اليوم الثاني للعدوان على غزة.. صواريخ وشهداء وجهود للتهدئة
قوات الاحتلال الإسرائيلي جددت غاراتها الجوية لليوم الثاني على قطاع غزة بعد يوم من أكثر أيام التصعيد دموية خلال الأشهر الماضية
يستمر التصعيد لليوم الثاني على التوالي داخل قطاع غزة، حيث واصلت إسرائيل عدوانها مخلفة وراءها 24 شهيداً و73 مصاباً بجروح مختلفة، في أحدث حصيلة منذ أمس الثلاثاء الذي وصف بـ"الدامي".
- الثلاثاء الدامي في غزة.. مخاوف من حرب شاملة وجهود مصرية للاحتواء
- فرنسا تأسف للتصعيد في غزة.. وتتضامن مع السكان
وبالتوازي مع عمليات القصف المستمرة من جانب طيران جيش الاحتلال الإسرائيلي، تم حشد قوات على مداخل القطاع، في إشارة لبدء موجة جديدة من التصعيد في ظل دعوات التهدئة.
استمرار القصف وسقوط شهداء
جددت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الأربعاء، غاراتها الجوية على قطاع غزة بعد يوم من أكثر أيام التصعيد دموية خلال الأشهر الماضية، شهد استشهاد 24 فلسطينيا، وإصابة 73 على الأقل منهم 25 طفلا.
ودوت صفارات الإنذار في تجمعات غلاف غزة، حيث ذكرت مصادر فلسطينية وإسرائيلية أن رشقات صاروخية أطلقت تجاه القدس قبل أن تعترضها القبة الحديدية.
وأطلقت الفصائل الفلسطينية عدة قذائف هاون تجاه موقع كرم أبوسالم، وأخرى تجاه قوة إسرائيلية قرب معبر بيت حانون شمال القطاع.
وفي ظل التصعيد هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالاستمرار في استهداف قطاع غزة وتوجيه ضربات قاسية له حال استمرار هجمات حركة الجهاد على الأراضي المحتلة.
وقال نتنياهو في مستهل اجتماع للحكومة الإسرائيلية، الأربعاء: "نواصل ضرب حركة الجهاد بعدما قضينا على قائدها الكبير في قطاع غزة".
وأضاف: "دمرنا خلال الـ24 ساعة الماضية أهدافا مهمة تابعة للجهاد واستهدفنا خلايا خططت لإطلاق صواريخ على إسرائيل وبعضها كان على وشك إطلاقها".
وأوضح نتنياهو أن إسرائيل لا تريد التصعيد، ولكنها سترد على الهجمات التي تشنها حركة الجهاد.
الاغتيالات مستمرة
قال وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد نفتالي بينيت، اليوم الأربعاء، إن تل أبيب لن تتردد في تنفيذ مزيد من عمليات الاغتيال بعد استهداف القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا.
وفي أول تصريح له منذ تسلمه مهام منصبه، قال بينيت عن اغتيال أبو العطا: "لقد عمل ضد إسرائيل وتمت تصفيته، قمنا بذلك بالأمس ولن نتردد عن العمل مستقبلا".
وأضاف في تصريحات لصحيفة "الجروزاليم بوست" الإسرائيلية اليوم الأربعاء، أن "اغتيال أبو العطا بعث برسالة إلى الجميع: من يحاول المس بنا خلال ساعات النهار ينبغي له أن يتأكد أنه لن ينجو في ساعات الليل".
وكان بينيت تسلم مهام منصبه، الأحد الماضي، بعد مصادقة الحكومة على تعيينه، فيما شارك الثلاثاء في مداولات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول التطورات في غزة.
وعقب استهداف أبو العطا فجر أمس ردت فصائل فلسطينية بصواريخ من قطاع غزة تلتها غارات إسرائيلية متواصلة حتى اليوم أدت إلى تدمير مواقع وأراضٍ زراعية ومزارع وعدة منازل ومنشآت في أرجاء متفرقة في غزة.
ودوت صافرات الإنذار في عدد من التجمعات الإسرائيلية في غلاف قطاع غزة، إضافة إلى مدينة عسقلان جنوبي إسرائيل.
واعترفت "الجهاد" باغتيال القيادي بهاء أبو العطا وزوجته في قصف استهدف منزله بغزة، بينما قالت مصادر طبية إن 4 من أبنائه أصيبوا في الهجوم.
وإثر ذلك، أعلنت سرايا القدس، في بيان، استهداف مدينة تل أبيب وسط إسرائيل بعدة قذائف صاروخية.
وكشفت القناة "13" الإسرائيلية عن إصابة 6 مستوطنين جراء إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، بينهم 3 بالهلع.
وبعد ساعات من تنفيذ عملية الاغتيال التي تُعَد الأولى منذ 5 أعوام ضد قيادات في حركة الجهاد، أغار جيش الاحتلال الإسرائيلي، على عدد من الأهداف التابعة لحركة الجهاد الفلسطينية في قطاع غزة.
وأوضح الجيش الإسرائيلي، في بيان، أن "من بين الأهداف التي تم استهدافها مجمع تدريبات ومواقع تحت الأرض لتخزين وإنتاج وسائل قتالية".
كما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي رفع حالة التأهب في المناطق الواقعة على بعد 80 كيلومترا من الحدود مع قطاع غزة بما يشمل القدس المحتلة لمدة 48 ساعة.
وتم استدعاء مئات جنود الاحتياط، بجانب تفعيل تشغيل منظومة القبة الحديدية والجبهة الداخلية، وإرسال عدد من الدبابات والآليات العسكرية إلى الحدود مع قطاع غزة.
جهود مصرية للتهدئة
توجه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لمنطقة الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، إلى العاصمة المصرية القاهرة.
وقال ملادينوف إن المنظمة الدولية تعمل بشكل عاجل من أجل وقف التصعيد في قطاع غزة.
وأضاف في بيان: "أشعر بقلق بالغ إزاء التصعيد المستمر والخطير بين حركة الجهاد الفلسطيني وإسرائيل، في أعقاب القتل المستهدف لأحد قادة الحركة داخل غزة، الثلاثاء".
وأوضح: "إن الإطلاق العشوائي للصواريخ وقذائف الهاون ضد المراكز السكانية أمر غير مقبول على الإطلاق، ويجب أن يتوقف على الفور"
وتابع: "التصعيد المستمر خطير جدا. إنه محاولة أخرى لتقويض الجهود المبذولة لتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية القاسية في غزة ومنع نشوب صراع مدمر آخر".