«يعز عليهم ترك الكرسي».. سهام الوجع في غزة ترتد على حماس
وجعهم بات أكبر من خوف لطالما أجبرهم على الصمت، والموت المنبعث من كل شبر في غزة، جعل كل المفاهيم والأشياء تتساوى بنظرهم، وتسقط.
ففي القطاع الذي استولت فيه الحركة على السلطة بقوة السلاح، كان توجيه أي انتقاد لها مجازفة غير محمودة العواقب، لذلك كان السكان يلوذون بالصمت.
لكن الحرب المستمرة منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قلبت جميع المفاهيم وكسرت الخوف الكامن في النفوس، وباتت أصوات بعض السكان ترفع عاليا منتقدة من شدة الوجع.
انتقادات تظل نادرة، وتطال هذه المرة رد «حماس» على مقترح اتفاق هدنة لوقف الحرب المستمرة مع إسرائيل منذ أكثر من ثمانية أشهر، وما تضمنه من تعديلات، ويدعوها إلى إنهاء الحرب ووقف معاناتهم.
«يعز عليهم ترك الكرسي»
يقول أحد السكان أبو إياد لوكالة فرانس برس: "هذا استهزاء بنا وبوجعنا وبالدمار الذي تعرضت له حياتنا".
ويرى أبو إياد أن قادة حماس يتمسكون بالسلطة إذ يقول "يعز عليهم ترك الكرسي.. أنتم كقادة في الخارج نائمون براحة، تأكلون وتشربون كيفما تريدون.. لا يهمكم شيء هنا".
ويسأل الرجل الخمسيني قادة حماس: "هل جربتم أن تعيشوا يوما حياتنا الحالية؟".
أما أم علاء (67 عاما) فترى أن قيادة حماس غير معنية بإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وإلا لكانت "وافقت وقبلت بالورقة بدون تردد".
وتقول: "حماس ساقت الشعب إلى حرب إبادة لم نكن نتخيل أن نعيش فصولها أبدا". وبحسب أم علاء، فإن هذه المماطلة من قبل الحركة تعني في النهاية "التنازل أكثر".
إنهاء الحرب
في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، توصلت إسرائيل وحماس لاتفاق تهدئة استمر لأسبوع تم خلاله إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة.
ويتبادل الطرفان اللوم في أعقاب الرد الذي قدمته حماس الأربعاء فيما تعهد الوسطاء بسد الفجوات بين الجانبين.
ويتساءل أبو شاكر (35 عاما): "هي (حماس) لا ترى أننا تعبنا ومتنا ودمرنا ومآسينا لا تعد ولا تحصى. ماذا تنتظر؟ ما الذي تراهن عليه؟".
ويضيف: "يجب أن تنتهي الحرب بأي ثمن، لا نستطيع التحمل أكثر".
وأجرى المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية استطلاعا للرأي، شمل 1570 شخصا منهم 760 شخصا من الضفة الغربية مقابل 750 في قطاع غزة.
وبحسب الاستطلاع فإن 57% من المستطلعة آراؤهم يؤيدون قرار حماس شن الهجوم، لكن هذه النسبة تمثل تراجعا مقارنة بالاستطلاع الذي أجري قبل ثلاثة أشهر وبلغت فيه نسبة المؤيدين لشن الهجوم 71%.
وكانت حركة حماس أعلنت مطلع الشهر الماضي قبولها باتفاق لوقف إطلاق النار، وهو قرار أدخل السرور إلى قلوب سكان قطاع غزة الذين خرجوا للاحتفال.
وبحسب الاستطلاع، فإن ثلثي المستطلعين أيدوا قرار حماس حينها وتوقعوا وقفا لإطلاق النار في غضون أيام.
ويبدو هذا ما تطمح إليه أم شادي أيضا التي تدعو حركة حماس إلى إنهاء الحرب، وتقول: "يجب أن تنهي (حماس) الحرب فورا من دون سعيها إلى السيطرة وحكم غزة بعد الحرب".
وتتساءل بدورها: "ماذا استفدنا من هذه الحرب سوى القتل والدمار والإبادة والتجويع؟ كلما ازداد عمر الحرب ازدادت أوجاعنا وأوجاع الناس".
«رسائل» السنوار
رغم نفي حماس لصحتها، إلا أن ما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال" بشأن رسائل قالت إن قائد حماس في غزة يحيى السنوار بعثها لقادة الحركة السياسيين وللوسطاء، كانت له تداعيات مباشرة على نفوس السكان ممن فقدوا ذويهم يواجهون أوضاعا إنسانية كارثية.
وبحسب الصحيفة، فإن السنوار أكد في رسائله أن ارتفاع عدد ضحايا المدنيين" تضحية ضرورية".
وفي عشرات الرسائل التي استعرضتها الصحيفة، أظهر السنوار "تجاهلا باردا للحياة البشرية" وأوضح أنه يعتقد أن إسرائيل لديها ما تخسره من الحرب أكثر من حماس.
aXA6IDMuMTQxLjE5OC4xMyA= جزيرة ام اند امز