محنة الهروب تستمر.. الأرض تضيق بنازحي غزة
لا يعرفون إلى أين يفرون من أحزمة النار التي تطوقهم لكنهم يجدون أنفسهم يتجهون جنوبا وتحديدا نحو جيب من الأرض مكتظ بالنازحين.
عائلات في قطاع غزة حزمت أمتعتها وفرت، اليوم الثلاثاء، صوب الجنوب لينضموا إلى عشرات الآلاف ممن لا يمتلكون ما يكفي من الطعام أو الماء أو المراحيض، وذلك خشية التعرض للقتل في القصف الإسرائيلي.
وبعض من هؤلاء يفرون للمرة الثالثة أو الرابعة في أقل من شهرين.
ويواصل عشرات الآلاف من النازحين الفلسطينيين من مدينة غزة ومن سكان أطراف خان يونس بالتوجه نحو جنوب غرب خان يونس ومدينة رفح جنوب القطاع، بعدما أنذرهم الجيش الإسرائيلي بهجوم على المناطق المتواجدين فيها، بعد شهرين على الحرب.
ومدينة خان يونس محاصرة حاليا من الجهة الشرقية والشمالية الغربية، بحسب كتائب القسام وسرايا القدس، فيما تدور اشتباكات عنيفة على محور دير البلح صلاح الدين وقرب مطاحن خان يونس وفي بلدتي بني سهيلة والقرارة.
ونحو 35 إلى 40 ألفا من النازحين الذين هربوا من مناطق شرق خان يونس تركوا المدارس والمستشفيات وتوجهوا نحو رفح آخر منطقة في قطاع غزة على الحدود المصرية، فيما تبعد الدبابات الإسرائيلية نحو 1500 متر عن مدينة مستشفى ناصر في خان يونس، بحسب مراسل فرانس برس.
تحت المطر
نصب النازحون الخيم وسط شوارع حي المواصي غرب مدينة خان يونس تحت المطر، وفيما كان صوت المسيرات الإسرائيلية يُسمع فوقهم.
وافترشت نساء الأرض الرملية، وأحضر شبان أكواما من أغصان الأشجار لاستخدامه كوقود للطبخ.
وشوهدت عربات تجرها الحمير وسيارات تتوجه نحو مدينة رفح وشاحنة كبيرة مع قاطرة تنقل أطفالا ونساء نازحين من جباليا إلى مدينة رفح.
وقال عبد النجار من خان يونس أثناء مغادرته باتجاه رفح لوكالة فرانس برس "نحن في منطقة فيها سكان عاديون وسط خان يونس. كلها دُمرت جراء القصف".
وألقى الجيش الإسرائيلي منشورات كتب فيها "إلى سكان حي السطرة، حمد الكتيبة المحطة معن وبني سهيلة في الساعات القريبة، سيبدأ الجيش الإسرائيلي بهجوم شديد على منطقة سكنك بهدف تدمير منظمة حماس الإرهابية".
وأضاف "لا تتحركوا بعد ابقوا بالمأوى أو المستشفيات الموجودين بداخلها. خروجكم خطير جدا. أعذر من أنذر".
إلى متى؟
شهود عيان قالوا لوكالة فرانس برس إن "الدبابات الإسرائيلية وصلت إلى بلدة بني سهيلة من منطقة القرارة الشرقية وتمركزت شرقي ووسط مدينة خان يونس على بعد مئات الأمتار من منطقة المحطة وسط خان يونس من الناحية الغربية".
وأعلن المكتب الإعلامي لحماس أن القصف الليلي خلّف عشرات القتلى في قطاع غزة. وأدى القصف إلى مقتل 24 شخصًا في مدرسة تؤوي نازحين في خان يونس، بحسب وزارة الصحة التابعة للحركة".
وقال حسام الوليدي (26 عاما): "تعبنا الانتقال من مكان لآخر، ذاهبون أنا وعائلتي وأهلي إلى تل السلطان في رفح مشيا على الأقدام، وصاحب العربة لا يقبل بـ 300 شيكل (نحو 80 دولارا) لنقلنا".
وتساءل نازح لم يكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس قائلا: "إلى متى سيتوجه كل سكان قطاع غزة إلى رفح؟ ألا يشعر أحد بحالنا. أين وكالة الغوث؟ " مضيفا: "متنا من الجوع لا أحد يشعر بنا، في رفح لن نجد حمامات ولا ماء".
aXA6IDMuMTM1LjIwOC4xODkg جزيرة ام اند امز