بلينكن وولي عهد السعودية.. مباحثات لم تغب عنها حرب غزة وتداعياتها
مُفتشًا عن حلول آملا أن تقوده إلى تسريع جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، بدأ وزير خارجية أمريكا أنتوني بلينكن جولة إقليمية، استهلها بالعاصمة السعودية الرياض.
الجولة التي تأتي في مستهل جولة إقليمية تشمل أيضا مصر وإسرائيل، التقى خلالها الوزير بلينكن، ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، لبحث مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها التطورات في قطاع غزة ومحيطها.
وقالت وكالة الأنباء السعودية، إن الاجتماع الذي عقده الأمير محمد بن سلمان مع رئيس الدبلوماسية الأمريكية، في جدة، يوم الأربعاء، استعرض خلاله المسؤولان العلاقات الثنائية، ومجالات التعاون المشترك، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها التطورات في قطاع غزة ومحيطها، والجهود المبذولة لوقف العمليات العسكرية والتعامل مع تداعياتها الأمنية والإنسانية.
لقاء استبقه بلينكن بعقد مباحثات مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، استعرضا خلاله -كذلك- سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك في مختلف المجالات، وبحثا تطورات الأوضاع في قطاع غزة ومدينة رفح، وأهمية الوقف الفوري لإطلاق النار، بالإضافة إلى مناقشة بذل الجهود كافة لضمان إدخال المساعدات الإنسانية الملحّة.
وعن اللقاء، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر في بيان إن الوزيرين «ناقشا الحاجة المُلّحة لحماية جميع المدنيين في غزة وزيادة المساعدات الإنسانية على الفور للمحتاجين».
وتابع: «شدد بلينكن على أهمية استمرار التنسيق الوثيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين بشأن حل النزاع في غزة والتحضير لمرحلة ما بعد النزاع».
جولة سادسة
والسعودية هي المحطة الأولى في الجولة السادسة لبلينكن في الشرق الأوسط منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ومن المقرر أن يزور بلينكن الخميس مصر التي تقود، مع الولايات المتحدة وقطر، جهود الوساطة بين إسرائيل وحماس لإرساء هدنة في غزة.
والجمعة، ينتقل إلى إسرائيل التي لم تكن في البداية على جدول أعمال جولته الإقليمية التي تأتي على وقع توتر في العلاقة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأعلن ميلر أن إسرائيل ستكون محطة في هذه الزيارة، فيما كانت طائرة بلينكن تصل إلى جدة، مشيرًا إلى أن الوزير الأمريكي سيزور الدولة العبرية لإجراء محادثات مع مسؤولين إسرائيليين حول «المفاوضات الجارية لتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن والجهود لزيادة إيصال المساعدات إلى غزة».
والولايات المتحدة هي أكبر داعم سياسي وعسكري لإسرائيل في الحرب التي اندلعت إثر هجوم شنّته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لكن المسؤولين الأمريكيين يظهرون بشكل متزايد في الآونة الأخيرة تباينا مع نتنياهو في ظل ارتفاع حصيلة القتلى من المدنيين والقيود المشددة التي تفرضها إسرائيل على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
كما يضغط بايدن على نتنياهو للعدول من عملية برية واسعة النطاق على رفح في أقصى جنوب قطاع غزة، من دون توفير بديل آمن لأكثر من 1,5 مليون فلسطيني باتت الملاذ الأخير بالنسبة إليهم.
ماذا سيناقش بلينكن في إسرائيل ومصر؟
وفي إسرائيل، سيناقش بلينكن مع قيادة الحكومة الإسرائيلية «ضرورة ضمان هزيمة حماس، بما في ذلك في رفح، بطريقة تحمي السكان المدنيين، ولا تعوق إيصال المساعدات الإنسانية، وتعزز أمن إسرائيل»، بحسب ميلر.
وفي جدة والقاهرة، سيناقش بلينكن جهود التوصل "لاتفاق إطلاق نار فوري يضمن إطلاق سراح جميع الرهائن"، على ما كان أفاد ميلر الثلاثاء.
وسيتناول بلينكن أيضاً مسألة "المسار السياسي للشعب الفلسطيني مع ضمانات أمنية لإسرائيل، وبنية للسلام والأمن الدائمين في المنطقة".
وبعد مرور أكثر من خمسة أشهر على الحرب، دعت الولايات المتحدة، الداعم الرئيسي لإسرائيل، حليفتها مراراً للسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة المحاصرة. وقال بلينكن الثلاثاء إن الجميع في غزة يعانون الآن من "مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد (..) هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تصنيف شعب بأكمله على هذا النحو".
ومصير مدينة رفح من بين العناوين الرئيسية الأخرى التي تثير قلق الولايات المتحدة والأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة.
ومنذ اندلاع الحرب، ارتفع عدد سكان هذه المدينة في أقصى جنوب القطاع إلى حوالي 1,5 مليون نسمة مع وصول مئات الآلاف من النازحين من أماكن أخرى في غزة. وتسعى الولايات المتحدة أيضًا إلى التوسط في اتفاق تطبيع بين السعودية وإسرائيل، الأمر الذي يستلزم ضمانات أمنية أميركية للمملكة، وفقًا لمقربين من قيادتها.