كيف يستغل الإخوان وداعش النساء لتخريب ألمانيا؟
تقرير يقول إن النساء في ألمانيا يقمن بكتابة الكتب التعليمية التي تصدرها الجماعات الإرهابية للأطفال
عادة ما تظهر النساء لدى التنظيمات الإرهابية ومنها تتظيمي الإخوان وداعش، على أنهم مجرد تابعات، يلعبن أدوارا محدودة في تربية الأطفال، ورعاية المنازل، لكن هذا الأمر غير حقيقي، خاصة في ألمانيا.
فوفق تقرير هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية"، في ولاية بادن فورتمبيرغ، جنوب غربي ألمانيا، فإن النساء في الإخوان وفي الجماعات الإرهابية والسلفية المتطرفة، يلعبن دورا كبيرا في البروباجندا الإعلامية والتجنيد بتلك التنظيمات، كما يدفعن الأطفال إلى التطرف
وقال التقرير، الذي صدر هذا الأسبوع، حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إن النساء على سبيل المثال، يقمن بكتابة الكتب التعليمية التي تصدرها هذه الجماعات للأطفال، بهدف تنشئتهم على التطرف.
بل أن السيدات يعملن كمترجمات للكتابات والمقالات المتطرفة من العربية إلى الألمانية، تمهيدا لنشرها على نطاق واسع في ألمانيا، كجزء من بروباجندا الإخوان وغيرها من التنظيمات، وفق التقرير ذاته.
وضرب التقرير مثالا بجمعية "نور الهدى ميديا" في بادن فورتمبيرغ، وجميع أعضائها من النساء، حيث تتولى بشكل أساسي ترجمة النصوص المتطرفة للألمانية، تمهيدا لنشرها في البلاد.
كما لفت التقرير إلى أن التنظيم النسائي داخل الجماعات الإرهابية في ألمانيا يقوم في إطار حملات خيرية مزعومة على الإنترنت مثل حملة "يد بيد في مشروع الحجاب"، بتوفير النقاب للسيدات اللاتي يواجهن صعوبة في العثور عليه في الأسواق في هذذ البلد.
كما تهدف هذه الحملة لتوصيل الكتب السلفية إلى من يصفونهم بـ"الأخوات"، وتضم هذه الكتب عدد من كلاسيكيات هذه التنظيمات المتطرفة.
الأكثر من ذلك، أن القيادات النسائية تستغل جروبات نسائية على فيسبوك، وقنوات على تليجرام، لنشر بروباجندا الإخوان وغيرها من التنظيمات، وتجنيد عضوات جدد، وفق التقرير الاستخباراتي ذاته.
بل أن هناك نساء يلعبن أدوارا قيادية في الإخوان، مثل السيدة "هويدة- ت" ، التي تعرف باسمها الأول والحرف الأول من اسمها الثاني، وتعد من أهم قيادات الجماعة في الأراضي الألمانية.
وقبل أيام، قال حزب البديل لأجل ألمانيا، حزب المعارضة الرئيسي، إن "هويدة- ت"، تمثل الإخوان في مؤتمرات رسمية، وشاركت في مؤتمر حول الرعاية الصحية نظمته وزارة الاندماج في ولاية شمال الراين وستفاليا (غرب)، في ٣ نوفمبر / تشرين الثاني٢٠١٩.
وفي دلالة على الدور الخطير الذي تلعبه المرأة الإخوانية في المجتمع الألماني، قال مواطن ألماني من أصل مصري يدعى سعيد محمد، إنه مر بتجربة مريرة مع سيدات الإخوان خلال الفترة الماضية.
وتابع في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن نساء الإخوان يلقين دروسا في مساجد الجماعة في برلين، ونجحن في جذب ابنته البالغة من العمر ١٦ عاما، وبعض بنات أصدقائه، إلى صفهن.
وأوضح: "تبدل حال ابنتي في أيام قليلة، حتى باتت منتقبة، وتخرج دائما للمسجد لإلقاء الدروس، وتنخرط في حملات تقول إنها توعية بالدين، وأشعر بالقلق عليها".
وفي هذا الإطار، قال الكاتب والباحث المتخصص في شؤون الإخوان هايكو هاينش، في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إن "الإخوان تستغل النساء في أعمال الدعاية والتجنيد، ونشر الفكر المتطرف".
وتابع "الأخطر من ذلك، أن الجماعة تعمل على تنشئة جيل من المتطرفين، من خلال هؤلاء النسوة اللاتي يملكن عدد كبير من الأطفال، ويلقين دروسا على عدد أكبر".
نساء "داعش" العائدات
تعد نساء تنظيم "داعش" العائدات من سوريا والعراق، خطرا كبيرا على الأمن والمجتمع في ألمانيا، وقنابل موقوتة جاهزة للانفجار في أي وقت، وفق تقرير هيئة حماية الدستور في ولاية بادن فورتمبيرغ.
وبصفة عامة، أدان القضاء الألماني عدد من "نساء داعش" الألمانيات، مؤخرا، بتهم الانضمام لتنظيم إرهابي، فيما لا تزال أخريات يعشن بحرية في البلاد، رغم أنهن يمثلن تهديد كبير للأمن في البلاد.
ومنذ 2014، أنضم 1050 ألماني لداعش في سوريا والعراق، بينهم 200 امرأة. ومنذ بداية 2019، عاد ثلث هؤلاء إلى الأراضي الألمانية.
وقالت كلادويا دانتشكيه، الخبيرة في شؤون التنظيمات الإرهابية، لشبكة "دويتشه فونكة" الألمانية ، إن:" السلطات الألمانية تعامل نساء داعش بشكل مختلف عن رجال التنظيم"، مضيفة "السلطات تسجن الرجال بمجرد عودتهم لأنهم انضموا للتنظيم، بايعوا زعيمه أبو بكر البغدادي، وقاتلوا في سوريا والعراق".
لكن الأمر مختلف بالنسبة للنساء. ووفق محكمة العدل الفيدرالية، تواجد النساء في أماكن تنظيم داعش، وإدارتهن منازل شركائهم من مقاتلي التنظيم، ليس كافيا لادانتهن بتهم الانضمام لتنظيم إرهابي.
ووفق تقرير للقناة الأولى بالتلفزيون الألماني، فإن النساء المحسوبات على داعش، يستغلون ذلك الاتجاه القانوني الذي يفترض برائتهم، للهروب من العقاب.
وتشكك كلادويا دانتشكيه في براءة هؤلاء النسوة، وتقول لـ"دويتشه فونكة": "يؤيدن التنظيم وأفكاره، ولذلك اخترن العيش في ظله".
ووفق صحيفة "دي فيلت" الألمانية، فإن العشرات من "نساء داعش"، يعشن الآن في ألمانيا بحرية تامة بعد عودتهن من سوريا والعراق، لكنهن يمثلن خطرا كبيرا.
وأوضحت الصحيفة "نساء داعش لسن أقل خطر من الرجال، لأنهن اعتدن القتل والدمار، وتدربن على حمل السلاح، وبالتالي يمثلن قنابل موقوتة، وقنوات بروباجندا متحركة في مجتمعنا، فضلا عن امكانية لعبهن دورا في التجنيد".
aXA6IDE4LjExNi4yMy41OSA=
جزيرة ام اند امز