اتساع حرب غزة للبنان.. مخاوف من «اشتعال النار في البارود»
مع تصاعد عمليات تبادل القصف عبر الحدود اللبنانية – الإسرائيلية ووسط التهديدات المتبادلة بين تل أبيب وحزب الله، أثيرت المخاوف من اتساع حرب غزة إلى لبنان.
مخاوف أججها إعلان الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي «المصادقة» على خططه لشن هجوم على لبنان، وصدور تهديدات جديدة من الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله.
تلك المخاوف التي تزامنت مع تصعيد على الأرض، بشن الطيران الإسرائيلي غارة على النبطية بجنوب لبنان، أثارت قلقًا لدى منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، والذي حذر من أن اتساع رقعة الحرب الإسرائيلية ضد حماس في غزة إلى لبنان، سيكون «مروعاً».
هل يشتعل النار في البارود؟
وقال مارتن غريفيث الذي تنتهي ولايته في نهاية الشهر، للصحافيين في جنيف: «إني ارى ذلك بمثابة شرارة ستشعل النار في البارود.. وهذا يمكن أن يكون مروِّعا» مشيرا خصوصا إلى جنوب لبنان. وأكد أنه بحث مع زملائه في القدس احتمالات ما قد يحصل هناك.
وأفاد: «نشعر بالقلق من احتمال وقوع مزيد من المآسي وسقوط قتلى»، وحذر من أن حربا ينخرط فيها لبنان «ستجر سوريا.. ستجرّ آخرين، وسيكون لها بالطبع انعكاسات على غزة. بالطبع سيكون لها انعكاسات على الضفة الغربية (..) الوضع مقلق جدا».
والثلاثاء، أعلنت قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) أن مركبة ثلاثة متعاقدين كانوا عائدين من مقر البعثة في قرية شمعة في جنوب لبنان «تعرّضت إلى إطلاق نار»، مشيرة إلى عدم وقوع «أي إصابات خطيرة».
ودان مدير عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة جان بيار لاكروا الحادثة مشيرا إلى تصعيد عند الحدود. وقال في إيجاز في مقر الأمم المتحدة في نيويورك: ما رأيناه على مدى.. الأسبوع الأخير، إن لم يكن نوعا من التصعيد الشامل، فهو بالتأكيد زيادة تدريجية، في شدة تبادل إطلاق النار هذا.
غريفيث قال إنه منذ اندلاع الحرب، «علّمتنا غزة مستوى جديدا من المأساة والقسوة.. لكننا جميعنا نشعر بالقلق من أن ذلك قد يكون مجرّد بداية»، مشيرًا إلى أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) وغير ذلك من الوكالات الإغاثية تستعد لأزمة أوسع.
رسائل دعم
ذلك التوتر المتصاعد مع إسرائيل، دفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى توجيه رسائل دعم للبنان، فأكد الأربعاء أن بلاده تقف إلى جانب لبنان، ودعا دول المنطقة لدعم بيروت أيضا.
وقال أردوغان أمام البرلمان إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطط لتوسيع نطاق حرب غزة في المنطقة، وإن هذا سيؤدي إلى «كارثة»، مضيفا أن الدعم الغربي لإسرائيل «مؤسف».
رسائل رد عليها رئيس الحكومة اللبناني المكلف نجيب ميقاتي، متوجهًا بالشكر للرئيس التركي، قائلا: نثمن موقف الرئيس أردوغان ودعم تركيا المستمر للبنان في المجالات كافة وفي كل المحافل الدولية.
وفي تصريحات منفصلة، قال ميقاتي، إن حكومته «تسعى بكل الوسائل المتاحة لعدم تحويل لبنان إلى ساحة للنزاعات المسلحة انطلاقا من الجنوب، وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة، من أجل وضع حد لأطماع إسرائيل التوسعية، وبالتالي عدم ربط استقرار لبنان ومصالحه بصراعات بالغة التعقيد وحروب لا تنتهي».
مغادرة فورية
تلك التوترات، دفعت بلدانا أوروبية إلى توجيه رسائل لمواطنيها بضرورة مغادرة لبنان بشكل عاجل، كان آخرها ألمانيا، التي حدّثت وزارة خارجيتها توجيهاتها بشأن السفر إلى لبنان، قائلة: «يُطلب بشكل عاجل من المواطنين الألمان مغادرة لبنان».
وأضافت أنه «يمكن للتوترات البالغة الحالية عند المنطقة الحدودية مع إسرائيل أن تشهد مزيدا من التصعيد في أي لحظة (..) هناك أيضا خطر متزايد لوقوع هجمات إرهابية في لبنان قد تستهدف الغربيين أو الفنادق الكبيرة».
وحذّرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الثلاثاء من أن أي «سوء تقدير» يمكن أن يشعل حربا شاملة بين إسرائيل وحزب الله، داعية إلى "أقصى درجات ضبط النفس" في ظل ارتفاع منسوب التوتر.
وقالت بيربوك في تصريحات نشرتها على منصة "إكس": "مع كل صاروخ يعبر الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل، يزداد خطر أن يؤدي سوء تقدير الى اندلاع حرب".
وكانت كندا جددت يوم الثلاثاء دعوتها لمواطنيها إلى مغادرة لبنان، قائلة إن الوضع الأمني في البلاد أصبح مضطربا بشكل متزايد ولا يمكن التنبؤ به بسبب الصراع بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران.
وقالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي في بيان "رسالتي للكنديين كانت واضحة منذ بداية الأزمة في الشرق الأوسط: هذا ليس الوقت المناسب للسفر إلى لبنان. وبالنسبة للكنديين الموجودين حاليا في لبنان، فقد حان الوقت للمغادرة، بينما تظل الرحلات الجوية التجارية متاحة".
aXA6IDE4LjExNy43MS4yMzkg
جزيرة ام اند امز