74 يوما من حرب غزة.. الإمارات تحرك مجلس الأمن باتجاه وقف القتال
في اليوم الـ74 للحرب في غزة، واصلت دولة الإمارات جهودها التي لا تتوقف داخل مجلس الأمن الدولي لوقف الحرب ودعم القضية الفلسطينية.
فقد قرر مجلس الأمن الدولي إرجاء التصويت حول الوضع في غزة والذي كان مقررا، الإثنين، إلى اليوم الثلاثاء لإفساح المجال أمام استمرار المفاوضات حول النص المقترح.
وطلبت دولة الإمارات، التي طرحت مشروع قرار يدعو إلى "وقف عاجل ودائم للأعمال القتالية للسماح بوصول المساعدة الإنسانية من دون عوائق إلى قطاع غزة"، إرجاء التصويت، على أن يتم الثلاثاء في محاولة للوصول إلى توافق دولي، بحسب مصادر دبلوماسية.
ويطالب النص طرفي النزاع بتسهيل دخول وتوزيع المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء قطاع غزة "برا وبحرا وجوا".
كذلك، يؤكد النص دعم حل الدولتين و"يشدد على أهمية توحيد قطاع غزة والضفة الغربية تحت السلطة الفلسطينية".
مفاوضات مستمرة
وما زالت المفاوضات مستمرة حول الموقف الأمريكي المحتمل من مشروع القرار الجديد، وهو ما وصفه المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، قائلا "نحن في صلب عملية المفاوضات".
وكانت الولايات المتحدة استخدمت في 9 من ديسمبر/كانون الأول حق النقض ضد مشروع قرار لمجلس الأمن يدعو إلى "وقف إنساني فوري لإطلاق النار" في غزة.
وإثر ذلك، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا غير ملزم بهذا الصدد بغالبية 153 صوتا من أصل الدول الأعضاء الـ193، فيما صوتت عشر دول ضده وامتنعت 23 عن التصويت.
وبعد هذا التأييد الساحق للقرار، أعلنت الدول العربية طرح نص جديد للتصويت في مجلس الأمن، والذي تعد قراراته ملزمة.
ويتعرض مجلس الأمن لانتقادات شديدة منذ اندلاع الحرب، إذ لم ينجح سوى في إصدار قرار واحد في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني يدعو إلى "هدنات وممرات إنسانية"، فيما تم رفض 5 مسودات، 2 منها بسبب استخدام واشنطن حق النقض ضدهما.
دعم أمريكي لإسرائيل
دعم أمريكي متواصل لإسرائيل أكد عليه وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن الذي زار تل أبيب، أمس الإثنين.
وقال أوستن بعد لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه ناقش التحولات في الحرب من العمليات القتالية الكبرى إلى الحرب الأقل كثافة، لكنه أكد أنه لن يملي جداول زمنية على تل أبيب.
وكان أوستن يتحدث في مؤتمر صحفي مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت حين قال "في أي حملة ستكون هناك مراحل" مضيفا أن ذلك يتطلب تخطيطا مفصلا ومدروسا".
وأكد أوستن أن واشنطن ستواصل تزويد إسرائيل بالأسلحة والذخائر التي تحتاج إليها في حربها ضد حركة حماس في قطاع غزة، وقال أوستن في تل أبيب "نواصل تزويد إسرائيل بالمعدات التي تحتاج إليها للدفاع (..) بما في ذلك الذخائر الحيوية والمركبات التكتيكية وأنظمة الدفاع الجوي".
وشدد وزير الدفاع الأمريكي على أهمية إيصال "مزيد من المساعدات الإنسانية" لقطاع غزة.
وقال "يتعين علينا إيصال مزيد من المساعدات الإنسانية لنحو مليوني نازح في غزة، وعلينا توزيع هذه المساعدات بشكل أفضل".
وبعد أكثر من شهرين من بدء عمليات القصف والاشتباكات العنيفة نزح الجزء الأكبر من سكان القطاع وهم يعانون من نقص كبير جدا في المواد الغذائية والمياه والأدوية والوقود.
وأعلنت إسرائيل يوم الجمعة الماضي السماح "مؤقتا" بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر معبر "كرم أبوسالم" الحدودي، ودخلت قافلة أولى من المساعدات الأحد وفق مسؤول في الهلال الأحمر المصري.
قصف متواصل
وميدانيا، واصلت الطائرات والمدفعية الإسرائيلية قصفها لمناطق مختلفة في قطاع غزة، بعد يوم دام قتل فيه أكثر من 200 فلسطيني، معظمهم من الأطفال.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن عمليات القصف الإسرائيلية فجر الثلاثاء، تركزت في رفح وخان يونس جنوب ووسط القطاع، مما أدى إلى مقتل 25 مواطنا على الأقل، بينهم الصحفي عادل زعرب، وعدد من الأطفال والنساء.
وبمقتل الصحفي عادل زعرب، يرتفع عدد القتلى من الصحفيين في القطاع إلى نحو 94، حيث كانت الصحفية حنين القشطان قد قتلت أمس.
وبحسب وزارة الصحة في قطاع غزة التي تديرها حركة حماس، فإنه منذ بدء الحرب أدى القصف الإسرائيلي المتواصل إلى مقتل نحو 19 ألفا و453 فلسطينيا وإصابة 52 ألفا و286 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال.
وبدأت الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي بهجوم مسلح وغير مسبوق نفذته حركة حماس داخل الأراضي الإسرائيلية انطلاقا من قطاع غزة.
وأسفر الهجوم عن سقوط 1200 قتيل معظمهم مدنيون قضى غالبيتهم في اليوم الأول، وفق السلطات الإسرائيلية، فيما احتُجز حوالي 240 رهينة.
وأتاحت هدنة استمرت أسبوعا نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة من غزة، بينهم 80 إسرائيليا، مقابل إطلاق إسرائيل سراح 240 سجينا فلسطينيا. وكان المفرج عنهم من الطرفين من النساء والأطفال.