مغامرة ألمانية تتحول إلى كابوس في السودان.. معاناة قبل الإجلاء
مغامرة مثيرة للاهتمام جرى التخطيط لها لفترة طويلة، وبدأت مراحلها الأولى بالفعل، قبل أن تحيلها الاشتباكات في السودان إلى كابوس.
هذا ما حدث مع زوجين ألمانيين أرادا استكشاف جمال أفريقيا سيرًا على الأقدام، وانتهى بهما الحال في طائرة تابعة للجيش الألماني كجزء من عملية الإجلاء من الأراضي السودانية.
وتفصيلا، أراد كل من مارليكا روفيكامب، وهورست شاور المنحدرين من مدينة فرانكفورت الألمانية، الركض لمسافة 12000 كيلومتر عبر أفريقيا، من كاب إنجيلا في تونس إلى كاب أغواهاس في جنوب أفريقيا، وعبرا بالفعل تونس ومصر قبل أن تغمرهما الأحداث في السودان.
ومنذ 15 أبريل/ نيسان الجاري، يشهد السودان اشتباكات بين الجيش و"الدعم السريع" في الخرطوم ومدن أخرى، وتبادل الطرفان اتهامات ببدء كل منهما هجوما على مقار تابعة للآخر بالإضافة إلى ادعاءات بالسيطرة على مواقع تخص كلا منهما.
ويشهد السودان إثر الاشتباكات وضعا إنسانيا وميدانيا بالغي الخطورة، دفعا الدول الأجنبية إلى المسارعة في إجلاء رعاياها من الأراضي السودانية بشكل سريع.
وقال شاور لـصحيفة بيلد الألمانية: "لم نتمكن من مغادرة الفندق طوال الـ10 أيام الماضية.. كان من الخطر أن نخرج رؤوسنا من الباب، وكنا نسمع أصوات الأعيرة النارية والمدفعية في كل مكان حولنا".
ومضى قائلا "عشنا بلا كهرباء أو إمدادات مياه لمدة أسبوع".
يقول شاور: "استمر جنود في القدوم إلى الفندق.. في بعض الأحيان كانوا يريدون سجائر، ثم 10000 يورو، وهو مبلغ لم يكن معنا"، مضيفا "كان هناك جنود مدججون بالسلاح، بعضهم تتراوح أعمارهم بين 13 و14 عامًا، ولم نكن نعرف ما يدور في رؤوسهم".
ثم طرد الجنود، الزوجين الألمانيين من الفندق.
هنا قال شاور "لم تكن هناك أماكن آمنة.. لكننا نجحنا في عبور الأزمة بسبب سكان محليين ساعدونا وأبقونا معهم.. بدونهم لم تكن لدينا فرصة للنجاة".
وتابع "ثم جاءت معلومات من السفارة الألمانية: علينا أن نذهب إلى مطار عسكري على بعد 45 كيلومترًا خارج الخرطوم".
بمساعدة السكان المحليين، نجح الزوجان في تدبير سيارة تقلهما إلى الفندق مقابل 800 يورو واستقلا إحدى رحلات الإجلاء التي نظمها الجيش الألماني في الـ24 ساعة الماضية.
aXA6IDE4LjIyNS4yNTUuMTk2IA== جزيرة ام اند امز