حرب غزة بيومها الـ169.. رفح تؤجج الخلافات والعيون تترقب مجلس الأمن
رفح تهدد بشقاق بين إسرائيل وأوثق حلفائها فيما تأجّل تصويت بمجلس الأمن الدولي على مشروع قرار جديد يُطالب بوقف إطلاق نار "فوري" في غزّة.
وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن رأيين متناقضين بشأن هجوم بري إسرائيلي كبير في مدينة رفح بأقصى جنوب القطاع مع تحذير واشنطن من أنه سيفاقم عزلة حليفتها.
وقد رتب بلينكن لمزيد من المحادثات مع الإسرائيليين الأسبوع المقبل في واشنطن.
وخلال لقاء استمر نحو أربعين دقيقة في تل أبيب، أبلغه رئيس الحكومة الإسرائيلية بأنه يعتزم تنفيذ هجوم في رفح، "آخر معقل لحماس" وفقا له، حتى من دون دعم الولايات المتحدة للخطوة.
وقال نتنياهو إثر لقائه بلينكن "لا سبيل أمامنا لهزيمة حماس بدون الدخول إلى رفح والقضاء على كتائبها المتبقية هناك"، مضيفا "أخبرته أنني آمل أن أفعل ذلك بدعم من الولايات المتحدة، لكن إذا لزم الأمر، فسنفعل ذلك بمفردنا".
وبالإضافة إلى التشديد على الحاجة الملحة لزيادة المساعدات الإنسانية للقطاع الفلسطيني المحاصر الذي دمرته الحرب، أعرب بلينكن عن المعارضة الأمريكية لهذه العملية البرية خلال مناقشة وصفت بـ"الصريحة".
وقال بلينكن للصحافة على مدرج المطار قبل مغادرته "نشارك إسرائيل هدفها المتمثل في هزيمة حماس وضمان الأمن على المدى الطويل".
لكن "عملية عسكرية برية واسعة النطاق في رفح ليست هي الحل الأمثل لتحقيق ذلك. فهي تهدد بقتل مزيد من المدنيين... وتهدد بعزل إسرائيل في شكل أكبر حول العالم، وتعرض أمنها على المدى البعيد للخطر"، وفق المسؤول الأمريكي.
فيتو "خبيث"
في مدينة رفح الكبيرة، يوجد حوالي 1,5 مليون شخص، وفقا للأمم المتحدة، غالبيتهم العظمى نزحوا بسبب الحرب التي اندلعت إثر الهجوم الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي على الأراضي الإسرائيلية.
وبعد إعلان الدعم الثابت لإسرائيل في الأشهر الأولى للحرب، باتت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تعتقد أن الدولة العبرية قادرة على تنفيذ عمليات محددة الهدف بدلا من شن هجوم بري واسع النطاق على رفح في ظل الوضع الإنساني "المروع" في القطاع الفلسطيني.
وقدمت واشنطن، الحليف التاريخي لإسرائيل، الجمعة مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يشير إلى "الضرورة القصوى للتوصل إلى وقف فوري ومستديم لإطلاق النار (...) يتصل بالإفراج عن جميع الرهائن المتبقين" الذين احتجزوا خلال هجوم حماس ونقلوا إلى غزة.
لكنّ فيتو روسياً صينياً أسقط القرار فيما تأجّل تصويت كان مقرّرا السبت على مشروع قرار جديد يُطالب بوقف إطلاق نار "فوري" في غزّة، حتّى يوم الإثنين.
والتأجيل جاء في محاولة لتجنّب فشل آخَر بعد استخدام روسيا والصين الجمعة حقّهما في النقض (الفيتو) ضدّ مشروع قرار أمريكي.
وأوضحت مصادر لوكالة فرانس برس أنّ هذا الإرجاء تقرّر للسماح بإجراء مزيد من المناقشات حول مشروع القرار البديل هذا الذي أعدّه عدد من الأعضاء غير الدائمين في المجلس.
وبعد هذا الرفض للنص الأمريكي، كان مقررا أن يتم السبت طرح مشروع قرار بديل للتصويت، يرعاه ثمانية أعضاء غير دائمين في المجلس (الجزائر، مالطا، موزمبيق، غويانا، سلوفينيا، سيراليون، سويسرا والإكوادور).
وهذا المشروع "يحضّ على وقف نار إنساني فوري لشهر رمضان... يقود إلى وقف دائم للنار" والإفراج "غير المشروط" عن الرهائن وإزالة "كل العقبات" أمام المساعدات الإنسانية، وفق آخِر نسخة منه اطّلعت عليها فرانس برس.