مقترح ويتكوف بشأن غزة.. أسرار «الصياغة» والضمانات لإقناع إسرائيل وحماس

بعد أن كشف مبعوث الرئيس دونالد ترامب عن مقترح جديد بغزة، دارة كرة الأمل في وقف الحرب وإنهاء المعاناة، لكن مفاجآت أحيطت بالنص الجديد.
إذ لا يختلف مقترح ستيف ويتكوف كثيرا عن المقترحات السابقة، من حيث المضمون، لكنه يستند وفق تقارير أمريكية، إلى صياغة للكلمات تقنع الطرفين؛ حماس وإسرائيل، بدفع كرة الهدنة إلى الأمام، وفق موقع "إكسيوس" الأمريكي.
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، للموقع، إن ما فهموه أن مسودة البيت الأبيض الجديدة لا تختلف بشكل كبير عن النسخ السابقة، ولكنها تتضمن بعض ”الصياغة“ في محاولة لكسب موافقة إسرائيل وحماس على حد سواء.
وتركز التغييرات الرئيسية على البند المتعلق بالضمانات التي تريدها حماس من أجل ضمان إجراء مفاوضات جادة حول وقف إطلاق النار الدائم خلال فترة وقف إطلاق النار المؤقت لمدة 60 يوماً، وأنه طالما أن هذه المحادثات جارية فإن إسرائيل لن تخرق وقف إطلاق النار من جانب واحد، كما فعلت في مارس/آذار.
وقال المسؤول الإسرائيلي إن الولايات المتحدة حاولت إيجاد لغة من شأنها أن تعطي "حماس" ما يكفي من الثقة بأن وقف إطلاق النار المؤقت سيؤدي إلى وقف دائم، وفي الوقت نفسه السماح لإسرائيل بالشعور بالثقة بأنها لا تلتزم مسبقاً بإنهاء الحرب.
لكن ثمة خلافا آخر لم يتم حله يتعلق بتسلسل وتوقيت إطلاق سراح الرهائن. فإسرائيل تريد إطلاق سراح جميع الرهائن العشرة الأحياء في اليوم الأول من وقف إطلاق النار، خشية ألا تلتزم حماس بتعهداتها في وقت لاحق.
أما "حماس"، من جانبها، فتريد الإفراج عن الرهائن على مراحل لضمان عدم خرق إسرائيل للاتفاق واستئناف القتال قبل انتهاء فترة الستين يوماً.
وقال المسؤول الإسرائيلي: ”ليس هناك مجال كبير للمناورة في الصياغة. الأمل هو أن تكون حماس، تحت الضغط، على استعداد لتقديم تنازلات بشأن الضمانات التي تطلبها، وأن يوافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تقديم تنازلات بشأن الجدول الزمني لإطلاق سراح الرهائن".
تأثير آلية المساعدات
ويعتقد مسؤولون إسرائيليون كبار أن أحد العوامل التي يمكن أن تجعل حماس أكثر ميلاً للتوقيع على اتفاق هو آلية المساعدات الإنسانية الجديدة التي حاولت إسرائيل إطلاقها هذا الأسبوع.
ونقل "أكسسوس"، عن مسؤول إسرائيلي آخر قوله ”حماس قلقة للغاية من أنها لم تعد تسيطر على جزء كبير من المساعدات الإنسانية. وإذا ما تم التوصل إلى اتفاق، فإن توزيع المساعدات سيعود إلى النموذج القديم الذي كانت الحركة تتحكم فيه بشكل أكبر بكثير".
وفي حين أن الاتفاق على مبادئ الاتفاق سيكون إنجازاً دراماتيكياً بعد شهرين من الفشل، إلا أنه لا يزال يتعين على الطرفين إجراء المزيد من المفاوضات للاتفاق على التفاصيل مثل أسماء الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، والانسحاب المرحلي للقوات الإسرائيلية من معظم قطاع غزة.
وكانت حماس أعلنت أمس، أنها توصلت إلى اتفاق مع الولايات المتحدة ينص على الإفراج عن عشرة من المحتجزين الإسرائيليين، بالإضافة إلى تسليم جثث بعضهم، مقابل إطلاق سراح مجموعة من الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.