غزة والضفة في جلسة مجلس الأمن.. تحذيرات ومطالب عاجلة واتهامات
جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، دقت ناقوس الخطر الشديد في غزة والضفة وحذرت من الكارثة الإنسانية المتفاقمة، وشهدت اتهامات من الطرفين.
الجلسة التي انعقدت لبحث الحرب التي تنهي شهرها الحادي عشر، في غزة في فيما تتواصل العملية العسكرية الإسرائيلية لليوم الثامن على التوالي في الضفة الغربية.
- نيويورك بتوقيت غزة والضفة.. أزمات الشرق الأوسط على طاولة مجلس الأمن
- فيلادلفيا «يخنق» نتنياهو.. ماذا عن مخطط الحكم العسكري في غزة؟
الأمم المتحدة
وشددت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روزماري دي كارلو، على ضرورة التوصل إلى اتفاق فوري لوقف إطلاق النار والإفراج الفوري وغير المشروط عن كل الرهائن المتبقين في غزة، وزيادة المساعدات الإنسانية الواصلة إلى القطاع بشكل ملحوظ.
ورحبت المسؤولة الأممية بـ"الجهود المستمرة التي تبذلها مصر وقطر والولايات المتحدة من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار".
وأكدت استمرار وجود الخلافات، مشددة على ضرورة بذل المزيد من الجهود للتوصل لاتفاق.
وأشارت ديكارلو كذلك إلى مقتل أكثر من 41 ألف فلسطيني وجرح قرابة 100 ألف آخرين، واستمرار نزوح الآلاف من الفلسطينيين في غزة وتهجيرهم قسرياً.
كما نبهت إلى مخاطر توصيل المساعدات الإنسانية واستهداف العاملين في المجال الإنساني.
وحول الضفة، أكدت أنه من الضروري عدم إغفال الوضع في الضفة الغربية وتفاقمه بما في ذلك عنف المستوطنين.
وأشارت إلى قتل قوات الأمن الإسرائيلية والمستوطنين لأكثر من 630 فلسطينيا في الضفة والقدس منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وشدّدت على ضرورة أن "تمتثل إسرائيل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي وأن تتخذ التدابير اللازمة لحماية المدنيين وضمان سلامتهم".
الأوضاع الإنسانية
من جانبها،تحدثت مديرة قسم العمليات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إديم ووسورنو، عن مقتل 295 عاملاً في المجال الإنساني منذ أكتوبر/ تشرين الأول (أغلبهم فلسطينيين) في غزة.
وأشارت إلى استهداف البنية التحتية بما فيها المستشفيات حيث دمرت أغلب مستشفيات غزة.
وأوضحت أن نصف المستشفيات خارجة عن الخدمة وتلك المتبقية بالكاد يمكنها تقديم الخدمات، ومكتظة بالمرضى وسط نقص شديد للوقود والإمدادات الطبية.
وأشارت إلى أن "قرابة 96% من السكان في غزة يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، من بينهم ما يقرب من نصف مليون شخص يواجهون الجوع الكارثي".
ورحبت بـ"الهدن" الإنسانية المحلية التي أعطت الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية الإمكانية لبدء بحملة التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة.
وعبرت عن قلق الأمم المتحدة إزاء تدهور الأوضاع في الضفة والنزوح القسري ومنع منظمات الأمم المتحدة من الدخول إلى عدد من المناطق بما فيها جنين لتقدير حجم الاحتياجات.
وناشدت مجلس الأمن بأن "يترجم وعوده إلى حقيقة وينهي المعاناة"، مضيفة أن "وحشية هذا الصراع لا تعرف حدوداً".
الجزائر
وفي سياق متصل، حذر مندوب الجزائر، عمار بن جامع، من أن الوضع في الأراضي الفلسطينية والانتهاكات هناك تهدد "بتفكيك الأسس التي بني عليها القانون الدولي وسعى من خلالها لتسوية النزاع في الشرق الأوسط".
وأشار إلى "فشل المجتمع الدولي بإنفاذ قراراته ضد السلطات الإسرائيلية التي تتصرف بإفلات من العقاب وحماية من المساءلة"، بحسب قوله.
