ألمانيا تعترف بـ"جريمتها" في ناميبيا خلال الاستعمار
اعترفت ألمانيا، الجمعة، للمرة الأولى في تاريخها، بأنّها ارتكبت جريمة "إبادة جماعية" ضدّ شعبي هيريرو وناما في ناميبيا خلال استعمارها هذا البلد قبل أكثر من قرن من الزمن.
وتعهدت ألمانيا بتقديم مساعدات تنموية للدولة الأفريقية تزيد قيمتها على مليار يورو.
وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في بيان "اعتباراً من اليوم سنصنّف رسمياً هذه الحوادث بما هي عليه في منظور اليوم: إبادة جماعية"، مرحّباً بتوصّل ألمانيا وناميبيا إلى "اتفاق" بعد مفاوضات شاقّة استمرّت أكثر من خمس سنوات وتمحورت حول الأحداث التي جرت في البلد الواقع في جنوب غرب أفريقيا إبان الاحتلال الألماني (1884-1915).
كان وفدا البلدين توصلا في وقت سابق إلى اتفاق بشأن إصدار بيان سياسي وافقت عليه الحكومتان. وجاء الاتفاق بعد مفاوضات استمرت ست سنوات.
وكانت الإمبراطورية الألمانية التي عُرِفَتْ باسم "الرايخ الألماني" استعمرت ناميبيا في الفترة من عام 1884 حتى عام 1915 وأخمدت آنذاك انتفاضتين لشعبي هيريرو وناما بطريقة وحشية، وهو ما اعتبره مسؤولون ألمان أعمال إبادة جماعية.
واستخدمت القوات الاستعمارية الألمانية لإخماد هذا التمرّد تقنيات إبادة جماعية شملت ارتكاب مذابح جماعية والنفي في الصحراء حيث قضى آلاف الرجال والنساء والأطفال عطشاً وإقامة معسكرات اعتقال أشهرها معسكر "جزيرة القرش".
ويقول مؤرخون إن نحو 65 ألفا من قبائل الهيريرو (البالغ عددها 80 ألف شخص) وما لا يقل عن عشرة آلاف شخص من قبائل الناما (البالغ عددها 20 ألف شخص) لقوا حتفهم جراء ذلك.
وتعتزم الحكومة الألمانية في إطار الاتفاقية الاعتراف بأن قتل عشرات آلاف الأشخاص في المستعمرة الألمانية الواقعة جنوب غربي أفريقيا يعد من وجهة النظر الحالية إبادة جماعية.