مصعب القصاص.. أيقونة نضال غزاوية في مسيرة العودة
أبو وديع (26 عاما)، قائد وحدة الكاوشوك، لم تمنعه إصاباته المتكررة من قيادة التحركات الميدانية "السلمية" ضد الاحتلال الإسرائيلي.
بعد 28 يومًا من انطلاق مسيرة العودة في قطاع غزة تحول الشاب الفلسطيني مصعب القصاص إلى أيقونة وطنية ومصدر إلهام لرفاقه في النضال السلمي على خط المواجهة الأول مع قوات الاحتلال.
ولم تمنع الإصابات العديدة التي أصيب بها أبو وديع (26 عاما) قائد وحدة الكاوشوك، كما يحلو لرفاقه أن ينادونه، أن يواصل حضوره اليومي إلى مخيم العودة لقيادة التحركات الميدانية "السلمية" كما يقول لـ"العين الإخبارية" في مواجهة البطش الإسرائيلي.
انخراط أبو وديع في التظاهرات بدأ بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، والتي تلاها اندلاع مواجهات في شرق القطاع كانت تتركز في أيام الجمع.
وقال: "كنت أشارك بشكل مستمر، شرق منطقة الفراحين، واستشهد رفيقي محمود المصري، وأنا أصبت فيها، وعندما انطلقت مسيرة العودة عدنا بزخم أكبر شرق خزاعة ومستمرون حتى نرجع".
يتحامل على آلام جراحه الكبيرة في يديه التي قطبت في جمعة الشهداء والأسرى بحوالي 80 قطبة طبية، ويرفع يديه الملفوفتان بالشاش الطبي تأكيدا على النصر.
"آااه" مليئة بالوجع والقهر يقولها أبو وديع في تسجيل فيديو أثناء تقطيب جراحه، مكملا بإرادة قوية رغم الألم: "راجعين بإذن الله. راجعين لو تقطعنا. راجعين ما نتخلى عن الأرض".
على خط المواجهة الأول، يظهر أبو وديع في صور عديدة وسط رفاقه وهو يحمل مقصا حديديا يقطع به الأسلاك الشائكة، وفي صور أخرى وهو يعيد قنابل الغاز التي يطلقها الاحتلال تجاه المتظاهرين، في شجاعة تبدو استثنائية.
يفاخر أبو وديع الذي يزين رقبته بالكوفية الفلسطينية وجبهته بالعلم الفلسطيني، أنه مشارك في فعاليات العودة وقبلها القدس منذ البداية، وأنه نجح في تشكيل مجموعة من 22 فردًا يمثلون وحدة الكاوشوك التي تتصدر المواجهات اليومية مع الاحتلال.
بكلام بليغ وعميق يبدو غائبا عن القادة الفلسطينيين، يوضح الشاب القادم من حاضنة حركة فتح: "في عملنا هنا نحن لا نمثل أحزابا أو حركات، هذا نضال وطني، يجمعنا العلم ونتوحد في وجه الاحتلال، من جيوبنا وجيوب الأحرار نجمع ما يساعدنا على الاستمرار".
خلافا لرفاقه يظهر أبو وديع بوجهه دون لثام، عند تلاوة البيانات باسم وحدة الكاوشوك، ويقول: "لا يوجد ما أخافه، نحن لا نحمل السلاح، ونضالنا سلمي، الكاوشوك نشعله لنحجب الرؤية عن قناصة الاحتلال والسياج الشائك ننزعه لأنه مزروع في أرضنا ولنمر لباقي أرضنا المحتلة".
بعد جلب الأسلاك الشائكة إلى ساحة الاعتصام، ينهمك مصعب ورفاقه في تقطيعها، على شكل بكرات، ويقول: "نجلبها هنا ثم نبيعها، لنشتري بثمنها تجهيزات تساعدنا على النضال في مواجهة الاحتلال".
يدرك الشاب الفلسطيني الذي يمتهن مهنة "النقاشة" أن المسار الذي يسلكه مفروش بالألم والدم، ويؤكد: "أصبت عدة مرات، واستشهد اثنان من رفاقي المقربين، وبين يدي استشهد آخرون، وربما يكون مصيري كذلك، وروحي فداء للقدس والوطن".
aXA6IDMuMTQxLjIwMS45NSA= جزيرة ام اند امز