تداعيات قرار مجلس الأمن.. إسرائيل تحيل ليل غزة إلى جحيم
رغم قرار مجلس الأمن الصادر، أمس الإثنين، المطالب بوقف إطلاق النار في غزة، شن الجيش الإسرائيلي قصفا مكثفا على قطاع غزة طوال الليل، بالتزامن مع التصعيد بالضفة الغربية.
وكانت إسرائيل أكدت، مساء أمس، وعلى لسان أكثر من مسؤول، أنها لن توقف القتال على غزة، طالما لا يزال هناك رهائن لدى حركة حماس، في رفض واضح لقرار مجلس الأمن الذي تم تمريره بفضل عدم استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو).
واستهدف الجيش الإسرائيلي شمال غرب مدينة غزة وبيت لاهيا بقصف عنيف ومكثف، بينما طالت غارات الطائرات الحربية والمدفعية الإسرائيلية مناطق متفرقة بالقطاع، لا سيما مدينة رفح، ما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين بينهم أطفال ونساء.
حصار مستشفيات غزة
وواصل الجيش الإسرائيلي حصاره واستهدافه مستشفيات في القطاع، تزامنا مع دخول الحرب يومها 172، إذ خرج مستشفى الأمل عن الخدمة، في وقت يواصل عملياته العسكرية بمجمع الشفاء الطبي ومحيطه لليوم التاسع على التوالي، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وذكرت مصادر طبية في قطاع غزة أن العمليات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 15 على الأقل، بينهم 4 أطفال، بالإضافة إلى عشرات الإصابات جراء قصف استهدف منزلا يؤوي نازحين شمال رفح جنوبا.
ورفح التي لجأ إليها أكثر من مليون نازح بسبب الحرب، مهدّدة اليوم بعملية برية واسعة النطاق تعدّ لها إسرائيل، ويخشى المجتمع الدولي من مخاطرها على المدنيين الفلسطينيين المتكدّسين فيها.
كذلك، أفادت مصادر محلية في رفح بسماع دوي انفجار كبير، إثر غارة إسرائيلية على المدينة، بالتزامن مع شن الجيش الإسرائيلي لغارات جوية وقصف مدفعي عنيف شمال القطاع.
وفي بيت لاهيا شمال غزة، نفذ الجيش الإسرائيلي قصفا مكثفا وسط تقدم للدبابات ونيران المدفعية باتجاه أهداف في المدينة.
وشهدت المناطق الغربية لشمال غزة، غارات من الطيران الحربي الإسرائيلي، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بينهم أطفال ونساء، فيما توغلت آليات الجيش الإسرائيلي في مربع المدارس وسط بيت حانون.
اعتقالات ومداهمات في الضفة
ولم يكن الوضع أحسن حالا في الضفة الغربية، إذ نفذت القوات الإسرائيلية، فجر اليوم الثلاثاء، حملة مداهمات واعتقالات في مدنها وبلداتها، حيث اعتقلت عددا من الفلسطينيين، بالتزامن مع اشتباكات في جنين ومخيم بلاطة، شمالي الضفة.
واقتحمت القوات الإسرائيلية مدينة قلقيلية غرب الضفة الغربية، فجرا، وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه سجلت وجود إصابة بالرصاص الحي في القدمين لشاب عند مدخل المدينة، وتم نقله إلى المستشفى.
ودارت اشتباكات عقب اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم بلاطة شرق نابلس بشمال الضفة الغربية، فيما فجرت تلك القوات مقرا لحركة فتح في المخيم، حسب تقارير لوسائل إعلام فلسطينية.
وفي جنوب الضفة، واعتقلت القوات الإسرائيلية فلسطينيا بعد اقتحام بلدة دورا في الخليل، كما اقتحمت بلدة بيت أمر، وداهمت منازل المواطنين واعتقلت فلسطينيين اثنين، تزامنا مع اعتداء عدد من المستوطنين على الفلسطينيين بالبلدة ومهاجمة منازلهم.
قرار مجلس الأمن
ويطالب قرار مجلس الأمن الدولي الذي تمّ تبنّيه بغالبية 14 صوتا مؤيّدا وامتناع عضو واحد عن التصويت هو الولايات المتحدة، بـ"وقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان"، الذي بدأ قبل أسبوعين، على أن "يؤدي إلى وقف إطلاق نار دائم"، كما يدعو إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن".
ورفضت تل أبيب الالتزام بالقرار، كما انتقدت الموقف الأمريكي بالامتناع عن التصويت، معتبرة أن واشنطن بخطوتها تلك تفرط في دعم الجهود الحربية الإسرائيلية والعمليات التي تقوم بها لتحرير المحتجزين الإسرائيليين لدى الفصائل الفلسطينية.