تقرير ألماني: أردوغان يستسلم أمام ميركل دائما
بشكل غير متوقع أصبحت جزيرة كاستيلوريزو اليونانية الصغيرة الواقعة في أقصى شرق اليونان مركز التوترات اليونانية التركية.
بات واضحاً أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تملك نفوذا كبيرا على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ودائما ما يستسلم الأخير أمامها، وهو ما ظهر في تراجع أنقرة عن التنقيب شرق المتوسط، بحسب تقرير صحفي.
وقال موقع سيسرو الألماني: "لطالما كانت جزيرة كاستيلوريزو اليونانية الصغيرة، بسكانها الـ500 شخص، موقع جذاب للسياح ومحبي الرحلات البحرية".
وتابع: "زار حوالي 100 سائح كاستيلوريزو الأسبوع الماضي، ولكن انتهى فجأة الهدوء الذي يغلف المكان، مع تحليق مقاتلات تركية من طراز F-16 فوق الجزيرة مرارًا وتكرارً".
وأضاف: "بشكل غير متوقع، أصبحت الجزيرة الواقعة في أقصى شرق اليونان مركز التوترات اليونانية التركية".
ولفت إلى أن "تركيا تحاول القرصنة على المنطقة الاقتصادية الخالصة لليونان في شرق المتوسط، والتنقيب عن الغاز فيها".
ومضى قائلا: "يعتبر الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأنشطة التركية، بمثابة انتهاك للقانون الدولي"، ولوح الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على أنقرة.
ورغم الموقفين الأوروبي والأمريكي، لم يتراجع أردوغان وأرسل سفينة تنقيب إلى المنطقة المتاخمة لجزيرة كاستيلوريزو، وحرك 12 سفينة حربية في المتوسط، ما دفع اليونان في المقابل، إلى وضع قواتها في حالة تأهب قصوى، وكان اندلاع الحرب وشيكا، وفق الموقع ذاته.
لكن تركيا تراجعت فجأة، وأعادت سفنها الحربية إلى قواعدها، وأوقفت جميع أنشطة التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط، بعد ضغوط من ميركل.
وفي هذا الإطار، ذكر الموقع الألماني: "إذا كان لأي سياسي أوروبي أي تأثير على أردوغان، فهو ميركل"، موضحا "تعرف المستشارة الألمانية كيف تؤثر على الرئيس التركي".
وتابع: "أردوغان بحاجة للاتحاد الأوروبي، فأوروبا هي السوق الرئيسية للمصدرين الأتراك، وبالتالي فهي متنفس أساسي للاقتصاد التركي المتهاو بالفعل"، مضيفا "تريد تركيا تمديد الاتحاد الجمركي الحالي مع التكتل الأوروبي، ويعرف أردوغان أن مفتاح مثل هذا القرار في برلين".
واختتم التقرير بالتأكيد: "لذلك، ميركل تعرف جيدا كيف تضغط على أردوغان، والأخير يستسلم أمامها دائما، وهو ما ظهر في تراجعه الكبير في أزمته الأخيرة مع اليونان بعد ضغوط من المستشارة".