بالدموع والورود.. غزة تودع الشهيدين الطفلين شلبي واشتيوي
حسن شلبي وحمزة اشتيوي شهيدان طفلان قتلهما الجيش الإسرائيلي خلال مشاركتهما أمس الجمعة، في مسيرة العودة شرق قطاع غزة.
بالورود والدموع وهتافات الغضب ودع آلاف الفلسطينيين، اليوم السبت، جثماني شهيدين طفلين قتلهما الجيش الإسرائيلي خلال مشاركتهما أمس الجمعة، في مسيرة العودة شرق قطاع غزة.
وفي مشاهد مؤثرة، نقل جثمان الطفل حسن إياد شلبي (14 عاما) إلى مدرسته في خان يونس، ليودع زملاءه وسط حالة من الغضب والتأثر، لينطلق الجثمان على أكتاف المشيعين إلى منزله، ومنه إلى منزل العائلة في مخيم النصيرات.
ونثر محبو الشهيد الورود على جثمانه الذي لُفَّ بالعلم الفلسطيني.
ولم تتمالك أسيل شقيقة الشهيد دموعها، وهي تتحدث لـ"العين الإخبارية" عن الساعات الأخيرة للشهيد قائلة: "قال لي حسن قبل استشهاده أنا كثير متعلق فيكم .. لي يومين حاسس في حاجة بقلبي حاسس اشي هيصير وفرحان لما استشهد لا تبكوا علي".
صمتت شقيقه الشهيد وهي تتذكر هذه الكلمات لشقيقها، وهي تحاول أن تنقله لكلام آخر ولكنه أصر عليه، وغادر المنزل دون أن يتناول طعام الغداء الذي كان عبارة عن وجبة العدس وهو الطعام الذي لجأت إليه الوالدة في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه.
واكتفت والدة الشهيد أسيل في حديث لـ"العين الإخبارية"، بالقول:" الحمد لله على كل حال وحسبنا الله ونعم الوكيل"، بينما طالب والد الطفل الشهيد، العالم، بمحاسبة الاحتلال على جرائمه ضد أطفال فلسطين.
واستشهد حسن بعد إصابته أمس بعيار ناري في الصدر، خلال مشاركته في مسيرة العودة شرق "خان يونس".
وفي الطريق إلى مقبرة الشهداء، حيث دُفن جثمان الشهيد، ردد المشاركون هتافات الغضب، وتوعدوا بالثأر، بينما فاض الدمع من ذويه وزملائه الذين فقدوا طفلا أجبرته الظروف على أن يعيش دور الرجولة.
استشهاد حسن أثار حالة من التعاطف الكبير بعدما ظهر له مقطع فيديو في جمعية خيرية، وهو يطلب فرصة عمل ليساعد أسرته المكونة من 8 أفراد على أعباء الحياة، خاصة بعد أن قطعت مخصصات والدته من الشؤون الاجتماعية.
وفي مدينة غزة، كان هناك مشهد آخر للحزن والغضب، حيث ودعت الجماهير جثمان الشهيد الطفل حمزة اشتيوي (17 عاما).
وانطلقت جنازة تشييع اشتيوي من مستشفى الشفاء، مروراً بمنزله في حي الزيتون، ليواري بعدها الثرى في مقبرة الشهداء شرق مدينة غزة.
واستقبلت النساء جثمان الشهيد بالزغاريد والتكبير في منزل عائلته شرق غزة.
وبتأثر، قالت صابرين شلدان والدة الشهيد في حديث لـ"العين الإخبارية"، "ابني شهيد عريس.. رحل إلى الجنة".
وطالبت بتحرك قانوني لمواجهة جرائم الاحتلال لاستهدافه الأطفال.
واستشهد 38 طفلا فلسطينيا، خلال مشاركتهم في مسيرة العودة شرق قطاع غزة منذ 30 مارس/آذار الماضي، وفق معطيات حقوقية.
محمد اشتيوي والد الشهيد يشير إلى تعلق نجله بعميه أحمد ومحمود اشتيوي اللذين استشهدا قبل أعوام، لدرجة أن حمزة جاءه قبل عدة أيام يبلغه أنه يريد أن يرى عميه الشهدين، وجدّته فهو قد اشتاق إليهم".
ويطالب الأب، مؤسسات حقوق الإنسان، بالتحرك لملاحقة مجرمي الحرب من قوات الاحتلال الذين قتلوا طفله دون أن يشكل أي تهديد على الاحتلال.
وشارك في مسيرة التشييع آلاف المواطنين، رددوا هتافات غاضبة تطالب المقاومة بالرد على جرائم الاحتلال وقتل الأطفال.
واستشهد اشتيوي بعد إصابته برصاصة في الرقبة بعدما استهدفته قوات الاحتلال، خلال مشاركته في مسيرة العودة شرق مدينة غزة.
قبل الاستشهاد بعدة أيام، كتب والد الشهيد على صفحته على "فيسبوك": "حمزة سندي"، اليوم يرحل حمزة أكبر أطفال اشتيوي ليبقى الوجع والألم والغضب على فراقه.