حرب غزة.. صراع إسرائيلي بين «المعضلات» السياسية والضغوط الأمريكية
بينما تدور رحى الحرب على الأرض في غزة، تواجه إسرائيل صراعا من نوع آخر، يجعلها تتقلب بين معضلات سياسية تواجه مسؤوليها، وضغوط أمريكية قد تشق تلاحم الشريكين.
أمران أسالا حبر المحلل في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم بارنياع، الذي يعتبر الأهم في إسرائيل، وأثارا شكوكه بشأن ما أعلنته القيادة السياسية الإسرائيلية في بداية الحرب.
- بطائرات فوق غزة.. بريطانيا تدعم إسرائيل في «فك شفرة» الرهائن
- مكاسب مهمة.. ماذا حققت هدنة غزة للأسيرات الفلسطينيات؟
خلاف الشريكين
وفي مقاله التحليلي بالصحيفة، الأحد، الذي تابعته "العين الإخبارية"، كتب بارنياع: "من المشكوك فيه ما إذا كان أمام إسرائيل أكثر من أسبوعين. من المشكوك فيه ما إذا كان من الممكن في غضون أسبوعين تحقيق الأهداف غير العادية التي أعلنتها القيادة السياسية في بداية الحرب".
تقدير بارنياع هذا جاء بعد الحديث عن خلاف إسرائيلي-أمريكي بشأن الفترة المتبقية للحرب.
فقد أشارت تقارير إسرائيلية إلى أنه "في حين تقول إسرائيل إنها لا تزال بحاجة إلى أشهر لإنهاء الحرب فإن الولايات المتحدة الأمريكية تقول إن الضغط الدولي لا يسمح بهذا الوقت".
«معضلات»
وقال بارنياع: "تجدد النيران في غزة يضع المستوى السياسي أمام سلسلة من المعضلات، أصعبها يتعلق بالمختطفين".
وأضاف: "تختلط فرحة الرهائن الـ114 الذين تم إطلاق سراحهم مع القلق المتزايد بشأن الـ 136 الذين لا يزال، معظمهم على قيد الحياة، فيما أن معظم قادة حماس وربما معظم الرهائن يتواجدون في خان يونس ومحيطها. وحتى لو لم تعلن حماس ذلك، فإن الرهائن الباقين في غزة هم درع بشري".
وتابع: "مع تركيز التفجيرات والقصف على هذه المنطقة، يزداد خطر تعرض الرهائن للأذى. وتعزز الأدلة التي قدمها المختطفون المفرج عنهم هذا القلق. وبطبيعة الحال، فإن الخطر سيكون أسوأ عدة مرات بمجرد فتح التحرك البري".
إنذار «مزدوج»
واعتبر بارنياع أنه "في الأساس هناك إنذار مزدوج هنا، الأول، وهو الإنذار الذي وجهته إسرائيل لحماس: ما دامت القوات الجوية تقصف خان يونس، فمن الممكن وقف العملية والعودة إلى المفاوضات ووقف إطلاق النار، ولكن بمجرد دخول الدبابات إلى المنطقة سيكون من الصعب جدًا العودة".
وقال: «والثاني، إنذار الجيش الإسرائيلي لمجلس الوزراء الحربي: بمجرد أن يعطي مجلس الوزراء الضوء الأخضر لعملية برية، سيكون من الصعب جدًا على الجيش الإسرائيلي أن يتوقف».
وأضاف: «لقد دخل الجيش الإسرائيلي خان يونس دون خطة لليوم التالي. وربما يكون هذا أمراً جيداً لعملية انتقامية، وليس لخطوة تهدف إلى خدمة استراتيجية».
وتابع: «لقد دخل إلى منطقة مكتظة بالنازحين من شمال قطاع غزة، بلا مأوى ويضاف إليهم سكان خان يونس الذين يدعوهم الجيش الإسرائيلي إلى التحرك جنوباً باتجاه رفح، وتشير الأرقام التي تنشرها الأمم المتحدة كل يوم إلى تزايد خطر انتشار الأوبئة والكوارث».
دروس مستفادة
وتابع: «أحد الدروس المستفادة من الأسابيع الثمانية الأولى من القتال هو أنه ليس من السهل تطهير أراضي غزة من "الإرهابيين".
واستطرد: «مضى 57 يوماً ولا تزال حماس تقاتل، وهناك جيوب مقاومة في الأحياء الأخرى أيضاً. إن الساعة تدق، أيضاً بسبب الضغوط الأمريكية، وأيضاً بسبب حالة السكان".
ورأى بارنياع أنه «لا بد أن تتلقى حماس ضربة تحرمها من قدراتها، وهذا لا جدال فيه. فلا يستطيع الجيش الإسرائيلي أن يتخطى معقل الإرهاب في خان يونس»، بحسب قوله.
لكن استدرك بأنه «لن يكون هناك نصر هنا: فمن الأفضل خفض التوقعات والمضي قدماً في أسرع وقت ممكن في عملية الشفاء وإعادة التأهيل، وفي المقام الأول إعادة المختطفين».
وكانت الحرب على غزة تجددت، الجمعة، مع تكثيف الهجمات الجوية الإسرائيلية على جنوبي القطاع وبخاصة منطقة خانيونس حيث تقول إسرائيل إنه المكان الذي توجد به قيادة حماس.
ضغوط الشارع
لكن التقديرات الإسرائيلية بوجود الرهائن الإسرائيليين في خانيونس تزيد من ضغوط الشارع الإسرائيلي على الجيش بعدم التضحية بهم بمقابل نصر قد لا يحدث.
إلى ذلك فقد قال الجيش الإسرائيلي إنه «عثر على أكثر من 800 فتحة أنفاق منذ بدء الحرب قام بتدمير نحو 500 منها».
وأضاف في بيان: "منذ بداية المناورة البرية في قطاع غزة كشفت قوات الجيش عن أكثر من 800 فتحة أنفاق تحت أرضية تابعة لمنظمة حماس، منها تم تدمير نحو 500 نفق بأساليب عملياتية مختلفة، بما في ذلك التفجير والسد".
وأضاف: "بعض فتحات الأنفاق التي تم الكشف عنها ربطت من خلال البنية التحتية تحت الأرضية بين منشآت استراتيجية تابعة لحماس، بالإضافة إلى ذلك، تم تدمير كيلومترات عديدة من مسارات الأنفاق"، بحسب الجيش.
aXA6IDE4LjIxOC45OS44MCA=
جزيرة ام اند امز