مجلس الولايات يفتح الطريق.. ألمانيا تشهر مخالبها
وافق مجلس الولايات الألماني "بوندسرات"، الجمعة، على تعديل دستوري يتيح تعزيز تسليح الجيش الألماني.
وخلال الفترة الماضية سعت ألمانيا إلى تعزيز قوتها بتعديلات دستورية، ما يتيح لها أن تشهر مخالبها، لكن طريقها بات أسهل في أعقاب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وكان البرلمان الاتحادي "بوندستاج" قد وافق على التعديل الجمعة الماضي بأغلبية تزيد على الثلثين.
وصوّت مجلس الولايات اليوم بأغلبية الثلثين المطلوبة لتعديل القانون الأساسي للدستور الألماني.
وبهذا التصويت أصبح الطريق ممهدا الآن لتنفيذ برنامج استثمارات بمليارات اليورو للجيش الألماني، وهو تطور لافت في تاريخ ألمانيا الحديثة التي قيدت لعقود على خلفية هزيمتها في الحرب العالمية الثانية.
وتنص المادة الجديدة على أنه يمكن الحصول على قروض تصل إلى 100 مليار يورو لصالح الجيش الألماني دون الالتزام بكبح الديون.
ومن المقرر استخدام الأموال لشراء معدات أفضل للقوات المسلحة خلال السنوات المقبلة.
ويشمل ذلك طائرات ودبابات وذخائر، وكذلك عتاد شخصي للجنود مثل أجهزة رؤية ليلية أو أجهزة لاسلكية.
وتأتي حزمة الدعم الضخمة، التي تهدف إلى جعل الجيش الألماني قادرا على أداء مهامه بالكامل، استجابة لنظام السلام الأوروبي الذي تزعزعه الحرب الروسية في أوكرانيا.
وكان المستشار الألماني أولاف شولتس أقد أعلن عزمه تأسيس صندوق خاص للجيش بعد أيام قليلة من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
ومن المنتظر أن تحقق ألمانيا أيضا عبر هذه الاستثمارات الإضافية هدف الناتو البالغ 2%، أي أن تستثمر ما لا يقل عن 2% من ناتجها الاقتصادي الإجمالي في الدفاع، على الأقل لعدة سنوات في المتوسط.
ولأن ما يسمى الصندوق الخاص سيُجرى تمويله عن طريق القروض وسيتخطى بذلك مبدأ كبح الديون، فإن إقراره تطلب تعديلا دستوريا، لذلك اضطر الائتلاف الحاكم إلى الاعتماد على أصوات المعارضة لضمان الحصول على أغلبية الثلثين اللازمة لتمرير التعديل.
وأجرى الائتلاف الحاكم من أجل ذلك مفاوضات مع التحالف المسيحي المعارض، الذي وافق على التعديلات بشروط، من بينها إنشاء لجنة جديدة لتقديم المشورة بشأن عمليات الشراء الخاصة بالجيش ومواعيدها.
وقد تم بالفعل البدء في بعض مشاريع التسلح، والتي تشمل خطط شراء طائرات شبح من طراز "F-35" وقرار شراء 60 مروحية نقل ثقيلة من طراز "CH-47F" لنقل الجنود والعتاد.
وبحسب البيانات المتاحة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، فإن القوات البرية بصفتها أكبر فرع في الجيش، ستحصل على الجزء الأكبر من الاستثمارات، حيث من المخطط إنفاق 32 مليار يورو منها مباشرة للقوات البرية.
وقد تزيد الحصة إلى حوالي 40 مليار يورو إذا تم تخصيص استثمارات من أفرع أخرى - جوية وبحرية - وفقا للاختصاص أو الاستخدام، وطالب مسؤولون في الجيش مؤخرا على نحو متكرر بإصلاح نظام المشتريات من أجل التمكن من استخدام المليارات بسرعة ونجاح.
aXA6IDE4LjIyNy43Mi4yNCA= جزيرة ام اند امز