أطفال غزة.. رعب ومعاناة يتجددان مع الغارات الإسرائيلية
هلع الأطفال الفلسطينيين بفعل القصف الإسرائيلي المتكرر والمتصاعد في الآونة الأخيرة بات جزءاً من معاناتهم اليومية.
مع دوي انفجار أول صاروخ أطلقته طائرات الاحتلال الإسرائيلي، تجاه أحد المواقع جنوب قطاع غزة، انفجر الطفل الفلسطيني أحمد عبدالقادر في موجة صراخ، اشتدت وتيرتها مع توالي سقوط قرابة 20 صاروخاً على الموقع خلال نصف ساعة.
احتضنت أم أحمد طفلها (9 سنوات)، وحاولت تهدئته دون جدوى، في وقت كان يتوالى فيها سقوط الصواريخ على الموقع الذي لا يبعد عن منزلهم سوى 500 متر غرب خان يونس جنوب قطاع غزة.
- تأكيدا لانفراد "العين الإخبارية".. هدنة قطاع غزة تدخل حيز التنفيذ
- قصف غزة.. هل يلتف الاحتلال على مسيرات العودة؟
وقالت والدة الطفل لـ"العين الإخبارية": "الأجواء كانت مرعبة للغاية، كنا نشاهد وهجاً أحمر، يتبعه سقوط الصواريخ ودوي الانفجارات واحداً تلو الأخرى".
وأضافت: "لم أعرف كيف أتعامل مع طفلي أحمد، هو الوحيد بين أشقائه الأربعة كان يصرخ بشكل هستيري، حاولت تهدئته بلا جدوى، وفي اليوم التالي اكتشفت أنه بلل فراشه، أفكر بعرضه على طبيب مختص".
وشنت إسرائيل، مساء السبت، 23 غارة على أهداف متفرقة من قطاع غزة، استخدمت خلالها 42 صاروخاً، وتسببت تلك الهجمات في استشهاد 3 فلسطينيين، وإصابة 15 آخرين بجراح مختلفة، وإثارة حالة من الخوف والهلع في صفوف المدنيين، لا سيما الأطفال منهم، وفق بيان لمركز الميزان لحقوق الإنسان.
هلع الأطفال الفلسطينيين بفعل القصف الإسرائيلي المتكرر والمتصاعد في الآونة الأخيرة بات جزءاً من المعاناة اليومية في قطاع غزة.
تجربة موثقة
تجربة الرعب لدى أطفال غزة، وثقتها صدفة كاميرا 3 أطفال أشقاء، كانوا يسجلون حلقة خاصة ليبثوها عبر قناتهم على "يوتيوب"، ليجدوا أنفسهم يلعبون على وقع صوت الانفجارات.
الأطفال الثلاثة تتراوح أعمارهم بين 11 عاماً و 9 و 6 أعوام، كانوا يسجلون لحظات تنافسهم في تحضير وجبة سريعة مساء 14 يوليو الجاري، بمنزلهم بمنطقة الكتيبة وسط غزة، عندما شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غاراتها من أمام الكاميرا في رعب شديد.
وبدلاً من تسجيل لحظات فرح الأطفال، وثقت الكاميرا لحظات خوفهم ورعبهم، التي تكررت مع كل دوي انفجار ناجم عن القصف الإسرائيلي.
صدمات متوالية
وتنشط العديد من المؤسسات بقطاع غزة، في مجال تقديم خدمة الدعم النفسي والصحة النفسية؛ لمحاولة تخفيف آثار الصدمات الناجمة عن العدوان الإسرائيلي، وتولي الأطفال اهتماماً خاصاً.
وتقول الاختصاصية النفسية سميرة إمام لـ"العين الإخبارية": "إلى جانب الآثار المادية للعدوان الإسرائيلي من شهداء وإصابات وخسائر في الممتلكات، هناك الصدمات وهذا الضرر النفسي الذي لم يسلم منه أحد، لا سيما الأطفال والنساء".
وأضافت "تلقينا العديد من الشكاوى، من ذوي أطفال عن شعورهم بفقدان الأمن، وما يترتب على ذلك من خوف وهلع، واكتئاب، وينجم عن ذلك لدى عديدين تبول لا إرادي، فضلاً عن الرعشة وقلة النوم".
وأشارت إلى أن تجربة الفلسطينيين مع الحروب الثلاث السابقة، وما تخللها من عمليات قصف مدمرة وسقوط مئات الشهداء والجرحى، خلق نوعاً من التجربة، لكن على المدى البعيد، هناك تأثيرات جلية لكل هذه العنف الإسرائيلي على السلوك العام، وحالة الاستقرار النفسي.
حكمت بسيسو، الخبيرة التربوية، المشرفة على صفحة خاصة بالتربية الذكية، على مواقع التواصل الاجتماعي، تؤكد لـ"العين الإخبارية" تلقيها تساؤلات إضافية حول أنسب الطرق للتعامل مع الأطفال في ظل القصف وتحليق الطائرات ونذر الحرب.
وأكدت أن مخرجات ما تتلقاه من أسئلة سواء في هذه الفترة أو التي قبلها بعد 12 عاماً من الحصار و3 حروب والكثير من موجات التصعيد، يعكس نظرة سوداوية للمستقبل وشعور متعاظم بالخوف والقلق وانعدام الأمن.
aXA6IDMuMTYuNTEuMjM3IA== جزيرة ام اند امز