اليوم الـ63 للحرب.. غزة تتنفس الموت وتضيق بنازحيها
لا شيء يوحي بالحياة في غزة التي باتت تتنفس رائحة القصف والموت وحولتها الحرب إلى مدن أشباح تلفظ سكانها تحت طوق ناري أشبه بالجحيم.
ومنذ قرار توسيع العملية البرية الإسرائيلية باتجاه خان يونس، يؤكد الجيش الإسرائيلي أن أفراده يخوضون اشتباكات عنيفة شبهتها شهادات بعضهم بـ"الجحيم".
وفي اليوم الـ63 للحرب لا تبدو الإحداثيات أقل وطأة في القطاع المحاصر والمدمر، حيث تدور، الجمعة، معارك عنيفة داخل أكبر مُدن غزة وفي محيطه، بعد شهرين على هجوم حركة حماس ضد إسرائيل وبدء حرب يواصل عدد القتلى فيها الارتفاع.
وبعد مرحلة أولى من هجومه البري ضد حماس تركزت في شمال غزة، وسع الجيش الإسرائيلي عملياته هذا الأسبوع إلى الجنوب حيث يوجد زهاء مليوني مدني أصبحوا محاصرين في مناطق باتت مساحتها تضيق تدريجيا.
وبإسناد جوي وبحري وصلت دبابات وجرافات إسرائيلية إلى خان يونس الخميس، ودار قتال في هذه المدينة الأكبر بجنوب القطاع، كما اشتبك مقاتلو حماس مع الجيش الإسرائيلي شمالا في مدينة غزة ومنطقة جباليا المجاورة.
وارتفعت حصيلة الضحايا في قطاع غزة المحاصر جراء القصف الإسرائيلي لتبلغ الخميس 17177 قتيلا، نحو 70% منهم من النساء والأطفال دون 18 عاما، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.
وفجر الجمعة، أفادت الوزارة بمقتل 40 شخصا في غارات قرب مدينة غزة و"عشرات" آخرين في جباليا (شمال) وخان يونس (جنوب).
وبثت قنوات إسرائيلية مساء الخميس مقاطع تظهر عشرات المعتقلين الفلسطينيين بملابس داخلية ومعصوبي العيون تحت حراسة جنود إسرائيليين في قطاع غزة، ما أثار جدلا حادا على الشبكات الاجتماعية.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه "يحقق" من أجل "التأكد ممن له بينهم صلة بحماس ومَن ليس كذلك"، في إشارة إلى الحركة الفلسطينية التي تعتبرها إسرائيل والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة منظمة إرهابية.
وشدد الرئيس الأمريكي جو بايدن في اتصال مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الخميس، على "الحاجة الماسة" لحماية المدنيين مع احتدام القتال، داعيا إلى إنشاء ممرات إنسانية "لفصل السكان المدنيين عن حماس".
وتؤيد الولايات المتحدة إسرائيل بقوة منذ الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتقول السلطات الإسرائيلية إن 1200 شخص قتلوا فيه، لكن واشنطن تشعر بقلق متزايد إزاء الخسائر في صفوف المدنيين في غزة.
وفي المجموع، قُتل 89 عسكريا إسرائيليا منذ بدء الهجوم البري في غزة الخميس بينهم نجل غادي آيزنكوت، رئيس أركان الجيش السابق وعضو مجلس الوزراء الحربي.
النظام الصحي "جاثٍ"
أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس عبر منصة إكس أن النظام الصحي "جاث على ركبتيه" في قطاع غزة، حيث بات معظم المستشفيات في الشمال خارج الخدمة، بينما تعمل مستشفيات الجنوب بطاقتها القصوى مع تدفق آلاف الجرحى وباتت على وشك الانهيار.
وفرضت إسرائيل "حصارا كاملا" على قطاع غزة منذ 9 أكتوبر/تشرين الأول المنقضي، ما تسبب في نقص خطير في المياه والغذاء والدواء والكهرباء، كما أن الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية في المستشفيات ومحطات تحلية المياه غير متوافر.
وهذا الأسبوع أعلنت الحكومة الإسرائيلية التي تعتبر موافقتها ضرورية لإدخال المساعدات من مصر، السماح بتوصيل "الحد الأدنى" من الوقود إلى غزة لتجنب "انهيار إنساني وتفشي الأوبئة" بعد يومين على تلقيها دعوة في هذا الصدد من حليفتها الولايات المتحدة.
ووفق الأمم المتحدة، نزح 1,9 مليون شخص أي نحو 85% من السكان عن منازلهم في غزة بسبب الحرب التي دمرت أو ألحقت أضرارا بأكثر من نصف المنازل.
من غزة إلى بيروت
وتثير الحرب مخاوف من تحول النزاع إلى حرب إقليمية، فمنذ اندلاع الحرب في غزة، تشهد المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل تبادلا يوميا للقصف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، باستثناء هدنة الأيام السبعة في حرب غزة.
وقتل الخميس مدني إسرائيلي بصاروخ أطلق من لبنان في اتجاه شمال إسرائيل، وفق ما أعلن الجيش والإسعاف الإسرائيليان.
وليلا أفاد الجيش الإسرائيلي بإصابة جنديين بجروح طفيفة جراء نيران صاروخية مضادة للدبابات، معلنا أنه ينفذ غارات ضد مواقع لحزب الله.
ووجه نتنياهو تحذيرا جديدا لحزب الله قائلا "أقترح على أعدائنا أن يكونوا حذرين لأنه إذا اختار حزب الله بدء حرب شاملة، فإن ذلك سيحول بخطئه هذا، بيروت وجنوب لبنان غير بعيد من هنا، إلى غزة وخان يونس".
- حماية المدنيين في غزة.. مطلب أمريكي متكرر يواجه «فجوة» إسرائيلية
- مسؤول أمريكي: إسرائيل تفتح معبر «كرم أبوسالم» لتفتيش مساعدات غزة
- صراخ البطون الخاوية.. «منبّه» أطفال غزة
- أمريكا تحلق فوق غزة بمسيرات.. هل تنجح في استعادة الرهائن؟
- «لبنان سيصبح غزة».. نتنياهو يحذر حزب الله من خيار «الحرب الشاملة»
- وقف حرب غزة.. بوصلة إماراتية لحماية المدنيين ونصرة فلسطين