"معضلة غزة" في رؤية حكومة بينيت
بعد أسابيع من جولة تصعيد عنيفة، استلمت الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة نفتالي بينيت مهامها، لتبقى معضلة غزة قائمة دون حسم.
ومن بين عدة ملفات، تبرز غزة كواحدة من الملفات الشائكة أمام حكومة بينيت التي تسعى لتغيير قواعد الاشتباك مع حماس.
وبشكل حاسم، أعلنت الحكومة الإسرائيلية قرارها تغيير آلية التعامل مع غزة فيما يتعلق بحركة المعابر والأموال القطرية لحماس، وربطت ذلك باستعادة الجنود المفقودين في غزة.
- إسرائيل تحدد موقفها إزاء غزة ورئيس إيران الجديد
- أجواء "سلبية" تحيط بلقاء أممي مع "حماس" ورسائل تهديد لإسرائيل
وعلى وقع الحراك المصري والأممي لاحتواء التصعيد، جاء اجتماع منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، مع قيادة حماس بغزة، الاثنين، والذي انتهى بالفشل وفق إعلان الأخيرة.
ووصف يحيى السنوار، رئيس حركة "حماس" في غزة، لقاءه مع المسؤول الأممي بـ"السيئ"، موجها تهديدا مبطنا لإسرائيل، بعد شهر من تصعيد عنيف بين الطرفين أوقع مئات القتلى والجرحى.
ملفات غزة
سليمان بشارات الكاتب والمحلل السياسي يرى أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة جاءت وسط ظروف تفرض غزة على الأجندة الإسرائيلية، والتصعيد الأخير في غزة يفرض نفسه على تلك الحكومة.
وأوضح بشارات في حديثه لـ"العين الإخبارية" أن الواقع المفروض على غزة منذ الانقسام الفلسطيني هذه الجزئية لم تغفل عن الأجندة الإسرائيلية.
وذكر أن القضية المتعلقة بغزة تحتاج من حكومة بينيت تفكيك الموضوعات المرتبطة بغزة لأن نجاحها في ذلك يعني تجاوزها أحد الألغام في طريقها وفشلها سيكون مردوده سلبيا على الحكومة.
وأشار إلى أن ملفات غزة مطروحة بقوة على طاولة بينيت من ملف الجنود المحتجزين بغزة إلى ملف الهدوء وملف الحصار على غزة والخطوط الحمراء التي رسمت بعد الحرب الأخيرة كلها ملفات مطروحة بقوة على حكومة بينيت ومدى قدرته على اتخاذ مواقف تجاه حل تلك الملفات الساخنة أم لا.
ونبه إلى أن الجمهور الإسرائيلي ينتظر من حكومة بينيت خطوات لمعالجة موضوع غزة من ضمن الموضوعات الفلسطينية، مبينًا أنها إن لم تستطع إغلاق الملفات المتحركة تحكم على نفسها بالفشل لذلك قد تأخذ خطوات جنونية باتجاه تصعيد أو قفزات معقولة تذهب لصفقة تبادل أسرى وتهدئة طويلة.
ومع ذلك، يرى بشارات أن الأمر في غزة غير مرتبط بالحكومة الإسرائيلية نفسها فقط، فهناك ارتباطات إقليمية ودولية ضاغطة وبالتحديد أمريكية تسعى لتهدئة في المنطقة، لذلك يمكن أن تنجز الحكومة صفقة تبادل وتهدئة لكن الأمر يحتاج بعض الوقت.
موقف واشنطن
يذهب بشارات إلى أن موقف واشنطن مهم في هذه المعادلة، مقدرًا بأن البيت الأبيض يبدو في عجلة من أمره لإحداث هدوء في الملف الفلسطيني.
وأشار إلى أن تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس وزيارة المبعوث الأممي لغزة وتصريحات يحيى السنوار تشي بأن كل طرف يحاول الضغط على الآخر بهدف تحسين شروط والحصول على مكتسبات أفضل ولو تمت مواجهة بين الطرفين ستكون محدودة أيضا لتحقيق مزيد من المكاسب على الطاولة.
الأحد، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي، عن استراتيجته للتعامل مع سكان قطاع غزة.
وقال بينيت: "لن نتسامح مع العنف وإطلاق الصواريخ ولن نحتوي تنظيمات مسلحة".
وأشار إلى أنه قد مرت 7 سنوات على عملية الجرف الصامد واحتجاز حماس جثث جنودنا وهذا يكفي.
ترصد المعارضة
يعتبر الدكتور هاني العقاد، المحلل السياسي أن هذه المواقف المعلنة تشير إلى أن حكومة بينيت تضع ملف غزة على سلم الأولويات لأن موضوع غزة معقد وليس بالسهولة حل مشاكل غزة ومعادلاتها.
وأشار العقاد في حديثه لـ"العين الإخبارية" إلى أن بينيت يحاول إيجاد حلول وهو يضع غزة على الطاولة لكنه لن يقبل أن يقدم أثماناً كبيرة خصوصا في ملف التبادل والتهدئة.
وأضاف: "هو يريد بعض التسهيلات والإنجازات لغزة مقابل تفكيك ملف غزة لذلك نسمع هذه الساعات رسائل تهديد عالية وغير مسبوقة بين حماس وإسرائيل هذه الرسائل تدلل ان ملفات غزة تواجه صعوبات كبيرة جدا".
وأكد أن المفاوضات لم تفشل لكن كل طرف يدرك أهمية إيجاد حلول لقضايا غزة لإرضاء جمهوره لذلك كل طرف يضغط.
ويعتقد العقاد أن موضوع غزة مهم لدى الحكومة الإسرائيلية وهو محط اختبار حقيقي لها لأن هناك من يجلس في المعارضة وينتظر كيف ستتعامل مع موضوعات غزة ويدرك أن تراجعها يعني الفشل ومن ثم سقوط تلك الحكومة.
وقال: "لذلك بينيت حذر ويحاول إنهاء ملف غزة بهدوء لأن نجاحه في ذلك يعني تجاوزه حفرة عميقة في طريق حكومته".
وأضاف "ملف غزة كملف الضفة والقدس لكن إسرائيل تدرك أن غزة قد تفجر مواجهة هي في غنى عنها الآن".
وأشار إلى أن واشنطن تضغط لمحاولة تليين الموقف الإسرائيلي لأنها لا تريد مواجهة تربك الملفات المختلفة، مؤكدًا أن الجهد المصري مستمر بين حماس وإسرائيل وبالتأكيد سينجح في وجود ضغط أميركي أوروبي على إسرائيل لتليين موقفها.
aXA6IDMuMTYuNzUuMTU2IA== جزيرة ام اند امز