39 يوما من الحرب بغزة.. بصيص أمل جديد من نافذة القتل
تطوي الآليات العسكرية الإسرائيلية الركام بشمال قطاع غزة، وتحاول الوصول لأهداف عدة، لكن الأرض قد تنشق لتسمح بقذيفة "ياسين" بالمرور لجسد مدرعة.
هذا مشهد متكرر في قطاع غزة هذه الأيام، وسط محاولات من الجيش الإسرائيلي للتقدم نحو أهدافه في القطاع، في وقت تحاول فيه حماس منع التقدم عبر اشتباكات وهجمات مكثفة على المدرعات.
لكن الجديد قبل أن تتم الحرب "الأربعين" يوما، هو سحابة هدنة تتشكل فوق قطاع غزة، بالتزامن مع طقس مضطرب اليوم وغدا، قد تمطر فرجا في صورة وقف مؤقت للقتال لمدة 5 أيام وصفقة ضخمة لتبادل الأسرى.
ومع انتظار غزة لهطول الأمطار، اليوم الثلاثاء، تحاول القوات الإسرائيلية السيطرة على شمال القطاع، والوصول إلى فتحات الأنفاق التي عدتها أهدافا منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وكانت إسرائيل، أعلنت يوم الإثنين، أن حركة حماس «فقدت السيطرة على غزة»، بحسب وزير دفاعها يوآف غالانت الذي أضاف أن مقاتلي الحركة الفلسطينية، «يفرون إلى الجنوب».
لكن الأمر لا يسير بشكل سلسل، إذ أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، مقتل وإصابة 6 من عناصره خلال القتال في شمال قطاع غزة.
وفي بيان صادر عنه، قال الجيش الإسرائيلي، إن اثنين من عناصره قتلا، وهما: الرقيب روعي ماروم (21 سنة) من رعنانا، قائد صف في الكتيبة 906، أما القتيل الثاني فيدعى: الرائد (احتياط) راز أبو العافية (27 عاماً).
وفجر اليوم، قصفت إسرائيل منزلين مأهولين بالسكان في خان يونس جنوبي قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل 9 فلسطينيين وإصابة آخرين، وفق تقارير صحفية.
في المقابل، قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، في وقت مبكر الثلاثاء، إنها قصفت حشودا إسرائيلية متوغلة قرب نادي الفروسية شمالي غرب غزة بقذائف الهاون.
وضع إنساني معقد
إنسانيا، أعلنت وزارة الصحة في غزة، أن المستشفيات باتت لا تستطيع تقديم الخدمات الطبية وسط الهجمات الإسرائيلية، محذرة من أن المستشفيات ستتوقف عن العمل في الـ48 ساعة المقبلة إذا لم تدخل المساعدات.
وتعاني مستشفيات قطاع غزة الرئيسية من تكدس النازحين المحتمين بها، ونقص المواد الطبية والغذاء والوقود، فضلا عن أعداد المصابين التي تفوق عدد الأسرة.
في السياق ذاته، قالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) إن جميع سكان غزة ضمن الفئات التي تعاني من "انعدام الأمن الغذائي".
وأوضح المدير العام للمنظمة شو دونيو في بيان، أن تصاعد الأعمال العدائية في إسرائيل وفلسطين يؤثر بشكل كبير على جميع أبعاد الأمن الغذائي.
بدورها، قالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي في تصريحات صحفية، اليوم، "يجب حماية المدنيين والسماح بدخول ما يكفي من الغذاء والماء والوقود إلى قطاع غزة".
وتابعت "قلقون للغاية إزاء تحذيرات الأمم المتحدة من توقف عملها في غزة بسبب نقص الوقود".
وكان المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، أكد، أمس الإثنين، أن "الوقود نفد من المستودع التابع للوكالة في القطاع، ولن تتمكن الأونروا في غضون أيام قليلة من إعادة تزويد المستشفيات به ومن نزح مياه الصرف الصحي وتوفير مياه الشرب".
العمليات الإنسانية الأممية التي بالكاد تعمل، كانت الأمل الأخير لإنقاذ الجرحى والمصابين جراء الحرب المستمرة منذ ٣٩ يوما، لكن نفاد الوقود من المستودعات أدخلها في نفق مظلم بلا ضوء في نهايته.
بصيص أمل
ورغم هذه التطورات التي تفاقم الوضع الإنساني، ظهر بصيص أمل في هدنة لعدة أيام، صباح الثلاثاء، إذ نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إنه سيكون هناك وقف مؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة لنحو 5 أيام مع تبادل الأسرى.
وأوضح المسؤول الإسرائيلي، أن “الخطوط العامة للصفقة مفهومة”. ويدعو الاتفاق المبدئي إلى إطلاق سراح النساء والأطفال الإسرائيليين في مجموعات، بالتزامن مع إطلاق سراح النساء والشباب الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، وفق ما طالعته "العين الإخبارية" في الصحيفة الأمريكية.
وتريد إسرائيل إطلاق سراح جميع النساء والأطفال المئة المحتجزين كرهائن لدى حماس، ولكن من المرجح أن يكون العدد الأولي أقل من ذلك.
وأشارت حماس إلى استعدادها للإفراج عن 70 امرأة وطفلا، وفقا لبيان صادر عن أحد مسؤوليها على قناة تلغرام التابعة للجماعة، نقلته رويترز يوم الإثنين.
لكن عدد النساء والشباب الفلسطينيين الذين قد يتم إطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية غير واضح، بيد أن مسؤولا عربياً أبلغ الصحيفة قبل أسبوع، أن هناك ما لا يقل عن 120 من النساء والشباب الصغير في السجون الإسرائيلية.
المسؤول الإسرائيلي عاد وقال لـ"واشنطن بوست"، إن وقفا مؤقتا لإطلاق النار ربما لمدة خمسة أيام سيصاحب تبادل الرهائن والأسرى. ومن شأن هذه الهدنة، أن تسمح بالتسليم الآمن للأسرى الإسرائيليين.
وأوضح المسؤول الإسرائيلي أن ذلك يمكن أن يسمح أيضًا بتقديم المزيد من المساعدات الدولية للمدنيين الفلسطينيين في غزة، ويجب أن يخفف من الأزمة الإنسانية هناك.
ومنذ 39 يوما، يمضي الجيش الإسرائيلي بعمليته الرامية لـ"تدمير حماس"، بحسب أهدافها المعلنة، إذ تتهم السلطات الإسرائيلية مسلحي الحركة بقتل 1200 شخص على الأقل، معظمهم مدنيون واحتجاز نحو 240 رهينة في أسوأ هجوم في تاريخ البلاد وقع في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول. فيما أفادت إسرائيل خلال الحرب، بأن 46 من جنودها قتلوا في عملية غزة.
لكن إسرائيل تواجه ضغوطا دولية متزايدة للحد من معاناة المدنيين في ظل عمليتها الجوية والبرية الكبيرة التي تقول وزارة الصحة في غزة إنها أودت بحياة 11180 شخصا بينهم 4609 أطفال.