أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي أن الدولار الأمريكي ما زال مستقرا وقويا، مشيرا إلى أن اقتصادات دول الخليج "تشهد نموا فعليا"، مع تسجيل ارتفاع في الناتج المحلي الإجمالي لمعظم دول المجلس.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها معه هادلي غامبل كبير مذيعي IMI الدوليين على هامش اجتماع قادة مؤتمر ميونيخ للأمن المنعقد في مدينة العلا السعودية بمشاركة نحو 70 من كبار القادة الدوليين.
وقال البديوي ردا على سؤال حول ارتباط العملات الخليجية بالدولار الأمريكي: "لا أعتقد أن الدولار في أي خطر الآن، أعتقد أنه مستقر وقوي، وسعر الفائدة معقول جدا، نحن ذاهبون بعد أسبوعين إلى الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وسنسمع المزيد عن ذلك".
وأضاف: "لكنني لم أر أي شيء مثير للقلق في دراساتنا، في الواقع، نحن نقوم بعمل جيد جدا، قرأت قبل أيام قليلة الناتج المحلي الإجمالي لكل دولة في الربع الأول من 2025 والجميع في ارتفاع، الناتج المحلي للجميع يرتفع، هناك نمو فعلي داخل اقتصاداتنا".
وأشار الأمين العام إلى أن المجلس يراقب باهتمام التطورات الاقتصادية العالمية، ولا سيما العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مؤكدا أن أي توتر اقتصادي بين القوتين يؤثر في جميع الأسواق، بما فيها اقتصادات الخليج.
وقال في هذا السياق: "نحن لسنا جزءا من هذه الحرب، أو إذا أردت تسميتها حربا، لا أعرف إن كنا نسميها حربا أو مفاوضات، لكن أيا يكن ما يحدث هناك سيؤثر علينا، أعني أي علاقة اقتصادية بين الولايات المتحدة والصين، لن يتأثر بها مجلس التعاون فقط، بل الجميع بالتأكيد سيتأثر وسيراقبها عن كثب."
وأوضح البديوي أن دول مجلس التعاون الخليجي تعمل على حماية اقتصاداتها وتعزيز متانتها المالية، مؤكدا أن المنطقة اليوم تمتلك "أسواقا قوية، واحتياطيات كبيرة، وحوكمة مالية وإدارية متميزة".
وأكد أن دول مجلس التعاون الخليجي "لديها بالفعل لدينا اقتصادات قوية مدعومة بسوق قوية، واحتياطيات قوية، وحوكمة ممتازة، وإدارة مالية متينة. لذلك نحن في وضع جيد الآن، لكن علينا أن نراقب العالم كله".
أسعار النفط ودوافع التنويع
وفي معرض حديثه عن أسعار النفط، أشار الأمين العام إلى أن انخفاض الأسعار ليس بالضرورة أمرا سلبيا، إذ قد يشكل دافعا عمليا للإسراع في تنفيذ برامج التنويع الاقتصادي بعيدا عن الاعتماد على العائدات النفطية.
وقال البديوي في رده على سؤال حول تأثير انخفاض الأسعار على اقتصادات الخليج: "أحيانا يكون الأمر جيدا لأنه يجعلك تفكر: كيف أخرج من النفط؟ كيف أنوّع؟ وهذا يخبرك أنك بحاجة فعلية لأن تجعل هذا يحدث بأسرع وقت ممكن. وهذا ليس مزحة".
وأضاف أن السعر العادل للنفط يجب أن يحقق مكاسب متوازنة للمنتجين والمستهلكين على حد سواء، مشيرا إلى أن 80 دولارا للبرميل يعد مستوى معقولا، لكنه شدد على أن السوق تحكمها قوانين العرض والطلب، موضحا: "كما رأينا دائما مع النفط، إنه دورة. يرتفع وينخفض، وهناك العديد من العناصر والعوامل المتداخلة".
وحذر البديوي من أن استمرار انخفاض الأسعار لفترات طويلة قد يؤثر على الاستثمارات المستقبلية في قطاع الطاقة، لكنه أكد أن مجلس التعاون سيبقى شريكا موثوقا في ضمان أمن الطاقة العالمي.
وشدد قائلا: "الشيء الأساسي هنا هو أننا شريك موثوق. نريد أن يؤخذ مجلس التعاون دائما في الحسبان عندما يكون هناك نقص في الطلب، نريد أن نؤدي دورنا بضمان وجود أمن للطاقة، وطاقة متاحة للجميع، وأن يصل إليها الجميع".
ولفت إلى أن الطلب العالمي على النفط سيظل مرتفعا في ظل نمو الاقتصادات والمجالات التكنولوجية الجديدة، قائلا: "العالم ينمو، الاقتصادات تنمو، مجالات جديدة من العلوم تنمو، الطلب سيكون أكبر".