قصف غزة.. هل يلتف الاحتلال على مسيرات العودة؟
مسيرات العودة بشكلها السلمي الشعبي تشكل ضغطا مستمرا على الاحتلال على المستويين السياسي والعسكري وتعريه على المستوى الدولي.
بعد 30 يومًا من مظاهرات مسيرات العودة الفلسطينية، نفذ الاحتلال الإسرائيلي، تهديداته بضرب عمق غزة لتفرض معادلات جديدة، وفق تقديرات خبراء فلسطينيين تستبق موعد 15 مايو/أيار ؛ الذي يتوقع أن تصل فيه الاحتجاجات ذروتها بالتزامن مع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، بحسب تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
- استشهاد طفل يرفع حصيلة شهداء مسيرة العودة إلى 46 فلسطينيا
- مصعب القصاص.. أيقونة نضال غزاوية في مسيرة العودة
الاحتلال التي شيطن منذ البداية المسيرات ووصفها بـ"مسيرات الفوضى والإرهاب"، يعيش في حالة إرباك جراء تظاهر الآلاف بشكل يومي على السياج الحدودي وسط إدانات دولية لاستخدام القوة المميتة ضد المتظاهرين الذين استشهد منهم 46 حتى الآن إلى جانب نحو 7 آلاف جريح.
مأزق المسيرات
ويرى راسم عبيدات، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن الاحتلال الاسرائيلي يعيش مأزق حقيقي جراء استمرار المسيرات الشعبية للأسبوع الخامس ضده وليس كما كان يتوقع بأن تنفجر غزة داخليا أو تجاه مصر فإذا بغزة تنفجر في وجه المحتل فقط.
ويتظاهر آلاف الفلسطينيين بشكل يومي منذ 30 مارس/آذار الماضي، وتزيد حدة الاحتجاجات في أيام الجمعة، بدعوة من الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار، التي تضم ممثلين من الفصائل والقوى المجتمعية بغزة.
المسيرة بشكلها السلمي الشعبي تشكل، بحسب حديث عبيدات لـ"العين الإخبارية"، ضغطا مستمرا على الاحتلال، وذلك على المستويين السياسي والعسكري حيث تفضحه وتعريه على أمام المجتمع الدولي لذلك يهدد ويتوعد ويشن قصف جوي على عمق غزة.
وشنت الطائرات الإسرائيلية الليلة الماضية 6 غارات على قطاع غزة، دمرت قاربين وموقعا للذراع المسلح لحركة حماس، قال الناطق باسم جيش الاحتلال إنها جاءت ردًا ما وصفها بـ"النشاطات الإرهابية ومحاولة الاجتياز الواسعة إلى داخل إسرائيل يوم الجمعة".
ووفق عبيدات؛ فإن الاحتلال بتهديداته لا يريد من الفلسطينيين أن يستمروا في فعالياتهم النضالية المتصاعدة لذلك استخدم القوة المفرطة ضدهم لإرباك الشارع الفلسطيني فإذا به يزداد تماسكا وحضورا في ميدان الفعل.
ويذهب إلى أن حكومة الاحتلال تحاول من قصفها لغزة مساء السبت أن تلجم الفلسطينيين لمنع وصولهم لتاريخ 15 مايو/أيار الذي سيشهد تصاعد حدة الفعاليات، متوقعا تصاعد عمليات القصف في الفترة المقبلة، وذلك بالتزامن مع تنفيذ القرار الأمريكي بنقل سفارة واشنطن إلى القدس.
ويقول الفلسطينيون إنهم سينظمون تظاهرة كبرى في 15 مايو/أيار ويهدد بعض النشطاء بالعمل انتزاع السياج الحدودي الفاصل.
معادلة جديدة
ويتفق الكاتب حمزة أبو شنب، مع عبيدات بأن الاحتلال يرغب في فرض معادلة جديدة على المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وأوضح أن ما قام به الشباب الثائر على حدود قطاع غزة من خداع قوات الاحتلال وتوسيع هامش المناورة ونجاحها في الوصول وإزالة أجزاء من السياج الفاصل (شرق خان يونس وغزة وجباليا) سبّب إرباكا ورفع وتيرة الخوف من سيناريو الحشد الأكبر يوم 15 مايو/أيار المقبل.
ورأى" أبو شنب" أن القصف الإسرائيلي يهدف لتغير السلوك والعمل على إفشال هذا الحراك المرتقب أو محاولة جر المقاومة لتصعيد محدود يسهم في تراجع مسيرات العودة، كما يهدف إلى إحباط أي محاولة جهد بحري تنطلق من قطاع غزة، مشيرا إلى استهداف الاحتلال سابقا قاربا معدا للإبحار من غزة.