"طور الجمود".. هل تثمر تحركات ألمانيا تجاه "إرهاب" الإخوان؟
بدأت ألمانيا على ما يبدو في جني ثمار سياستها تجاه تنظيم الإخوان الإرهابي، بعدما تحركت الدولة الأوروبية بفاعلية لحصار أنشطة الجماعة.
وكشفت الهيئة الاتحادية لحماية الدستور في تقريرها العام عن حالة التطرف في ألمانيا، والصادر هذا الأسبوع، أن عدد عناصر الإخوان في الأراضي الألمانية تجمد عند 1450 شخصا بنهاية 2021، وهو نفس العدد المسجل في العام السابق عليه.
وكان العدد قد تزايد بالنسبة للكوادر الفاعلة في التنظيم بواقع 100 عنصر خلال عام 2019 حيث احصت التقارير السابقة 1350 عنصرا قياديا بنهاية عام 2019، 1450 عنصرا قياديا بنهاية 2020، وهو العدد الذي لم يطرأ عليه أي تغير خلال 2021.
ووصفت الهيئة التابعة لوزارة الداخلية الاتحادية، في تقريرها الذي اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، منظمة الجالية المسلمة الألمانية المعروفة أيضا بـ"منظمة المجتمع الإسلامي الألماني"، بأنها أهم منظمة تابعة للإخوان الإرهابية في ألمانيا.
وذكرت الهيئة في تقريرها "منظمة الجالية المسلمة الألمانية هي جزء من الشبكة العالمية للإخوان المسلمين، وتتمثل أنشطتها الأساسية في نشر أفكار الإخوان وجذب الأتباع الجدد، وما يرتبط بذلك من نشاط مكثف بين الشباب وفي القطاعات التعليمية".
وخلال العقد الماضي تراجع تأثير الإخوان في العالم العربي، وخسرت الجماعة المصنفة إرهابية مواقعها في بلدان كانت تعد معاقل رئيسية للتنظيم، كما فر الكثير من أعضاء الجماعة إلى دول أوروبية على خلفية ملاحقات في جرائم إرهابية.
ويعكس الجمود الذي أصاب الجماعة في ألمانيا أن التنظيم لم يستفد بتدفق عناصره إلى أوروبا حيث اعتادت كوادره العمل بمرونة في أوساط الجاليات المسلمة.
ولفت التقرير إلى تنظيم المنظمة وما يدور في فلكها من جمعيات ومساجد، تسمى "معسكرات القرآن"، تسعى للتأثير على الأطفال والشباب.
التقرير ذكر أيضا أنه "من خلال نشاطها في المجال العام، تحاول منظمة الجالية المسلمة الألمانية ترسيخ نفسها كنقطة اتصال مركزية بين المسلمين والمؤسسات الألمانية فيما يتعلق بالسياسة والمجتمع".
وأوضح أن "هذه المنظمة هي أهم منظمة مركزية لمؤيدي الإخوان في ألمانيا، ويتمثل أحد أهدافها في تقديم نفسها للسياسيين والسلطات وشركاء المجتمع المدني في ألمانيا، كجهة اتصال ممثلة للمسلمين، وتزعم أنها تمثل الإسلام المعتدل".
ومضى قائلا إن منظمة الجالية المسلمة الألمانية "تنتهج استراتيجية التأثير على المجال السياسي والاجتماعي بألمانيا انطلاقا من أيديولوجية الإخوان، لكنها تتجنب الاعتراف علانية بعلاقتها بالإخوان".
وتابع "ومع ذلك، فإن الاتصالات العديدة بين كبار مسؤولي الجالية المسلمة الألمانية، والإخوان المعروفين في الخارج، توضح أن المنظمة تنتمي إلى الشبكة العالمية للإخوان".
وأضاف "تملك منظمة الجالية المسلمة، مساجد والمراكز المجتمعية الخاصة بها في ألمانيا، كما تنسق أيضًا أنشطتها مع أكثر من 100 منظمة أخرى في الأراضي الألمانية".
ويتزامن هذا التقرير مع نشاط سياسي مكثف داخل أروقة البرلمان الألماني، أدى إلى تقديم 3 مشاريع قوانين وطلب إحاطة في ملفات تتعلق بأنشطة الإخوان في 45 يوما.
وقبل أيام، قدم الاتحاد المسيحي، حزب المعارضة الرئيسي، طلب إحاطة قويا في البرلمان، حمل عنوان "انتشار الإسلاموية في ألمانيا وتمويلها من الخارج" وانفردت"العين الإخبارية" بنشر مقتطفات منه.
ويتمحور طلب الإحاطة حول تأسيس شركة "أوروبا تراست" البريطانية؛ الذراع المالية للإخوان الإرهابية، بؤرة للجماعة في برلين، عبر شراء عقار في حي فدينج في العاصمة الألمانية مقابل 4 ملايين يورو وتحويله إلى مقر للتنظيمات التابعة للإخوان.
ويعد هذا الطلب، رابع تحرك ضد تنظيم الإخوان الإرهابي في برلمان ألمانيا منذ 16 مارس/آذار الماضي، حيث قدمت الأحزاب الألمانية 3 مشاريع قوانين منذ ذلك التاريخ لمواجهة خطر الإسلام السياسي والإخوان، وانفردت "العين الإخبارية" أيضا بنشر هذه التحركات جميعا.
كما أنه يعد ثالث تحرك برلماني للاتحاد المسيحي المعارض ضد الإخوان في أقل من 3 شهور، حيث قدم الاتحاد مشروعي قانون إلى البرلمان منذ منتصف مارس/آذار الماضي قبل تقديم طلب الإحاطة اليوم.
وتخضغ مشاريع القوانين المقدمة للبرلمان ضد الإخوان، للمناقشة في لجنة الشؤون الداخلية في الوقت الحالي، قبل رفعها للبرلمان للتصويت عليها.
aXA6IDE4LjIxOS4xOC4yMzgg جزيرة ام اند امز