بينهم نجل الدحدوح.. لقطات تثير تساؤلات حول تبرير إسرائيل لقتل الصحفيين بغزة
تثير لقطات الطائرات بدون طيار تساؤلات حول التبرير الإسرائيلي للهجوم المميت على الصحفيين في قطاع غزة.
هذا ما وثقته وكشفته لقطات من طائرة بدون طيار التقطها المصور الفلسطيني مصطفى ثريا قبل أقل من ساعة على مقتله وزميله الصحفي حمزة الدحدوح، في غارة جوية إسرائيلية استهدفتهم في يناير/كانون الثاني الماضي، جنوبي قطاع غزة، ونشرتها صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وفي السابع من يناير، استهدفت غارة إسرائيلية سيارة تقل أربعة صحفيين خارج مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل اثنين هما حمزة الدحدوح، 27 عاما، ومشغل الطائرة بدون طيار المصور مصطفى ثريا، 30 عاما، مع سائقهما.
كانوا وقتها عائدين من موقع غارة إسرائيلية على أحد المنازل، حيث استخدموا طائرة بدون طيار لالتقاط آثار الغارة.
وستكون الطائرة بدون طيار – وهي نموذج استهلاكي متوفر في المتاجر – محورية في التبرير الإسرائيلي للضربة.
ماذا تحتوي اللقطات؟
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إنها حصلت على اللقطات من طائرة المصور ثريا وراجعتها، مشيرة إلى أنها كانت مخزنة في بطاقة ذاكرة تم استردادها من مكان الحادث وإرسالها إلى شركة إنتاج فلسطينية في تركيا.
ولم يظهر أي جنود أو طائرات أو معدات عسكرية إسرائيلية أخرى في اللقطات التي تم التقاطها في ذلك اليوم، والتي نشرتها "واشنطن بوست"، مما يثير تساؤلات حرجة حول سبب استهداف الصحفيين، وفق ما طالعته "العين الإخبارية" في تقرير "واشنطن بوست".
وتظهر المقاطع مراسلين يرتدون سترات صحفية زرقاء وهم يقومون بمسح كتلة من الأسلاك والخرسانة المشوهة، إلى جانب أطفال يشاهدون الرجال وهم ينتشلون الجثث. فيما يقوم عمال الدفاع المدني بتغطية الجثث بالبطانيات ويحملونها بعيدا.
وتتضمن اللقطات أيضا 38 مقطعا وتستمر لمدة تزيد قليلا عن 11 دقيقة. ويظهر الصحفي مصطفى ثريا في بعض الأحيان وهو ينظر إلى جهاز التحكم في الطائرة بدون طيار ويتيح للآخرين النظر إلى الشاشة.
وقام ثريا بتوسيع زاوية التصوير مرتين، لفترة وجيزة، ليُظهر المناظر الطبيعية في الشمال الغربي والجنوب الغربي من المبنى المتضرر، (على بعد حوالي ميل) في كل اتجاه.
وبناء على طلب الصحيفة الأمريكية، قام اثنان من المحللين بمراجعة صور الأقمار الصناعية المتاحة للمنطقة التي التقطتها شركة Planet Labs وشركة Airbus في 7 يناير، والتي تغطي دائرة نصف قطرها حوالي 1.2 ميل من مكان إطلاق الطائرة بدون طيار.
ولم ير أي خبير أي دليل على انتشار عسكري أو نشاط مسلح.
تساؤلات حول التبرير الإسرائيلي
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان له في اليوم التالي إنه “حدد هوية وضرب إرهابيا كان يقود طائرة تشكل تهديدا" لقواته.
وبعد يومين، زعم الجيش أنه اكتشف أدلة على أن الاثنين ينتميان إلى جماعات مسلحة- ثريا لحماس والدحدوح للجهاد الإسلامي، وأن الهجوم كان ردا على تهديد "فوري" على حد قوله.
وردا على استفسارات متعددة وأسئلة تفصيلية من صحيفة "واشنطن بوست"، أجاب الجيش الإسرائيلي: "ليس لدينا ما نضيفه".
حمزة ومصطفى.. من هما؟
وحمزة، هو نجل مراسل قناة الجزيرة في قطاع غزة وائل الدحدوح الذي قتل عدد من أفراد أسرته بينهم زوجته وثلاثة من أبنائه، في قصف استهدف منزل نزحوا إليه في مخيم النصيرات وسط القطاع.
وقال وائل إن حمزة انضم إلى مكتب الجزيرة في غزة أثناء الحرب الحالية، حيث عمل كمساعد مصور ومنتج ميداني.
أما ثريا، فكان صحفيا مستقلا معروفا، وساهم بالصور ولقطات من طائرات بدون طيار لصالح قناة الجزيرة، وكذلك لوكالة فرانس برس، ورويترز، وغيتي إيمجز.
وفقا للعديد من الأصدقاء والزملاء الذين أجرت صحيفة "واشنطن بوست" مقابلات معهم، غادر كل من الدحدوح وثريا مدينة غزة، في أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على طول طريق إخلاء المدنيين الذي حدده الجيش الإسرائيلي.
وعاش الشابان في خيام لأكثر من شهرين مع صحفيين آخرين في مدينة رفح، وهي منطقة قريبة من الحدود المصرية، حيث لجأ نحو 1.4 مليون فلسطيني نازح.
aXA6IDE4LjIxNi4xMDQuMTA2IA== جزيرة ام اند امز