هدنة غزة.. ترحيب وتنسيق وسط ترقب حذر
دخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس بقطاع غزة حيز التنفيذ في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة.
وفي الدقائق الأولى لبدء سريانها عمّت الاحتفالات قطاع غزة حيث أطلقت الأعيرة النارية، وعلى الجانب الآخر توقفت صافرات الإنذار التي ظلّت على مدى 11 يوماً تدوّي لتحذير السكّان من أكثر من 4300 صاروخ أطلقتها الفصائل الفلسطينية باتجاه إسرائيل.
تصعيد متبادل، حيث تسبب القصف الجوي الإسرائيلي للقطاع المكتظ بالسكان في مقتل 232 فلسطينيا، في حين قتلت الهجمات الصاروخية 12 شخصا في إسرائيل.
ترحيب دولي وتنسيق مصري
ومع الإعلان عن التوصل لتهدئة وقبل دخولها حيز التنفيذ، أشاد الرئيس الأمريكي جو بايدن بجهود نظيره المصري عبدالفتاح السيسي في وقف إطلاق النار.
ورحبت روسيا بالتوصل لهدنة في قطاع غزة، وأعلن نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي أن موسكو تأمل بأن تكون الهدنة في غزة طويلة الأمد، داعيا طرفي النزاع لإطلاق الحوار بسرعة.
وأضاف: "قبل عدة ساعات وردت أنباء حول الاتفاق على وقف إطلاق النار. ونتمنى أن يكون وقف إطلاق النار طويل الأمد".
وشدد على عدم وجود بديل للتسوية السياسية للخلافات، مضيفا أن "الطرفين يجب أن يتحليا بالمسؤولية ويباشرا الحوار، فلم يعد لدينا حق الخطأ".
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، معلقا على الهدنة، "أؤكد أن القادة الإسرائيليين والفلسطينيين تقع على عاتقهم مسؤولية تتجاوز استعادة الهدوء وتتمثل في بدء حوار جاد لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع.
وتابع "غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية وينبغي بذل كل جهد لتحقيق مصالحة وطنية حقيقية تنهي الانقسام".
من جانبه رحب مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند بوقف إطلاق النار، وقدم التعازي لضحايا العنف وذويهم.
وأثنى وينسلاند على دور مصر لجهودها التي جرت بالاتصال الوثيق مع الأمم المتحدة للمساعدة في استعادة الهدوء.
وفي السياق قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-جرينفيلد: "الآن، يجب أن نحول تركيزنا نحو تحقيق تقدم ملموس بدرجة أكبر باتجاه السلام الدائم. ويجب أن نعمل معا لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة على الأرض، والتي هي -في الواقع- هائلة في غزة".
كما رحب وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، بوقف إطلاق النار في إسرائيل وغزة. وقال راب، "على كل الأطراف العمل على صمود وقف إطلاق النار وإنهائه الدائرة غير المقبولة من العنف وفقدان حياة المدنيين.. تواصل المملكة المتحدة دعم الجهود لتحقيق السلام".
ومن المقرر أن ترسل القاهرة وفدين أمنيين لتل أبيب والأراضي الفلسطينية؛ لمتابعة إجراءات التنفيذ والاتفاق على الإجراءات اللاحقة التي من شأنها الحفاظ على استقرار الأوضاع بصورة دائمة.
زيارة أمريكية
وعقب دخول الهدنة حيز التنفيذ أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أنّه سيتوجّه إلى الشرق الأوسط "في الأيام المقبلة".
وقال بلينكن في تغريدة على تويتر "سأزور المنطقة في الأيام القليلة المقبلة وأتطلّع للقاء وزير الخارجية (الإسرائيلي) ومسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين وإقليميين آخرين".
من جهته قال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس في بيان إنّ بلينكن تحدّث هاتفياً مع نظيره الإسرائيلي جابي أشكينازي.
ولم يحدّد بلينكن ولا برايس متى بالتحديد ستبدأ هذه الجولة.
ونقل البيان عن بلينكن "ترحيبه" خلال المكالمة مع أشكينازي باتفاق وقف إطلاق النار، مؤكّداً أنّ الوزيرين "عبّرا عن امتنانهما لجهود الوساطة المصرية".
كما تعهد الرئيس الأمريكي بتقديم مساعدات إنسانية ومساعدات إعادة إعمار لقطاع غزة في معرض إشادته باتفاق وقف إطلاق النار.
وأضاف بايدن في تصريحات مقتضبة بالبيت الأبيض بعد فترة وجيزة من إعلان نبأ اتفاق التهدئة الذي أنهى 11 يوما من القتال أن بلاده ستعزز منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية، رغم شكاوى من اليسار الديمقراطي من صفة مبيعات أسلحة أمريكية معلقة لإسرائيل.
وقال بايدن إن الولايات المتحدة ستعمل مع الأمم المتحدة وغيرها من الجهات الدولية النافذة "لتقديم مساعدة إنسانية عاجلة وحشد الدعم الدولي لسكان غزة ولجهود إعادة إعمار غزة".
وأكد أن مساعدات إعادة إعمار غزة ستكون بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية وليس حماس التي تصنفها الولايات المتحدة منظمة إرهابية.
ترقب حذر
ترقب حذر بين الجانبين مع دخول الهدنة حيز التنفيذ، حيث يتعين على الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة والجيش الإسرائيلي وقف جميع الهجمات، وقال كل جانب إنه متأهب للرد على أي انتهاك للتهدئة يقدم عليه الآخر.
وبعد وساطة مصرية، وافق مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر على وقف إطلاق النار من جانب واحد في وقت متأخر من يوم الخميس، وأكد ممثل حماس على الموافقة على الاتفاق بعد ذلك بوقت قصير.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن القيادة السياسية لبلاده شددت على أن الواقع على الأرض هو ما سيحدد ما إذا كان القتال سيستمر.
وتابع أنه إذا واصل الفلسطينيون الهجمات الصاروخية فسيلغى وقف إطلاق النار على الفور.
من جانب أخر أكدت الفصائل الفلسطينية أن يدها ما زالت "على الزناد" وطالبت إسرائيل بوقف العنف في القدس وإصلاح الضرر الذي لحق بقطاع غزة جراء أسوأ قتال منذ سنوات.
وبدأت القوات الإسرائيلية وفصائل قطاع غزة في تبادل إطلاق الصواريخ في 10 مايو/أيار بعد أيام من التوتر بشأن القيود المفروضة في القدس، والوصول إلى الأماكن المقدسة، وتهجير العائلات الفلسطينية من منازلهم.
aXA6IDE4LjIxOS40Ny4yMzkg جزيرة ام اند امز