عيد أهالي شهداء وجرحى غزة.. رحلة بين شواهد القبور و المستشفيات
مئات الفلسطينيين أمضوا عيدهم بين شواهد القبور وأسرة المستشفيات وسط إصرار على مواصلة مشوار الحياة والنضال.
ما بين شواهد القبور، وأسرة المستشفيات، أمضى مئات الفلسطينيين عيدهم بعدما خطف رصاص الاحتلال أحبابهم إما شهداء أو جرحى، وسط إصرار على مواصلة مشوار الحياة والنضال.
والدة الشهيدة المسعفة رزان النجار، التي أدت صلاة العيد في مخيم العودة شرق خزاعة على بعد مئات الأمتار من مكان استشهاد ابنتها، اختارت عقب الصلاة أن تزور قبرها لتقرأ لها الفاتحة وترسل له رسالة محبة ووفاء.
رزان الفتاة ذو الـ20 عاما، تطوعت في إسعاف الجرحى لكن رصاصات الغدر من قناص إسرائيلي أودت بحياتها في أول من يونيو الجاري، بعد قليل من إسعافها أحد المصابين المشاركين في تظاهرات العودة شرق خزاعة، وهو الحادث الذي لقي إدانة دولية.
الأم المكلومة اصطحبت أبناءها، وزرعت الورود والأزهار بجوار قبر ابنتها الذي وضع عليه علم فلسطين، فيما اصطحبت أشقاء الشهيدة الصغار الذين ارتدوا الملابس الجديدة التي اشترتها لهم شقيقتهم الشهيدة قبل أيام من رحيلها.
وقالت والدة الشهيدة لـ"العين الإخبارية": "اليوم أزور رزان لنجدد العهد والوفاء معها، بأننا ماضون على دربها، وإن شاء الله مسيرة العودة مستمرة حتى تحقق أهدافها".
العشرات منذ ذوي الشهداء، اختاروا أن يبدؤوا أولى جولاتهم اليومية في رمضان بزيارة أحبائهم في المقابر، لا سيما من رحل منهم حديثا.
ومنذ انطلاق مسيرة العودة في 30 مارس الماضي، استشهد 136 فلسطينيا في قطاع غزة برصاص الاحتلال، ليضافوا إلى آلاف الشهداء الذين سقطوا خلال 70 عامًا من النضال الفلسطيني.
مشهد آخر للعيد بدا حزينا في مستشفيات قطاع غزة، حيث لا يزال مئات الجرحى يتلقون العلاج من إصابتهم برصاص الاحتلال.
وترقد الحاجة عايشة أبو زهري المصابة بعيار ناري في قدمها اليمنى على سرير الشفاء بمجمع ناصر الطبي، ويجلس قربها أحد أبنائها.
أبو زهري قالت لـ"العين الإخبارية": "الحمد لله على كل حال، أصبت في جمعة المليونية، وها هو العيد يأتي وأنا في المستشفى، لا شك أنه من المحزن أن تمضي العيد بهذا الشكل، ولكن أحبائي زاروني هنا".
تبتسم وهي تحمد الله على ما أصابها، وتتعهد بالعودة للمشاركة في المسيرة، لكنها تناشد بهذا الألم والدم النازف الفصائل الفلسطينية أن تتوحد "لا خيار إلا الوحدة والانقسام دمار".
وعلى سرير آخر في المشفى، يشعر الجريح ثائر أبو زرقة بالمرارة لأنه وجد نفسه حبيس سرير الشفاء بعد إصابته برصاص الاحتلال.
وقال أبو زرقة لـ"العين الإخبارية": "أصابني قناصة الاحتلال في رجلي، واليوم أتعالج بالمستشفى ولا أستطيع المشي، وبدلا من أن أزور أرحامي وأعيش بهجة العيد، ها أنا هنا ولكن الحمد لله على كل حال".
ويتمنى أبو زرقة أن يتماثل للشفاء سريعا كي يعود لممارسة حياته بشكل طبيعي، قائلا: "العيد بلا طعم وأنت هنا حبيس على هذا السرير وفي أجواء المستشفى".
أما رفيقه في غرفة العلاج محمد خلف الله، المصاب بعيارين ناريين في قدمه، فلا يزال يبحث عن عكازين كي يتحرك قليلا بعدما أقعدته الإصابة طريح الفراش.
وقال خلف الله لـ"العين الإخبارية": "زارتني زوجتي وأهلي هنا في المستشفى، هذا هو العيد الأول الذي نعيشه في المستشفى بدلا من أن نعيش الفرحة كما الآخرين، ولكن هذا نصيبنا ونصيب الشعب الفلسطيني، الذي تتوزع معاناته بين شهداء راحلين أو جرحى يعانون، أو أسرى بعيدين في سجون الاحتلال".
وأصيب قرابة 15 ألف فلسطيني منذ 30 مارس الماضي، فيما لا يزال المئات يتلقون العلاج في المستشفيات بغزة وخارجها، بعضهم لا يزال في حالة خطرة.
aXA6IDE4LjIyMC4yMDAuMTk3IA==
جزيرة ام اند امز