«بالكاد نراهم».. جندي إسرائيلي يروي حرب «الأشباح» بغزة
سبعة أيام مرّت على العملية البرية الإسرائيلية في غزة، عاش فيها الجنود الإسرائيليون ما يكفي، لتدوين يوميات استثنائية في شوارع "الأشباح".
خلف ثقوب في جدران متهاوية بالكاد معلقة، يتمركز جنودٌ من لواء "جفعاتي" ممن وقع عليهم مهمة اقتحام قطاع غزة، وستراتهم القتالية مدججة بمخازن الذخيرة.
يروي أحدهم لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية: "إلى جانب حماية مركز القيادة الذي تم إنشاؤه لم نكن مشاة بعد. كل ما فعلناه هو التجول في مركباتنا المدرعة. سوف تأتي القوات البرية في وقت لاحق".
كانت المناورة البرية للجيش الإسرائيلي في شمال غزة تتم بشكل أساسي باستخدام مركباته الأكثر تقدما والأفضل حماية، مثل دبابات ميركافا مارك 4، ومركبات المشاة القتالية الثقيلة "النمر" و"إيتان"، ويتقدمون بأعداد كبيرة باستخدام نيران كثيفة.
وعلى الرغم من أن الغارات الإسرائيلية سوّت العديد من البلدات الصغيرة في شمال غزة بالأرض، فإن المدفعيين لا يزالون داخل الدبابات والعربات القتالية يجوبون الأنقاض باستخدام كاميراتهم الحرارية، بحثا عن أية علامة على وجود كمين. وفق ما طالعته "العين الإخبارية" في الصحيفة العبرية.
ومع مغادرة القافلة المدرعة قاعدة زيكيم داخل إسرائيل ومرورها حيث كان السياج الحدودي الذي تم تفكيكه الآن قائما ذات يوم، أصبح هناك شعور- لدى الجنود- بوجود مقاتلي حماس غير المرئيين، خاصة مع إطلاق رشقات صاروخية تومض من فوق الرؤوس متجهة إلى أسدود ومناطق أخرى داخل إسرائيل.
"إنهم تحت الأرض"
يقول الرائد يفتاح، ضابط دبابة ترك دراساته في القانون ليعود إلى اللواء: "هناك الكثير من نيران الأسلحة الصغيرة والقذائف الصاروخية، لكننا بالكاد نرى الإرهابيين. إنهم تحت الأرض ولا يظهرون إلا لنصب كمين لك".
ويضيف "لقد وجدنا بالفعل عددا لا بأس به من مخارج الأنفاق. عندما يحدث ذلك، نستدعي ياهالوم (وحدة نخبة للهندسة القتالية والتدمير) التي تقوم بتفجيرها”.
وعلى الرغم من تصريحات الجيش الإسرائيلي حول مقتل المئات من مقاتلي حماس، إلا أن العديد من المسلحين ما زالوا يحاولون نصب الكمائن للجنود.
ويروي ضابط آخر "الليلة الماضية، سقطت قذيفة هاون هنا".
لكن حتى التواجد داخل المركبات المدرعة الثقيلة لا يضمن الحصانة من الهجوم. ففي الأسبوع الماضي، أصاب صاروخان مضادان للدبابات إحدى مركبات "النمر"، مما أسفر عن مقتل جميع جنود جفعاتي العشرة الموجودين بداخلها.
وفي هذا الصدد، يقول أحد الضباط: "درعنا ممتاز، لكن حتى أفضل الدروع بها نقاط ضعف".
تم اكتشاف إحدى نقاط الضعف، خلال الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر/تشرين ، عندما استخدمت طائرات بدون طيار لإسقاط قنابل يدوية على أبراج الدبابات.
وتحتوي النسخة المتقدمة من "ميركافا" التي تستخدمها الألوية المدرعة التابعة للجيش الإسرائيلي على نظام الحماية المضاد للصواريخ Trophy، لكنها لم تكن مصممة للتعامل مع هذا التهديد الجديد.
لكن اليوم، تحتوي العديد من دبابات ميركافا، على "أقفاص مواجهة"، وهي شرائح معدنية ملحومة فوق البرج، والتي تمنع مثل هذه القنابل اليدوية من الانفجار على طاقم الدبابة.
وبالنسبة للجنود الإسرائيليين تبقى المناورة البرية الأصعب حين يتقدمون بشكل أعمق سيرا على الأقدام، نحو "هدفهم الرئيسي: مقر قيادة حماس تحت الأرض"
وبما أن الأرتال المدرعة ستضطر إلى استخدام الشوارع الضيقة المؤدية إلى "المتاهة" فإنها ستصبح أكثر عرضة للكمائن، كما تقول "هآرتس".
ولليوم الـ31 على التوالي، تتواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مخلفة قرابة عشرة آلاف قتيل فلسطيني، بحسب وزارة الصحة في القطاع .
وترفض إسرائيل الاستجابة للنداءات المتزايدة لإقرار هدنة إنسانية. وسط مخاوف من كارثة إنسانية تواجه سكان قطاع غزة المحاصر.