"تراب وحجارة".. معرض يجسّد الألم والأمل في غزة
مزيج من الألم والأمل عبّرت عنه لوحات فنية في معرض "تراب وحجارة" الذي جسّد واقع الفلسطينيين في غزة خلال عملية "حارس الأسوار".
واحتضنت قرية "الفنون والحرف" المعرض بمشاركة مجموعة فنانين من فئات عمرية مختلفة، عبروا عما عاناه أهالي غزة خلال 11 يوماً من التصعيد.
وشهد المعرض تفاعلاً كبيراً من الجمهور، الذي عبّر عن إعجابه بقدرة الفنانين على محاكاة الواقع برسومات ولوحات فنيّة امتزج فيها الحزن والألم مع الإصرار على الصمود والأمل والحياة.
وقال رفيق عناية، سفير التراث الفلسطيني، لـ"العين الإخبارية"، إن الفنانين بالمعرض أرادوا إيصال رسالة بأبسط شيء من خلال اللوحات.
وأوضح أنّ "كل لوحة تعطي انطباعاً عمّا يعيشه الشعب الفلسطيني وعمّا واجهه خلال 11 يوماً كان فيها المدنيون هدفاً للقصف".
وشنّت إسرائيل مساء 10 مايو/أيار هجوماً واسعاً على غزة أطلقت عليه "حارس الأسوار"، بعد إطلاق فصائل فلسطينية صواريخ على القدس وبلدات أخرى، احتجاجاً على التصعيد في حي الشيخ جراح والمسجد الأقصى.
واستمر القصف المتبادل 11 يوماً قبل أن تنجح مصر في احتواء الأمور والتوصل إلى وقف لإطلاق النار، بعد مقتل 256 فلسطينياً و13 إسرائيلياً.
وأمام لوحة بالأبيض الأسود وقفت الفنانة الصغيرة نور أبو شرخ تشرح للجمهور مدلولات لوحتها التي ظهرت فيها طفلة تبكي وظلال جنود بالأسود.
وقالت: "أحببت أن أعبّر عن الحزن، الذي عايشه أطفال غزة والجنود بالأسود بما يعكس ما فعلوه من تدمير وقتل للأطفال والنساء".
وقتل 66 طفلاً و39 امرأة وأصيب أيضاً المئات خلال الغارات الإسرائيلية على غزة.
وأشارت أبو شرخ لـ"العين الإخبارية" إلى أنها حرصت على أن تكون هناك مساحة بالأبيض في لوحتها لتدلل على تمسك الفلسطينيين بالحياة والأمل رغم سواد الواقع والحزن.
بدورها، تؤكد الفنانة لميس الكحلوت أنها عبرت في لوحتها عمّا واجهه أهالي غزة في الحرب الأخيرة، وبدا اللون الأحمر حاضراً في لوحتها، مبينة أنه "يدل على قوة الفلسطينيين وتضحيتهم الكبيرة وصمودهم".
وقالت إنَّ هذه اللوحات تحمل رسائل تعبّر عن صمود الفلسطينيين وتمسكهم بالأمل والحياة والمستقبل الأجمل.
آمنة صالح فنانة تشكيلية جسَّدت بلوحتها امرأة فلسطينية تنهض من الركام وترفع شارة النصر وخلفها علم فلسطين.
وقالت: "هكذا غزة ونساء فلسطين ينهضن من تحت الركام ورسالتنا أنه مهما حدث سنصل للقدس منتصرين".
الفنانة ياسمين عبد ربه استبدلت في لوحتها زرقة السماء باللون الأحمر لتعكس حجم الدماء التي نزفت ومثلت في لوحتها إلى ما استهدفته الطائرات الإسرائيلية من أبراج سكنية وأطفال وبنى تحتية.
وذكرت أن الطفل الذي يحمل علم فلسطين ويبكي يجسّد الطفل براء سليمان الذي أوجعنا وهو يلحق بجنازة بأبيه الذي قتل جراء القصف الإسرائيلي.
وقالت إنها أرادت أن توصل رسالة للعالم عما عايشه أطفال غزة وكيف سلبوا من أبسط حقوقهم.
aXA6IDE4LjExNy43NS42IA== جزيرة ام اند امز