«فيتو» روسيا والصين.. فشل «مشروع أمريكا» لوقف إطلاق النار بغزة
فشل مجلس الأمن، اليوم الجمعة، في اعتماد مشروع قرار أمريكي بشأن وقف إطلاق النار في غزة، إثر استخدام الصين وروسيا حق النقض "الفيتو".
وصوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الجمعة، على قرار تقدمت به الولايات المتحدة يدعو إلى "وقف فوري ودائم لإطلاق النار" في الحرب بين إسرائيل وحماس.
وبالإضافة إلى استخدام الصين وروسيا حق النقض الفيتو، صوتت الجزائر أيضا ضد القرار.
وفي تبرير لتصويت بلاده، قال مندوب روسيا لدى مجلس الأمن، فاسيلي نيبينزيا، إن الولايات المتحدة عرقلت التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة.
وتابع "نص المشروع لم يتضمن أي دعوة لوقف إطلاق النار"، متهمًا الإدارة الأمريكية "بتضليل المجتمع الدولي عمدًا".
بدوره، قال مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جون إن مشروع قرار الولايات المتحدة في مجلس الأمن حول الشرق الأوسط يعطي ضوءا أخضر لاستمرار أعمال القتل في قطاع غزة.
وأضاف المندوب الصيني خلال اجتماع مجلس الأمن: "الوقف الفوري لإطلاق النار هو شرط أساسي لإنقاذ الأرواح، وتوسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية، ومنع نشوب صراعات أكبر. ويتضمن المشروع الأمريكي شروطا مسبقة لوقف إطلاق النار، وهي بمثابة إعطاء الضوء الأخضر لمواصلة القتل. إنه أمر غير مقبول. كما أن المشروع غير متوازن للغاية في عدد من الجوانب الأخرى".
موقف الجزائر
فيما قال مندوب الجزائر عمار بن جامع إنه لو أصدر المجلس قرارا بوقف إطلاق النار في أواخر فبراير/شباط، لكان من الممكن إنقاذ آلاف الأرواح البريئة.
وتابع "منذ أن عممت الولايات المتحدة مسودة مشروع القرار قبل أكثر من شهر، اقترحت الجزائر تعديلات معقولة للتوصل إلى نص أكثر توازنا ومقبولا". وأقر بأن بعض مقترحات الجزائر قد تم إدراجها في النص ولكن "المخاوف الأساسية ظلت دون معالجة".
وأضاف أن "هناك ضرورة ملحة للوقف الفوري لإطلاق النار لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح، ولكن من المؤسف أن المشروع لم يرق إلى المستوى المطلوب، ولذلك صوتنا ضده".
ويمثل مشروع القرار الذي جرى التصويت عليه اليوم، أقوى موقف اتخذته الولايات المتحدة بشأن الحرب مع تعمق الخلاف بين إدارة الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وهناك خلاف بين الإدارتين حول نية إسرائيل المعلنة لاجتياح رفح، المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، حيث يحتمي أكثر من مليون شخص هرباً من الحرب.
وكان القرار يحتاج إلى تصويت تسعة أعضاء على الأقل من أعضاء المجلس المؤلف من 15 مقعدًا لصالحه. كما كان يتطلب أيضًا ألا تستخدم فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين حق النقض ضد القرار.
ولسنوات، استخدمت الولايات المتحدة باستمرار حق النقض ضد قرارات مجلس الأمن ضد إسرائيل.
ومنذ بدء الحرب، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) لمنع قرارات مجلس الأمن ضد سلوك إسرائيل.
وتنص أحدث نسخة من مشروع القرار على "وقف فوري ومستدام لإطلاق النار" من شأنه أن يوفر الحماية للمدنيين ويسمح بإيصال المساعدات الإنسانية.
ويدعم مشروع القرار "بشكل لا لبس فيه الجهود الدبلوماسية الدولية الجارية لتأمين هدنة مرتبطة بإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين"، في إشارة إلى المحادثات الجارية بوساطة مصر والولايات المتحدة وقطر.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، تشن إسرائيل حربا عنيفة لا تتوقف على قطاع غزة، أسفرت عن مقتل قرابة 32 ألف شخص، وحولت أحياء بأكملها إلى أكوام من الدمار من الشمال إلى الجنوب.