ممر "فيلادلفيا".. الطريق "الشائك" بين مصر وغزة
مع كل تصعيد إسرائيلي على قطاع غزة، يبرز ممر "فيلادلفيا" الرابض على الحدود بين مصر والقطاع، إلى الواجهة، متصدرا عناوين الحدث.
في الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة لليوم الـ31 على التوالي، عاد الحديث عن هذا الممر، بتحذير مصري "شديد اللهجة" لتل أبيب من أي عمليات عسكرية في المنطقة العازلة التي يبلغ طولها 14 كلم.
وهو ما نقلته صحيفة "الأهرام" المصرية، في وقت سابق من الشهر الماضي، عن مصادر مصرية، من أن القاهرة حذرت الجانب الإسرائيلي من العمليات في محور فيلادلفيا، تزامنا مع الاجتياح البري للقطاع، وذلك باعتبار الممر "منطقة عازلة تضمنتها معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية لعام 1979".
وأكد مصدر مصري أن "التوغل الإسرائيلي في الممر سيعتبر انتهاكا للمعاهدة الدولية، وهو ما لن تسمح به مصر".
وتعتقد إسرائيل أن محور فيلادلفيا يوجد فيه أكثر من ألف نفق حفرها الفلسطينيون من أجل تهريب الأسلحة والمواد التموينية والوقود إلى قطاع غزة.
فما هو محور فيلادلفيا؟
تعود قصة هذا المحور إلى عام 2005 الذي أُنشئ بموجب اتفاق مصري إسرائيلي، سُمي "اتفاق فيلادلفيا"، لوقف عمليات التهريب وتدمير الأنفاق الموجودة بعد أن أصبحت منطقة الحدود خاضعة للفلسطينيين.
وممر فيلادلفيا، أو ما يسمى أيضا طريق فيلادلفيا أو محور صلاح الدين، هو عبارة عن شريط ضيق من الأرض يبلغ طوله 14 كلم من البحر الأبيض المتوسط وحتى معبر كرم أبو سالم، ويقع على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر.
لكن كيف تم التوصل إليه؟
في عام ٢٠٠٤, أصدر الكنيست قرارا أحاديا بالانسحاب من قطاع غزة لجميع المواطنين والقوات الإسرائيلية الموجودة في القطاع، ودخل القرار حيز التنفيذ في أغسطس/آب 2005.
ومن أجل القيام بعملية الانسحاب كان يتوجب على إسرائيل الانسحاب من محور صلاح الدين (فيلادلفيا) أيضا.
في ذلك الوقت، نشأت معارضة كبيرة داخل وزارة الدفاع الإسرائيلية للقيام بإخلاء المحور وذلك لأسباب استراتيجية وأمنية تتمثل في "تسليح غزة وتهديد ذلك لأمن إسرائيل".
لكن وعلى الرغم من تلك المعارضة، قامت إسرائيل بالانسحاب من المحور من أجل منع الاحتكاك بين الفلسطينيين والإسرائيليين الذي يمكن أن يزعزع استقرار المنطقة، ووقعت الاتفاق مع القاهرة.
بنود الاتفاقية
بموجب تلك الاتفاقية، سُمح لمصر بنشر 750 من حرس الحدود على امتداد الطريق لحراسة ذلك الشريط
نص الاتفاق على أن القوات المصرية هي "قوة مخصصة لمكافحة الإرهاب والتسلل عبر الحدود" وليست قوة عسكرية.
كما نص على أن هذه الاتفاقية "لا تلغي أو تعدل اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979، مع الإبقاء على حالة المحور وصحراء سيناء كمناطق منزوعة السلاح".
وهو ما جاء في المادة (9) من الاتفاقية "يجب على جميع الأطراف إدراك أن نشر قوات حرس الحدود وهذه الترتيبات لا يعدل ولا ينقح ولا يغير معاهدة السلام بأي حال من الأحوال. بل هي ترتيبات وتدابير أمنية إضافية لمواجهة التسلل وافق عليها الطرفين".
ويحتوي الاتفاق على 83 بندا، ويصف على وجه التحديد البعثة والتزامات الأطراف، بما في ذلك أنواع معينة من الآلات والأسلحة المسموح بها والبنية التحتية.
أحداث 2008
استعداداً لانسحابها الأحادي من قطاع غزة، قامت الحكومة الإسرائيلية بنقل سلطة محور صلاح الدين إلى السلطة الفلسطينية.
حينها، تم توقيع اتفاقية للعبور والحركة مع للسلطة الفلسطينية من أجل "تعزيز التنمية الاقتصادية وتحسين الوضع الإنساني على أرض الواقع"، عُرفت باتفاقية المعابر التي بموجبها تم فتح الجانب الفلسطيني من معبر رفح في نوفمبر/تشرين الثاني 2005، بإدارة فلسطينية مصرية إلى جانب مراقبين من الاتحاد الأوروبي.
كان الجانب الفلسطيني من الحدود خاضعًا لسيطرة السلطة الفلسطينية، وذلك حتى استيلاء حماس على السلطة عام 2007.
ولكن في يناير/ كانون الثاني 2008، قام عدد من المسلحين الفلسطينيين بتدمير أجزاء من الجدار الحدودي مع الشريط الحدودي بالقرب من مدينة رفح.
وتدفق على أثر هذا العمل الآلاف من سكان قطاع غزة إلى الأراضي المصرية للحصول على احتياجاتهم الغذائية، ولكن ما لبث أن تم حل هذه المشكلة وعاد الفلسطينيون إلى غزة.
واعتبارًا من أبريل/نيسان 2013، عززت مصر قواتها على الحدود مع قطاع غزة.
وتم إغلاق جميع الأنفاق في المنطقة الحدودية بين قطاع غزة ومصر.
aXA6IDMuMTQ0LjQ3LjExNSA= جزيرة ام اند امز