صور.. فلسطيني يتحدى دمار الحرب بصالون حلاقة فوق الأنقاض
على أنقاض البناية التي تضم صالون الحلاقة الذي يملكه عاد الفلسطيني هاشم الجاروشة ليمارس مهنته بين أكوام الركام.
بدا الأمر غريباً لكنه عَكَس محاولة للتكيّف والاستعداد للعمل في أصعب الظروف، كما يقول الجاروشة (37 عاماً)، الذي يعمل في مهنة الحلاقة منذ 20 عاماً.
كرسي بلاستيكي ومرآة ومقص ومشط وماكينة كهربائية مشحونة، باتت هي كل معدات الحلاق الفلسطيني الذي يحظى بشعبيّة محليّة.
لا يخفي الجاروشة حزنه وتأثرّه بدمار الصالون الذي جهزه بمبلغ يزيد على 11 ألف دولار، ويقول لـ"العين الإخبارية: "بدأت العمل في الحلاقة وعمري 17 عاماً من هذا الصالون، أي قضيت فيه نصف عمري، ومنه بدأت رحلتي نحو الحياة لأنشئ بيتاً وأسس عائلة صغيرة ومنه أعيل أمي وأخي وعائلته".
قصفت الطائرات الإسرائيلية البناية التي كانت تضم صالون الجاروشة في طابقها الأرضي وسوّتها بالأرض خلال عملية "حارس الأسوار"، ضمن الوحدات السكنية والبنايات التي استهدفها القصف.
وفيما ينهمك في قص شعر أحد الزبائن يقول الجاروشة: "بدايتي مع الصالون قبل 17 عاماً كانت بإنشائه بتكلفة 4 آلاف دولار، سنة بعد أخرى صرت أطوّر في الصالون".
وأشار إلى أنه أدخل على الصالون تطويراً كاملاً السنة الماضية كلّفه حوالي 11 ألف دولار، جزء من تلك الأموال كانت عبارة عن قرض لم يسدده حتى اليوم.
وبيّن أنّه في التطوير الأخير للصالون وسّعه وبات فيه 4 كراسي للحلاقة بعدما درّب وأهل 3 شبان على الحلاقة، وباتوا يمتهنونها ويساعدونه.
أما اليوم فالصالون بات أثراً بعد عين مجرد كومة من الحجارة، وعماله فقدوا عملهم، أما هو فيحاول الاستمرار بأدوات بسيطة ليحصّل الحد الأدنى مما يمكن أن يعيل عائلته.
وأكد أن لا بديل له عن الصالون، لذلك لجأ لهذه الخطوة الغريبة قائلاً: "لا أستطيع إنشاء صالون جديد في ظل الوضع الحالي؛ الأمر يحتاج الى تعويض سريع لنعود إلى سابق أعمالنا".
وأوضح أن الأدوات التي استخدمها الآن مرآة أحضرها من بيته، وكراسي بلاستيكية، وبعض المقصات وماكينات الحلاقة.
وذكر أن بعض الزبائن يأتون للحلاقة هنا من باب الوفاء، وبعضهم من باب التحدي للاحتلال، وقال: "أنا هنا أعود للعمل لأفي باحتياجات عائلتي من ناحية، وتحدي المحتل من ناحية ثانية".
ويرى أن قصف الصالون كما كل المحلات التجارية والمنشآت الاقتصادية كان بهدف الانتقام ليس إلاّ، وقال: "نحن نطالب بالحماية والتعويض".
وعلى مدار 11 يوماً، شنت إسرائيل عملية "حارس الأسوار" على قطاع غزة وألحقت دماراً كبيراً بمنازل سكنية ومنشآت مدنية واقتصادية.
وقال مواطن يحلق باستمرار في صالون هاشم: "مستحيل أن أحلق عند غيره حتى لو فوق الركام".
وأضاف: "لنا علاقة مع هذا المكان لا يمكن أن تنفصم.. غريب يقصف صالون فيه مقص مشط وماكينة حلاقة".
aXA6IDMuMTM1LjIwNC40MyA=
جزيرة ام اند امز