أحمد أبوحسين.. شهيد الحقيقة الثاني بمسيرة العودة
الصحفي الفلسطيني أصيب برصاص قناص إسرائيلي شرق غزة في جمعة رفع العلم.
من غزة إلى رام الله لمستشفى إسرائيلي، تعلقت قلوب الصحفيين الفلسطينيين برحلة الآلام التي عاشها الصحفي الفلسطيني أحمد أبوحسين، قبل أن يأتي نبأ استشهاده ليكون ثاني فرسان الحقيقة منذ انطلاق مسيرة العودة في قطاع غزة.
في جمعة "حرق العلم" الموافقة 13 أبريل/نيسان، أصيب الصحفي أحمد أبوحسين (24 عاماً) برصاص قناص إسرائيلي، ولم يشفع له الدرع الصحفي الذي يرتديه ولا كاميرته التي كان يوثق بها جرائم الاحتلال، وبقي يصارع الألم والموت حتى أتته المنية مساء أمس الأربعاء في مستشفى تل هشومير الإسرائيلي.
رصاصة القناص الإسرائيلي، تسببت وفق الأطباء، في استئصال الكلية والرئة اليسرى وجزء من الطحال والأمعاء، للصحفي المصاب، وكانت حالته حرجة للغاية.
وبعد يومين من إصابة أحمد الذي يعمل لصالح وكالة "بيسان" الإعلامية، وتحت ضغط الصحفيين الفلسطينيين، وبعد تدخل الحكومة الفلسطينية، انتقل من غزة إلى رام الله، للعلاج داخل مجمع فلسطين الطبي، لتتدهور حالته وينقل للعلاج داخل مستشفى تل هشومير في إسرائيل حتى استشهاده.
قنص مقصود
ووفق ياسر عبدالغفور، نائب مدير وحدة البحث الميداني في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، فإن القناص الإسرائيلي اختار الحلقة الأضعف في الدرع الذي كان يرتديه الصحفي أبوحسين، فأصابه بعيار ناري أسفل خاصرته اليسرى؛ ما يدلل على وجود عملية قنص مقصودة بهدف القتل.
وقال عبدالغفور لـ"العين الإخبارية" إن أبوحسين كان يرتدي الدرع الصحفي وخوذة مكتوب عليها (تى في)، ويوجد في منطقة لا تشكل أي خطر على قوات الاحتلال ومع ذلك استهدفوه؛ ما يؤشر إلى منهجية إسرائيلية لإخراس الحقيقة خاصة أنه الشهيد الثاني منذ 30 مارس/أذار الماضي بعد الصحفي ياسر مرتجي، إلى جانب إصابة 73 صحفياً آخر شرق القطاع.
واستشهد الصحفي ياسر مرتجي بعد إصابته في الجمعة الثانية لأحداث مسيرة العودة (6 أبريل) خلال تغطيته الأحداث شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.
أوجعتنا يا شهيد
نقابة الصحفيين الفلسطينيين، حمّلت سلطات الاحتلال وقادته كامل المسؤولية عن هذه الجريمة المستمرة، مجددة تأكيدها على تكثيف جهودها ومساعيها لملاحقة قادة الاحتلال على جرائمهم بحق الصحفيين، وبخاصة قتلهم المتعمد والموثق للصحفيين أحمد أبوحسين وياسر مرتجي.
وحيّت النقابة الصحفيين كافة في ميادين العمل ومواقع الصدام والاحتكاك، على إصرارهم على مواصلة القيام بواجباتهم الوطنية والمهنية وكشف جرائم الاحتلال وتقديمها للرأي العام، رغم الأثمان الغالية وسيل الدم الذي يدفعونه كل يوم.
رحيل أحمد بعد رحيل ياسر، ترك ألماً كبيراً لدى الصحفيين الفلسطينيين، فودعوه بالكلمات والدموع. وكتب صديقه أحمد جروان لرفيقيه الراحلين "يا أحمد بلغ ياسر مرتجى أن الحقيقة الموقعة بالشهادة ملأت أرجاء الأرض ولم يمنعها المحتل الغاصب".
aXA6IDMuMTQ0LjEwMC4yNTIg جزيرة ام اند امز