اليوم الـ102 لحرب غزة.. خانيونس مركز «اللهب» وغوتيريش يبحث عن نهاية
في اليوم الـ102 للحرب بغزة، وصلت الاشتباكات بخان يونس ذروة جديدة، تمهيدا لـ"انتهاء" العمليات المكثفة بالجنوب، وسط دعوة أممية لوقف القتال.
ووفق تقارير صحفية، تشهد مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة، اشتباكات ضارية بين الفصائل الفلسطينية والقوات الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، وسط تكثيف إسرائيلي واضح للهجمات في هذه المنطقة.
بالتزامن مع ذلك، واصلت المدفعية الإسرائيلية قصف مناطق قيزان النجار والبطن السمين في خان يونس، كغطاء وتمهيد نيراني لتحركات القوات البرية في المدينة.
إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ضابط برتبة رائد وإصابة اثنين آخرين بجراح خطيرة في معارك جرت ليلا بجنوب قطاع غزة.
وفي الشمال، شنت المقاتلات الإسرائيلية، فجر الثلاثاء، غارات على جباليا، بالتزامن مع قصف مدفعي كثيف ومتواصل على منازل في المخيم.
"نهاية قريبة"
ويركّز الجيش الإسرائيلي ضرباته على جنوب القطاع حيث توجّه مئات الآلاف من السكان هرباً من القتال شمالاً، إذ كثّف في الأسابيع الأخيرة عملياته وقصفه لخان يونس ورفح بعدما اعتبر أن البنية العسكرية لحماس شمالا تمّ "تفكيكها".
وشدد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، على أن قطاع غزة سيحكمه "الفلسطينيون في المستقبل. يجب أن تنبثق حكومة غزة المستقبلية من قطاع غزة".
وأضاف "في نهاية الحرب، لن يكون هناك تهديد عسكري من غزة. لن تكون حماس قادرة على الحكم والعمل كقوة عسكرية في قطاع غزة".
وأعلن غالانت، أن المرحلة المكثّفة من الحرب في الجنوب "ستنتهي قريبا"، وقال في مؤتمر صحفي "أوضحنا أن مرحلة العمليات المكثّفة ستستمر لنحو ثلاثة أشهر"، مشيرا إلى أن هذه المرحلة "تم بلوغها في شمال قطاع غزة".
وقال: "في جنوب غزة سنتوصل إلى هذا الإنجاز وسينتهي الأمر قريبا.. سيحين الوقت الذي ننتقل فيه إلى المرحلة التالية"، دون تحديد إطار زمني لذلك.
وكان الجيش الإسرائيلي، قد أعلن أمس الإثنين، أن فرقة عسكرية أنجزت انسحابها من غزة بعدما "قضت على مئات الإرهابيين" ودمّرت كيلومترات من الأنفاق في وسط وشمال القطاع.
وكانت تنشط في غزة أربع فرق إسرائيلية قبل هذا الإعلان، إلا أنه لم يتّضح عدد الجنود الذين تم سحبهم.
دعوة أممية
بالتزامن مع ذلك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، لوقف إطلاق نار "فوري" في غزة، في صرخة جديدة من أجل وضع حد لمعاناة المدنيين في القطاع.
وقال غوتيريش للصحفيين في نيويورك "نحتاج إلى وقف إنساني فوري لإطلاق النار لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين إليها، وتيسير الإفراج عن الرهائن وإخماد لهيب حرب أوسع نطاقًا".
وأضاف أن "طول أمد الصراع في غزة سيزيد مخاطر التصعيد وإساءة الحسابات"، مشددا على أن "شيئًا لا يمكن أن يبرّر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني".
واندلعت الحرب بعد هجوم غير مسبوق شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي على إسرائيل أدّى إلى مقتل نحو 1140 شخصا، غالبيتهم من المدنيين، بحسب تعداد لـ"فرانس برس" استنادا إلى مصادر إسرائيلية رسمية.
وخطف نحو 250 شخصًا كرهائن، لا يزال 132 منهم قيد الاحتجاز، وفقًا للسلطات الإسرائيلية. وأُطلق سراح أكثر من مئة بموجب هدنة في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، لقاء الإفراج عن 240 معتقلا فلسطينيا من سجون إسرائيلية.
وردّا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس، وتشن منذ ذلك الحين حملة كثيفة من القصف والغارات المدمرة اتبعتها بهجوم بري منذ 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقالت وزارة الصحة التابعة لحماس، أمس الإثنين، إن حصيلة العمليات العسكرية الإسرائيلية ارتفعت إلى 24100 قتيل و60834 جريحًا غالبيتهم من النساء والفتية والأطفال.
وأضافت أن 132 منهم قتلوا في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، مشيرة إلى أن عددا غير محدد من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرق ولا يمكن الوصول إليهم.
"وضع صعب"
في غضون ذلك، تتواصل المعاناة الإنسانية في قطاع غزة الذي يفتقر سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة إلى كل شيء، لا سيما الغذاء والدواء والوقود. كما يزيد البرد التعقيدات التي يواجهونها في حياتهم اليومية.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 1,9 مليون شخص اضطروا إلى النزوح داخل القطاع بسبب القصف والغارات.
وفي مدينة غزة، شمالي القطاع، التي تدمرت بشكل كبير بسبب القصف والهجوم البري الإسرائيلي، أظهر شريط فيديو لـ"فرانس برس" تهافت آلاف الفلسطينيين على شاحنة تحمل مساعدات غذائية دخلتها يوم الأحد الماضي.
وأكد بيان مشترك لمنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة، "أن هناك حاجة ملحة إلى تغيير جذري في تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة".
ودعا إلى تأمين طرق إمداد "بشكل أكثر أمنا وأسرع"، محذرين من أن مستوى المساعدات الحالي "أقل بكثير مما هي الحاجة لتجنّب مزيج قاتل من الجوع وسوء التغذية والمرض".