إغلاق معابر غزة.. شلل اقتصادي وخسائر بملايين الدولارات
اضطر محمد الشيخ إلى إيقاف العمل في مصنع المفروشات الذي يملكه مع نفاد مخزون الإسفنج والأقمشة من السوق المحلي بسبب إغلاق المعابر.
وبعد قرابة الشهر على وقف عملية "حارس الأسوار" الإسرائيلية على قطاع غزة، لا تزال السلطات الإسرائيلية تعيق حركة نقل البضائع من وإلى غزة لتفاقم معاناة اقتصاد غزة المثقل بتداعيات 14 عامًا من الحصار والانقسام.
مصنع الشيخ ضمن عشرات المصانع والمنشآت الاقتصادية التي وجدت نفسها مضطرة إلى الإغلاق التام أو تقليص خطوط الإنتاج تكيفًا مع أزمة إغلاق المعابر.
- إعمار غزة.. كيف يدعم المصريون الفلسطينيين؟: حساب مصرفي ومواد بناء
- بالأرقام.. زراعة فلسطين تحصد دمارا من "حارس الأسوار"
ويوضح الشيخ أن عمليات التدمير الواسعة للمنازل استنفدت مخزون السوق المحلي من الإسفنج وباتت جميع مصانع المفروشات متعطلة حاليا بنسبة 90%.
وأغلقت إسرائيل معبر كرم أبو سالم وهو المنفذ التجاري الوحيد مع قطاع غزة بعد بداية العملية الإسرائيلية على غزة في 10 مايو/آيار الماضي واستمر الإغلاق حتى الآن رغم إعادة فتحه جزئيا.
4 عوامل للخسارة
ويؤكد علي الحايك رئيس جمعية رجال الأعمال بغزة أن إغلاق المعابر وخصوصا كرم أبو سالم أدى إلى توقف كبير في الصناعات بغزة؛ لعدم إدخال مستلزمات الصناعة والمواد الخام.
وقال الحايك وهو نائب رئيس اتحاد الصناعات الفلسطينية لـ"العين الإخبارية": "هذا الأمر أدى لإغلاق معظم المصانع ووقف عمل آلاف العمال، ما كبد الاقتصاد الفلسطيني خسائر بعشرات ملايين الدولارات منذ الإغلاق الأخيرة لمعبر أبو سالم".
خسائر الاقتصاد الفلسطيني جراء الإغلاق رباعية، وفق الحايك، الذي أوضح أن الأول حجز مواد خام المصانع والبضائع المستوردة عبر الموانئ الإسرائيلية في مخازن إسرائيلية بسبب إغلاق المعابر وهو ما يعني عدم توفر المواد الخام من جهة والعامل الثاني دفع تكلفة إضافية للتخزين المؤقت مع مخاوف التلف في بعض البضائع في المخازن الإسرائيلية.
وأكد على أن العامل الثالث هو أن مصانع غزة توقفت عن الإنتاج، والرابع يتعلق بعدم قدرة أهل غزة على تصدير أي شيء خارج القطاع بسبب الإغلاق ما يزيد من الخسائر المتراكمة أصلا من سنوات طويلة.
وأشار إلى أن 90% على الأقل من القطاع الصناعي متوقف عن العمل الآن في غزة، وبعد أيام عند انتهاء ما لدى المصانع من مواد خام سنكون أمام توقف الصناعة وأمام شح الأسواق من السلع بما فيها الغذائية الأساسية.
وقال: ناشدنا مؤخرا جميع الأطراف للضغط على الجانب الإسرائيلي لإدخال المواد الخام المخزنة في المخازن الإسرائيلية، وفتح المعابر بما يضمن سير الحياة الاقتصادية بانتظام.
عودة للمربع الأول
الخبير الاقتصادي ماهر الطباع، أكد أن إغلاق معبر كرم أبو سالم يعود بغزة إلى المربع الأول للحصار، فلا بضائع أساسية واردة ولا تصدير، وحركة مصانع متعطلة، وبطالة متزايدة.
وحذر الطباع مدير الإعلام في الغرفة التجارية من تعرض التجار إلى خسائر فادحة نتيجة عدم تمكنهم من استلام بضائعهم من الخارج وجلب بضائعهم المخزنة في المخازن والموانئ الإسرائيلية وتحملهم رسوم تخزين إضافية عليها.
ومعبر كرم أبو سالم المعبر التجاري الوحيد في قطاع غزة مع إسرائيل بعد إغلاق المعابر التجارية ويتم من خلاله إدخال كافة الاحتياجات من البضائع والمساعدات الإنسانية والمحروقات.
وأشار الطباع في تقدير موقف إلى أن الإغلاق أدى إلى حرمان قطاع غزة من دخول حوالي 6500 شاحنة خلال فترة الإغلاق الحالية، من الأصناف المسموح دخولها إلى القطاع، بالإضافة إلى عدم تمكن ما يزيد عن 300 شاحنة من الخروج إلى أسواق الضفة الغربية والأسواق الخارجية.
ويحث الطباع المجتمع الدولي والمؤسسات والمنظمات الدولية على التدخل سريعا؛ من أجل فتح معابر قطاع غزة أمام حركة الأفراد والبضائع والعمل على إنهاء الحصار بشكل فوري، لتجنيب قطاع غزة من كارثة اقتصادية، اجتماعية، صحية، بيئية.
واعتبر أن القطاع أصبح نموذجاً لأكبر سجن بالعالم، بلا إعمار، بلا معابر، بلا ماء، بلا كهرباء ، بلا عمل، بلا دواء، بلا حياة ، بلا تنمية.
خسارة
وتكبد المزارعون في غزة خسائر فادحة نتيجة عدم تصدير بضائعهم من الخضروات إلى الضفة الغربية والأسواق الخارجية حيث توقف التصدير بالكامل وأدى ذلك إلى انخفاض غير مسبوق في أسعار المنتجات الزراعية في أسواق القطاع.
ويؤكد عاهد الأغا مدير جمعية خان يونس الزراعية التعاونية، أن توقف التصدير نتيجة لإغلاق المعبر ما يقارب 40 يوماً، أدى إلى خسارته نحو 20 ألف دولار، فضلاً عن خسارة المنتمين للجمعية من المزارعين والتجار مئات آلاف الدولارات وتدني أسعار السلع الزراعية في الأسواق بشكل كبير.
وكانت وزارة الزراعة، حذرت في بيان لها من أن السلة الغذائية لسكان قطاع غزة تقترب من حافة الخطر، وذلك نتيجة لتكبد المزارعين خسائر فادحة وعزوفهم عن الزراعة، بسبب إغلاق معبر كرم أبو سالم في وجه الصادرات الزراعية.
وأوضحت الوزارة أن قيمة الخسائر التي لحقت بقطاع الصادرات الزراعية والأسماك نتيجة إغلاق معبر كرم أبو سالم بلغت نحو (12مليون دولار)، مؤكدة أن إطالة أمد الإغلاق من السلطات الإسرائيلية، سوف يضاعف من خسائر المزارعين والتجار الفلسطينيين.