انسحاب إسرائيل.. هل وصلت مفاوضات الدوحة حول غزة لطريق مسدود؟
خلاف متصاعد مع أمريكا بعد قرار مجلس الأمن، حرك على ما يبدو، أحاديث إسرائيلية متناثرة عن وصول مفاوضات الدوحة إلى طريق مسدود.
وألقى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالمسؤولية على قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في غزة، الصادر أمس، بعد امتناع الولايات المتحدة عن التصويت.
بينما قالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن بيان إسرائيل بأن امتناع الولايات المتحدة عن التصويت على قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يضر بالمفاوضات الرامية إلى إطلاق سراح الرهائن "غير دقيق في جميع النواحي تقريبًا، وغير عادل للرهائن وعائلاتهم".
وأشارت إلى أن إعلان حماس، ردًا على تمرير قرار الأمم المتحدة، بالعودة إلى مطلبها الأصلي بإنهاء الحرب قبل إطلاق سراح الرهائن، "تم إعداده مسبقًا وليس له أي علاقة بقرار الولايات المتحدة".
غير أن أحد مساعدي نتنياهو رد على البيان الأمريكي، قائلاً: "رحبت حماس بقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وتعثرت محادثات الرهائن - وهذا يخبرك بكل ما تحتاج إلى معرفته".
وأعلنت إسرائيل في وقت سابق، أنها استدعت فريقها المفاوض من العاصمة القطرية الدوحة محملة مسؤولية تعثر المفاوضات لموقف "حماس" وامتناع الولايات المتحدة الأمريكية عن استخدام حق النقض الفيتو ضد قرار في مجلس الأمن دعا لوقف إطلاق النار.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان تلقته "العين الإخبارية": "موقف حماس يثبت بشكل واضح أنها ليست معنية بمواصلة المفاوضات حول التوصل إلى صفقة، وهو يشكل دليلا مؤسفا على الأضرار التي تسبب بها قرار مجلس الأمن".
وأضاف: "حماس رفضت مرة أخرى كل مقترح تسوية أمريكي وكررت مطالبها المتطرفة وهي إنهاء الحرب حالا وانسحاب كامل لقوات الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة وإبقاء حكم حماس على ما هو، كي تتمكن حماس من ارتكاب مجازر 7 أكتوبر/تشرين الأول مرة تلو الأخرى، كما وعدت".
واعتبر في هذا الصدد، أن "حماس رفضت كل مقترح تسوية أمريكي ورحبت أيضا بقرار مجلس الأمن".
كما قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي: "إسرائيل لن ترضخ لمطالب حماس الوهمية وستواصل العمل من أجل تحقيق أهداف الحرب كاملة وهي الإفراج عن جميع المختطفين وتدمير قدرات حماس العسكرية والحكومية والضمان بأن غزة لن تشكل أبدا أي تهديد على إسرائيل".
جهود الوسطاء
وكانت مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية سعت لاتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق نار في غزة من خلال مقترح قدمته الولايات المتحدة الأمريكية لحماس وإسرائيل عبر الوسطاء.
وكانت إسرائيل أعلنت في وقت سابق، أنها وافقت على إطلاق سراح 700 أسير فلسطيني، من بينهم 100 يقضون أحكاما بالسجن المؤبد لقتلهم إسرائيليين، مقابل إطلاق سراح 40 رهينة تحتجزهم حماس في غزة.
وقال المسؤولون إن الإسرائيليين وافقوا أيضًا على السماح بالعودة التدريجية لأكثر من 2000 مدني فلسطيني يوميًا إلى شمال غزة بعد بدء إطلاق سراح الرهائن.
ولكن حركة "حماس" قالت في بيان مساء الإثنين "لقد أبلغت حركة حماس الأخوة الوسطاء قبل قليل، أنَّ الحركة متمسكة بموقفها ورؤيتها التي قدَّمتها يوم 14 مارس/آذار الجاري؛ لأنَّ ردَّ الاحتلال لم يستجب لأيٍّ من المطالب الأساسية لشعبنا (وقف إطلاق النار الشامل، الانسحاب من القطاع، عودة النازحين، وتبادل حقيقي للأسرى)".
وأضافت: "وعليه، فإنَّ الحركة تجدّد التأكيد على أنَّ نتنياهو وحكومته المتطرّفة يتحمَّلون كامل المسؤولية عن إفشال كلّ جهود التفاوض، وعرقلة التوصل لاتفاق حتى الآن".
انسحاب الوفد
إلى ذلك، أكدت قطر انسحاب الوفد الإسرائيلي ولكنها أشارت إلى أن جهود التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، "لم تتوقف".
وقال الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية، إن "الاجتماعات على قدم وساق ولم تنقطع، والمفاوضات مستمرة، والمباحثات جارية، ودخول وخروج الوفود وعودتهم إلى عواصمهم للوصول إلى توافقات معينة أمر عادي وحركة طبيعية في مثل هذه المفاوضات".
aXA6IDMuMTI4LjMxLjc2IA==
جزيرة ام اند امز