دعم ثابت لإسرائيل، دبلوماسيا وماليا وعسكريا، رسائل وجهتها الولايات المتحدة إلى تل أبيب، عبر عدد من وزرائها، ويحملها -كذلك- في جعبته الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي يصل هناك يوم الأربعاء.
إلا أن تلك الرسائل، أثارت تساؤلات، بشأن إمكانية تحمل المخزون العسكري الأمريكي حربي غزة وأوكرانيا، واللتين تعد الولايات المتحدة الرافد الرئيس لهما.
وبينما قال المسؤولون الأمريكيون إنهم لن يرسلوا قوات إلى إسرائيل، تظل الولايات المتحدة أيضا منخرطة بعمق في دعم الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن، في وضع بدا واضحا في حاملات صواريخ موجهة ومقاتلات من طراز إف-35 أرسلتها واشنطن من بين معدات أخرى، ومن المرجح أن يأذن الكونغرس بتقديم مساعدات إضافية أيضا.
فهل يتحمل المخزون الأمريكي حربي إسرائيل وأوكرانيا؟
يقول غرانت روملي، المستشار السابق لسياسة الشرق الأوسط في مكتب وزير الدفاع الأمريكي، في ورقة بحثية نشرها معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، إنه بينما تبدو الإدارة الأمريكية مرتاحة لمستوى الدعم الدفاعي، لكن المستوى والحدة سيختلفان مع تغير شكل ومستوى الأزمة.
وعن سيناريوهات الدعم الأمريكي في ظل الأزمة المتصاعدة، كتب روملي: «طالما بقيت الحرب مقتصرة على إسرائيل وحماس في غزة، فمن المرجح جداً أن تُواصل واشنطن تأدية هذا الدور المتمثل في دعم تسليحي ومشورة في مسألة الرهائن».
وتسعى إسرائيل للحصول على صواريخ اعتراضية لنظام الدفاع الجوي «القبة الحديدية»، وذخائر موجهة بدقة، وطلقات ذخيرة، وتبادل المعلومات الاستخباراتية بشأن التهديدات الإقليمية الأخرى.
وتُعتبَر هذه الطلبات استباقية، وتم تقديمها على الأرجح تحسباً لنشوب صراع طويل الأمد يؤدي إلى نفاذ المخزونات الإسرائيلية.
وبدأت الولايات المتحدة بتلبية بعض هذه الطلبات على الفور؛ ففي 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أفاد مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، بأن بعض الصواريخ الاعتراضية قد تم تسليمها لتل أبيب بالفعل.
ويوم الأحد، قال سوليفان لشبكة «سي بي إس» الأمريكية، إن إدارة بايدن تأمل في الدفع بحزمة أسلحة جديدة لإسرائيل وأوكرانيا من خلال الكونغرس، ستكون أعلى بكثير من ملياري دولار.
وردا على سؤال عما إذا كان الطلب سيكون ملياري دولار، كما ورد سابقا، أجاب سوليفان: «الرقم سيكون أعلى بكثير من ذلك، لكنه، كما قلت، سيشمل بالتأكيد المعدات العسكرية اللازمة للدفاع عن الحرية والسيادة، والسلامة الإقليمية في أوكرانيا، ولمساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها».
3 وجهات نظر
وبينما تستعد إسرائيل لحرب برية ضد حماس في غزة، يحذر مسؤولون أمريكيون من احتمال تصاعد الأزمة إقليميا، بحسب روملي، الذي قال: إذا اتسعت رقعة الصراع مع انضمام جهات فاعلة أخرى متحالفة مع إيران مثل حزب الله اللبناني (على الحدود الشمالية)، فسيتعين على إدارة بايدن دراسة احتمال التدخل العسكري من ثلاث وجهات نظر.
ويقول روملي، إن الصناعة الأمريكية تعمل على تكثيف الإنتاج لتجديد هذه المخزونات والقدرات الأخرى، لكن ذلك لا يزال قيد التنفيذ.
وفي أي صراع طويل الأمد، من المرجح أن تحتاج الولايات المتحدة إلى تمويل إضافي من الكونغرس ليس فقط لتزويد إسرائيل بمناهج العمل القائمة، بل لتعزيز خطوط الإنتاج المحلية أيضاً، وفق الكاتب ذاته.
وفق تقارير إعلامية أمريكية، تتلقى إسرائيل مساعدات عسكرية بقيمة 3.8 مليار دولار من الولايات المتحدة سنويا بموجب مذكرة موقعة في عام 2019، ما يمثل حوالي 16% من إجمالي الميزانية العسكرية لإسرائيل في عام 2022 .