وأضاف: "اجتماعنا اليوم يأتي مجدداً بسبب إخفاق الدبلوماسية وعدم قيام مجلس الأمن، المكلف بصون الأمن والسلم الدوليين، بواجبه".
ووصف سياسات إسرائيل بـ«الوحشية التي تهدف إلى محو الهوية الفلسطينية ومعها مستقبل الدولة الفلسطينية».
وأكد على ضرورة التحرك لضمان سيادة القانون، مؤكداً في الوقت ذاته على ضرورة البدء "بعملية سلام ذات فعالية".
أمريكا
من جهتها، تحدثت المندوبة الأمريكية للأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، عن المحتجزين الستة الذين قتلوا مؤخراً، ودانت حركة حماس وطالبت المجلس بإدانتها.
واعتبرت أنه "لا يمكن لقيادة حماس السيطرة على غزة"، موضحة في الوقت ذاته على "أن أفضل سبيل لإنقاذ الرهائن وللتخفيف من معاناة الفلسطينيين هو من خلال التفاوض على صفقة لوقف إطلاق النار مما يطلق سراح الرهائن ويهيئ الوضع من أجل عودة المساعدات المنقذة للأرواح لقطاع غزة".
واعتبرت غرينفيلد أن "الدبلوماسية لم تفشل وساعدت على إطلاق سراح أكثر من مائة رهينة في نوفمبر".
وطالبت بـ"وضع هذا النزاع على مسار الحل الدائم"، مضيفة: "على الكل أن يفهم أنه يمكن قبول الصفقة المطروحة في إسرائيل حيث تضمن أمنها. حماس لم تعد قادرة على شن هجوم آخر كالذي شنته في أكتوبر".
وشددت على ضرورة الضغط على حماس لقبول الصفقة المعروضة. وعبرت المسؤولة الأمريكية كذلك عن قلق بلادها من التصعيد والحملة العسكرية في الضفة كما هجمات المستوطنين.
روسيا
وشدد من جانبه، نائب المندوب الروسي للأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، على ضرورة التحرك وتنفيذ قرارات مجلس الأمن.
وانتقد محاولات إسرائيل لحل قضية المحتجزين بشكل عسكري في الوقت الذي يمكن فيه إبرام صفقة، مدينا استمرار العنف والمقابر الجماعية للفلسطينيين والتعذيب.
وطالب بضرورة إجراء تحقيق دولي في الانتهاكات بحق الفلسطينيين، منتقدا بيانات الحكومة الإسرائيلية وعلى رأسها بنيامين نتنياهو الذي لا يريد وقف القتال.
واتهم الولايات المتحدة بدعم إسرائيل والتستر عليها مما يزيد من تراجع إسرائيل عن الاتفاقات واستمرار بالإصرار على البقاء في محور صلاح الدين (فيلادلفيا) على الحدود بين مصر والقطاع.
وأشار إلى تصريحات إيتمار بن غفير وغيره من المسؤولين الإسرائيليين العنصرية ضد الفلسطينيين، ووصفهم للفلسطينيين بـ«الحيوانات»، بحسب وصفه. عند عمليات الاستيطان والعنف بالضفة الغربية.
فلسطين
بدوره، وصف مندوب فلسطين بالأمم المتحدة، رياض منصور، سياسات إسرائيل «الاستعمارية» المستمرة منذ عقود والنكبة إلى حرب غزة الحالية.
وقال إن "السياسات الإسرائيلية تسعى لإنهاء وجود الفلسطينيين على أراضيهم وبلادهم".
وانتقد المجتمع الدولي لعدم اتخاذه الإجراءات الحازمة لوقف جرائم إسرائيل، كما تزويد إسرائيل بالأسلحة في الوقت الذي تمارس فيه الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.
إسرائيل
من جانبه، قال مندوب إسرائيل لدى مجلس الأمن، إننا "نعمل جاهدين لإعادة الرهائن من قطاع غزة".
واتهم مندوب إسرائيل حماس بأنها هي من يعرقل إطلاق سراح الرهائن في غزة.