ألمانيا تطالب حكومة أردوغان بالتزام الميثاق الأممي لمناهضة التعذيب
سياسيون وبرلمانيون ألمان يطالبون حكومة بلادهم باتخاذ موقف حازم ضد نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
طالبت وزارة الخارجية الألمانية الحكومة التركية، في بيان نشرته وكالة الأنباء الألمانية، السبت، بـ"الالتزام بميثاق الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب".
وقال البيان: "ندين أي شكل من أشكال التعذيب وسوء المعاملة، فهي أمور خارجة عن نطاق القانون".
وأضاف البيان "نطالب الحكومة التركية على نحو حثيث بالالتزام بالمعايير الدولية والتي من بينها الميثاق الأممي لمناهضة التعذيب".
وقد طالب سياسيون وبرلمانيون ألمان، حكومة بلادهم باتخاذ موقف حازم ضد نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وممارسة ضغوط عليه لمنعه من جر البلاد أكثر للاستبداد، فضلا عن فتح تحقيق في تعرض ألمان للتعذيب في السجون التركية.
يأتي ذلك إثر إعلان الصحفي الألماني ذي الأصول التركية، دينيس يوجيل، تعرضه للتعذيب لمدة 3 أيام متتالية، إبان اعتقاله في تركيا قبل عامين، بتهم الترويج للإرهاب، واتهامه الرئيس التركي بالمسؤولية عن ذلك.
وقالت زعيمة حزب الخضر "يسار"، انالينا بيبروك، في تصريحات لمجلة دير شبيجل الألمانية الخاصة: "يجب ألا تتظاهر الحكومة بأن العلاقات مع تركيا لا تزال طبيعية، رغم أنه لا يمكن بأي حال أن يكون هناك تطبيع للعلاقات مع أنقرة".
وأضافت "لا بد من زيادة الضغط على أردوغان، ويمكن أن تؤدي الحكومة الألمانية دورا كبيرا إذا استخدمت نفوذها في الحيلولة دون جر تركيا لمزيد من الاستبداد".
بدوره، طالب البرلماني البارز عن حزب اليسار، سفيم داجدالين، باستدعاء السفير التركي على كمال ايدين، إلى مقر وزارة الخارجية فورا وتحميله رسالة احتجاج موجهة لحكومته، من أجل حماية مزيد من المواطنين الألمان من الوقوع تحت طائلة التعذيب في السجون التركية.
كما طالب داجدالين، في تصريحات نقلتها صحيفة دي فيلت بـ"وقف مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي فورا".
من جانبه، قال خبير الشؤون الخارجية في حزب الخضر، أوميد نوريبور، في تصريحات لدي فيلت: "الوضع الحالي في العلاقات مع تركيا لا يجب أن يستمر"، مضيفا "يجب التعامل بحزم مع أنقرة، وإيصال رسالة لأردوغان مفادها أن برلين لن تقبل أبدا بتعذيب مواطنين ألمان".
ووصف السياسي البارز بالحزب الاشتراكي الديمقراطي "يسار وسط"، نيلس شميد، تعرض الصحفي الألماني للتعذيب بـ"المثير للقلق بشدة".
وقال مايكل براند، عضو البرلمان عن الاتحاد المسيحي "يمين وسط" ومسؤول ملف حقوق الإنسان بكتلة الاتحاد البرلمانية، في تصريحات لدي فيلت، "يجب إطلاق تحقيق شامل ومدقق في الوضع الإنساني المتردي والتعذيب داخل السجون التركية".
وكان الصحفي يوجيل اتهم في إفادة كتابية قدمها الجمعة، للمحكمة الابتدائية في برلين، أنه تعرض للضرب والركل والإهانة والتهديد على يد مسؤولين في سجن "سيليفري" شديد الحراسة بالقرب من إسطنبول على مدار 3 أيام في الأيام الأولى لسجنه عام 2017.
وأضاف أن عمليات تعذيبه تمت بأمر مباشر من أردوغان أو مقربين منه، وجاءت نتاج لحملة التحريض التي شنها الرئيس التركي ضده وتحت مسؤوليته.
وتابع "المسؤول عن التعذيب الذي تعرضت له هو رجب طيب أردوغان".
وقضى يوجيل عاما في السجن في تركيا بتهم الترويج للإرهاب، قبل أن يتم الإفراج عنه في فبراير/شباط 2018 بضغوط ألمانية، وإعادته لبرلين، رغم استمرار محاكمته في أنقرة.
ووافقت السلطات التركية على السماح لبوجيل بإمكانية الإدلاء بإفادات في قضيته المنظورة في تركيا، أمام قاض في المحكمة الابتدائية في برلين.