هل تتجدد المواجهة العسكرية بين إسرائيل وغزة؟
بين سيناريو التهدئة واندلاع موجة تصعيد جديدة بين إسرائيل وحماس، تتأرجح تقديرات الخبراء مع استمرار "معركة الإرادات" بين الطرفين إثر المواجهة الأخيرة.
فبعد شهر من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس برعاية مصرية، لا يزال شبح تجدد المواجهة يخيم على المنطقة في ظل محاولة الطرفين تسجيل نقاط في معركة الإرادات ومحاولة تغيير قواعد الاشتباك القائمة.
وفي حين كشف مصدر فلسطيني مطلع لـ"العين الإخبارية" أن الفصائل بغزة أوقفت الأدوات الخشنة لمدة أسبوع ضمن مهلة لإعادة الأوضاع إلى ما قبل 10 مايو (يوم اندلاع المواجهة الأخيرة التي استمرت 11 يومًا)، تبحث إسرائيل خططا عملياتية لاحتمال استئناف الحرب على غزة.
اجتماع الكابينت
ومن المقرر أن يجتمع الكابينت الإسرائيلي الأحد للمرة الأولى منذ تولي نفتالي بينيت منصبه كرئيس للوزراء.
ووفق القناة "13" الإسرائيلية فإن الكابينت سيجتمع من أجل المصادقة على الخطط العملياتية لاحتمال استئناف القتال مع قطاع غزة.
وقدر مصدر أمني للقناة "إننا سنواجه جولة أخرى من التصعيد مع حماس في غزة في المستقبل القريب ولا مفر من ذلك، مضيفا: "في غضون أسابيع أو شهور قليلة ستكون هناك جولة أخرى من التصعيد، أو على الأقل بضعة أيام من القتال".
ونقل موقع "واللا" العبري، عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن التقديرات السائدة لدى الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن حركة حماس لن تتردد في المدى القريب باستئناف إطلاق الصواريخ، نتيجة عدم حدوث أي تقدم في الاتصالات الرامية لتثبيت التهدئة.
وأكد أنه لا توجد أي شكوك لدى قادة الجيش الإسرائيلي وجهاز الاستخبارات في أن حماس ستدرك في النهاية أن "إسرائيل" مصممة على تغيير المعادلة وآلية إجراء المفاوضات، وأنها ستواصل الرد على أي هجوم؛ من إطلاق البالونات الحارقة حتى الصواريخ.
شبح المواجهة
وقال الدكتور صادق أمين، الكاتب والمحلل السياسي، إن شبح اندلاع موجة جديدة من التصعيد يتساوى مع سيناريو "التهدئة الهشة" القائمة بين الجانبين، في ظل صراع إرادات ومحاولات فرض معادلات جديدة للصراع.
وأوضح أمين في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "حكومة بينيت تسعى لتغيير المعادلة القائمة، من خلال كثافة نارية والاستعداد لخوض مواجهة مقابل أي تصعيد مثل إطلاق بالونات أو صواريخ قصيرة المدى".
وأشار إلى أن إسرائيل تريد التخلي عن التزامات سابقة تتعلق بحركة المعابر والمنحة القطرية لتستثمرها في ابتزاز الفصائل الفلسطينية وكي الوعي الفلسطيني لمنع الإقدام على قصف الصواريخ على العمق الإسرائيلي.
وبدأت جولة المواجهة الأخيرة بقصف نفذته الفصائل الإسرائيلية استهدف مدينة القدس على خلفية توترات بالمدينة، وإثر ذلك شنت إسرائيل عملية "حارس الأسوار" على مدار 11 يومًا وقتلت قرابة 260 فلسطينيا فضلا عن الدمار الواسع في المنازل والبنى التحتية.
ويؤكد أمين، أن جهودا مصرية مكثفة تبذل ضمن حراك أوسع يشمل الأمم المتحدة وأطراف أخرى لمحاولة احتواء أي تصعيد مقبل ضمن مسعى كبير للوصول إلى تهدئة طويلة الأمد وإنجاز صفقة تبادل الأسرى.
وبحسب تقديرات إسرائيلية، هناك أربع نقاط قد تشعل فتيل التصعيد في غزة، موضحة أن التقديرات في المؤسسة الأمنية تشير إلى عملية عسكرية جديدة مع القطاع.
ونقلت القناة "12" الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله، إنه:" نحن على بعد أسابيع أو أشهر قليلة من عملية عسكرية جديدة مع غــــزة أو على الأقل جولة قتال لعدة أيام".
وأوضح أن هناك أربع نقاط قد تشعل فتيل التصعيد وهي: الأموال (المنحة القطرية)، ومفاوضات التهدئة وسياسة الرد على البالونات، وقضية الأسرى والمفقودين.
وشن الطيران الإسرائيلي مساء الخميس، وفجر الجمعة الماضية عدة هجمات على قطاع غزة، رداً على إطلاق البالونات الحارقة من قطاع غزة نحو مستوطنات الغلاف، والتي أدت لاشتعال الحرائق في الحقول، قبل أن يكشف النقاب عن قرار بوقف البالونات ضمن مهلة أسبوع لاختبار النوايا.
كل الخيارات مفتوحة
أما الخبير في الشأن الإسرائيلي محمد دراغمة، فيرى أن كل الخيارات مفتوحة فيما يتعلق بجولة تصعيد جديدة، مشيرًا إلى أن "الاجتماع الأول للكابينت الإسرائيلي يأتي تحت عنوان الحرب حيث سيخصص لمناقشة عمليات عسكرية في غزة".
ورأى دراغمة في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن العامل الحاسم هو تقدير الفصائل الفلسطينية لما تحقق لأهل القطاع خاصة على صعيد الحصار، معتبرًا أنه إذا لم تحدث بوادر حلحة الأزمة لربما تذهب الأمور باتجاه التصعيد.
وقال: "الآن الفصائل أعطت فرصة للأطراف التي تجري مباحثات، وبعدها يتحدد الاتجاه؛ إما تصعيد أو مواجهة تحدد التطورات لميدانية حجمها".
ورأى أن توجهات بينيت "تصعيدية"، بدليل "العنوان الذي يلتئم لأجله أول اجتماع للكابينت الإسرائيلي"، مشددا على أن الترقب سيكون سيد الموقف.
ويعتقد أن نظرية الردع الإسرائيلية سقطت مع غزة، بدليل إطلاق البالونات الحارقة من غزة، وإعلان الفصائل استعدادها لاستئناف إطلاق الصواريخ، لذلك تبقى شرارة التفجير وعوامل التبريد قائمة، وكل ذلك مرهون بنتائج المباحثات الجارية خلف الكواليس.
aXA6IDE4LjIxOS4yNS4yMjYg جزيرة ام اند امز