفيديو.
وصرح دبلوماسي آخر: «يجب أن نحاول إعادة الأمور إلى مسارها الصحيح بحيث تركز المحادثات على الوضع، وليس على الطريقة التي يتحدث فيها الاتحاد الأوروبي عن الوضع»، مُقرا في الوقت نفسه بوجود حلقة «إشكالية».
من جهته، اعتبر فيتوريو إنفانتي من منظمة أوكسفام غير الحكومية التي اضطرت لتعليق عملها في غزة إثر دعوة إسرائيل السكان إلى إخلاء منازلهم، أن «الوقت ليس مناسبا للرسائل المتناقضة. ما نحن بحاجة إليه هو قيادة معنوية حاسمة تركز على السلام. مع كل دقيقة تمر، يدفع المدنيون ثمنا باهظا».
«عودة الإرهاب»
باليوم نفسه، حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن «جميع الدول الأوروبية معرضة للخطر». في مواجهة عودة «الإرهاب»، وذلك غداة اعتداء أوقع قتيلين في بروكسل، وبعد أيام على اعتداء آخر في فرنسا أودى بحياة أستاذ مدرسة.
وقال ماكرون خلال مؤتمر صحفي في تيرانا عاصمة ألبانيا، إن «جميع الدول الأوروبية معرضة للخطر. وهناك بالفعل عودة لهذا الإرهاب الإسلامي ونحن جميعا عرضة».
وأضاف أن «هذا ما يتماشى مع الديمقراطيات ودول القانون، حيث يكون هناك أفراد يمكنهم في أي لحظة أن يقرروا ارتكاب الأسوأ».
ومتحدثا عن اعتداء أراس (شمال فرنسا)، أوضح أنه لم ير في ذلك «خللا» في أداء أجهزة الأمن ووزارة الداخلية الفرنسية.
وتتفاقم المخاوف في أوروبا عقب هجوم استهدف مساء أمس الإثنين العاصمة البلجيكية بروكسل.
واليوم، أعلن متحدث باسم النيابة العامة الفيدرالية في بروكسل مقتل المشتبه به بقتل سويديَين اثنين خلال الهجوم، إثر إصابته بجروح قاتلة خلال عملية إلقاء القبض عليه صباح الثلاثاء.
وقال متحدث باسم النيابة العامة، إنّ الشرطة اضطرّت إلى إطلاق النار لاعتراض المشتبه به خلال عملية نُفّذت في حي شيربيك في بروكسل، وردّاً على سؤال «فرانس برس» عمّا إذا كان المشتبه به قد قُتل، قال "في الواقع نعم".
وقُتل سويديّان في شمال بروكسل، مساء الإثنين، برصاص مسلّح أطلق النار عليهما ولاذ بالفرار على دراجة نارية.
ووقع الهجوم بالقرب من ساحة سانكتيليت في الأحياء الشمالية للعاصمة البلجيكية، قبيل مباراة بين منتخبي بلجيكا والسويد ضمن التصفيات المؤهّلة لكأس أوروبا 2024 لكرة القدم.
aXA6IDE4LjIxOS4yNS4yMjYg جزيرة ام اند امز