المارك الألماني.. "عملة ملغاة" تحتفظ بقيمتها وقدرتها الشرائية
بعد مرور 18 عاما على تبني العملة الأوروبية الموحدة (اليورو) في الأول من يناير عام 2002 لا تزال العملة الألمانية الأصلية متداولة
بعد مرور 18 عاما على تبني العملة الأوروبية الموحدة (اليورو) في الأول من يناير عام 2002، لا تزال العملة الألمانية الأصلية "المارك" متداولة بين شريحة من الألمان، كما أنها لا تزال محتفظة بقيمتها.
وقال يوهانس بيرمان، عضو مجلس إدارة البنك المركزي الألماني، إن "الأوراق المالية ذات الفئات النقدية الكبيرة من المارك، بشكل خاص، التي تعد مستودعا للقيمة، لم يتم إعادتها حتى الآن للبنك المركزي".
ويسمح البنك المركزي الألماني حتى الآن باستبدال المارك باليورو، حتى ولو طلب شخص استبدال أصغر العملات المعدنية من المارك الألماني إلى اليورو، ويقدم البنك لحائز العملات "مقابل كل بيفنج - الذي يعد واحدا من مئة من المارك – سنتا واحدا".
ويبدو أن الألمان يجدون أنه من الصعب بشكل خاص الافتراق عن العملات النقدية فئات 100 و200 و500 و1000 مارك، حيث لا يزال ما تبلغ قيمته 3.5 مليار مارك من هذه الأوراق النقدية في حوزتهم، وقيد التداول.
وبشكل عام، فإن ما يصل إجماليه من المارك والبفينيج إلى 12.46 مليار مارك (7.1 مليار دولار)، لم يتم تبديلها حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وفقا لتقرير البنك المركزي الألماني.
وهي عبارة عن أوراق نقدية بقيمة 5.83 مليار مارك وعملات معدنية بقيمة 6.36 مليار مارك.
وتتضمن هذه المبالغ 165 مليون ورقة نقدية، وأكثر من 23 مليار عملة معدنية.
وتم تغيير معظم عملات المارك خلال وقت إدخال اليورو في أوائل عام 2002.
ولم تختف الأوراق النقدية والعملات المعدنية القديمة تماما من الحياة اليومية في ألمانيا، رغم أنها لم تعد العملات الرسمية لألمانيا.
ويقبل بعض تجار التجزئة التعامل بالمارك خلال فترات الترويج لسلعهم وتقديم عروض مخفضة عليها.
ومن الشائع أن نرى الأكشاك ومنصات البيع في أسواق عيد الميلاد (الكريسماس) تعلن أنها تقبل المارك الألماني من الزبائن.
ومنذ أواخر عام 2018، سمحت متاجر بيع الملابس بالتجزئة (سي.آند أيه) لزبائنها باستخدام العملات القديمة لتسديد أثمان مشترياتهم، ورد الباقي لهم باليورو.
وقال متحدث باسم الشركة: "هذه خدمة نقدمها لزبائننا، فمثلا يمكنهم السداد بالمارك، مثلما يمكنهم السداد بالعملات الأجنبية المعروفة جيدا مثل الين أو الدولار الأمريكي".
ورحب بيرمان بالعروض التجارية في قطاع التجزئة التي تروج للمبيعات وتقبل السداد بالمارك، وقال: "إنها تجعل الناس على وعي بأن المارك لا يزال يساوي شيئا، رغم أنه لم يعد العملة القانونية للبلاد".
وغالبا ما يتم اكتشاف الكنوز الدفينة من المارك بالصدفة، وفي العام الماضي عثر ورثة منزل على 300 ألف مارك مخبئة في قبو المنزل، وهذا المبلغ هو أكبر كمية واحدة من الأوراق النقدية يتسلمها البنك المركزي الألماني حتى الآن.
ويقول سفن برتلمان، رئيس مركز التحليل الوطني الخاص بالنقود المزيفة والمتهالكة، التابع للبنك المركزي إن "المبالغ التي تتراوح بين 150 ألف مارك و200 ألف مارك تأتي إلينا كثيرا، وعادة ما تتعلق بالتركات".
ولا يتوقع البنك المركزي إعادة جميع الأوراق النقدية والعملات المعدنية القديمة التي لا تزال قيد التداول.
وأوضح بيرمان أن "بعض هذه العملات قد يكون فقد، خاصة العملات المعدنية، ولكن إلى حد ما لا يعلم الألمان أيضا إنهم لا يزال بإمكانهم استبدال المارك مجانا لدى البنك المركزي".
ومن المرجح أن يكون جزء كبير من بقايا المارك خارج ألمانيا.
كما أوضح بيرمان أن "المارك الألماني كان أحد أكثر العملات استقرارا، كما أنه كان يؤدي وظيفة مستودع للقيمة في دول أخرى، وهذه الوظيفة انتقلت إلى اليورو أيضا".
ويتم حاليا تحويل مبالغ من المارك الألماني بإجمالي ما بين 70 إلى 90 مليون مارك إلى البنك المركزي الألماني كل عام. وكانت مثل هذه المبالغ بدأت في التناقص إلى أقل من 100 مليون لأول مرة في عام 2017.
aXA6IDUyLjE1LjE4NS4xNDcg جزيرة ام اند امز