ماركوس زودر.. خليفة ميركل المحتمل وعدو الإخوان
الخبير السياسي جونتر ماير يؤكد أن "زودر سيتبنى خطا متشددا حيال هذه التنظيمات، وسيتخذ إجراءات قوية للغاية ضدها".
في عرف السياسة، يمكن أن تتغير الأمور في لمحة عين، ولكن اعتبارا من يوليو/تموز 2020، وقبل 14 شهرا من الانتخابات التشريعية في ألمانيا، يمكن القول أن هناك مرشحا مقنعا واحدا لخلافة المستشارة أنجيلا ميركل، وهو من يسمونه بـ"عدو الإخوان".
إنه ماركوس زودر، حاكم ولاية بافاريا "جنوب"، وزعيم الحزب الاجتماعي المسيحي الذي يكون مع الحزب الديمقراطي المسيحي (حزب ميركل)، ما يعرف بالاتحاد المسيحي "يمين وسط"، أكبر التكتلات السياسية في البلاد، وقائد الائتلافات الحاكمة منذ 2005.
ومنحت الإدارة الناجحة لأزمة كورونا في بافاريا، السياسي المحافظ الكثير من الشعبية، حتى بات ثاني أكثر سياسي في ألمانيا شعبية بعد ميركل، وفق استطلاعات الرأي.
تلك الشعبية المتزايدة، جعلت اسم زودر يتردد بقوة في أروقة الاتحاد المسيحي كمرشح قوي على منصب المستشار خلال الانتخابات التشريعية المقررة خريف ٢٠٢١.
- "الخلايا السرية".. أداة الإخوان لتقويض الديمقراطية في ألمانيا
- كيف يستغل الإخوان وداعش النساء لتخريب ألمانيا؟
لكن الأمر ليس بهذه السهولة، فتوازنات القوى داخل الاتحاد المسيحي، ووجود مراكز قوى تمني النفس بالترشح على المنصب، مثل أرمين لاشيت رئيس وزراء ولاية شمال الراين وستفاليا "غرب"، ويانس سبان، وزير الصحة الاتحادي الحالي، وفريدرش ميرتس، الرئيس السابق للكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي، تجعل ترشح زودر نظريا صعب.
إلا أن صحيفة زود دويتشه تسايتونج التي تصدر في ميونخ، نشرت قبل أيام، خطة لتقاسم السلطة في الاتحاد المسيحي، وتنظيم الساحة السياسية في فترة ما بعد ميركل، تشمل تولي يانس سبان منصب رئيس الحزب الديمقراطي المسيحي، وارمين لاشيت منصب رئيس الجمهورية الألمانية عقب نهاية مدة الرئيس الحالي فرانك فالتر شتاينماير في 2022.
وتشمل الخطة تولي زودر منصب مستشار ألمانيا خلفا لميركل، وفريدرش ميرتس منصب رئيس الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي.
وبموجب هذه الخطة التي يجري تداولها على نطاق واسع في أروقة الاتحاد المسيحي في الوقت الحالي، وفق الصحيفة الألمانية، سيؤمن زودر منصب المستشار.
والثلاثاء الماضي، استقبل زودر، ميركل في ميونخ، عاصمة ولاية بافاريا، حيث أجريا محادثات، والتقطت لهما صور أمام منظر بانورامي لجبال الألب، فيما قرأته الصحف الألمانية مثل دي تسايت، على أنه تقديم رسمي للسياسي البافاري كمستشار محتمل لألمانيا.
ووفق استطلاع رأي أجراه معهد "فورسا" لقياس اتجاهات الرأي العام "خاص"، فإن 52% يريدون أن يصبح ماركوس زودر مستشارا لألمانيا، وترتفع النسبة بين مؤيدي الاتحاد المسيحي إلى 65%.
ويملك زودر تاريخا سياسيا مرتبطا بإقليم بافاريا، حيث تولى مناصب حزبية منها منصب الأمين العام الحزب الاجتماعي المسيحي في الفترة بين 2003 و2007.
ومنذ 2007 تولى في فترات مختلفة منصب وزير دولة للشؤون الأوروبية ومنصب وزير البيئة والصحة ثم للمالية والتنمية الوطنية في حكومات الولاية المتعاقبة، إلى أن أصبح في مارس/آذار 2018 رئيسا لحكومة بافاريا.
وزودر المولود في 5 يناير/ 1967، حاصل على شهادة جامعية في القانون، ويشغل عضوية برلمان ولاية بافاريا منذ 1994. كما أنه يعتبر سياسيا محافظا يتبنى خطا سياسيا متشددا وقويا ضد التنظيمات المتطرفة مثل الإخوان ويرفض تواجدها على الأراضي الألمانية.
بدوره، قال الخبير السياسي والأستاذ في جامعة ماينز الألمانية، جونتر ماير لـ"العين الإخبارية" إن زودر هو المرشح الأقوى حاليا لخلافة ميركل، لكن لا يزال هناك ١٤ شهرا حتى موعد الانتخابات وكل شيء محتمل في عالم السياسة".
وتابع: "زودر أقوى شعبيا بمراحل من كل المرشحين الآخرين مثل أرمين لاشيت وياتس سبان وفريدرش ميرتس".
وأضاف: "لكن زودر لم يمارس السياسة إلا على مستوى محلي في بافاريا وقدرته على إدارة الحكومة الاتحادية لا تزال محل شك، ويمكن أن تكون هذه نقطة ضعفه".
وحول تعاطيه مع الإخوان والتنظيمات المتطرفة حال توليه منصب المستشار، قال ماير إن "زودر سيتبنى خطا متشددا حيال هذه التنظيمات، وسيتخذ إجراءات قوية للغاية ضدها".