هوس ترامب وماسك.. «البديل من أجل ألمانيا» يبدو أمريكيا جدا
مِن اسمه يطرح حزب "البديل من أجل ألمانيا" نفسه على الساحة السياسية كنموذج مختلف عما هو قائم، لكن يبدو هذا الاختلاف أمريكيا جدا.
في ظل النجاحات المستمرة لأحزاب أقصى اليمين في أوروبا، وتنامي التيارات الشعبوية بها، يبرز حزب "البديل من أجل ألمانيا" كلاعب رئيسي في المشهد السياسي الألماني.
ومع اقتراب الانتخابات يظهر الحزب افتتانا غير مسبوق بشخصيات مثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والملياردير الأمريكي أيضا إيلون ماسك، اللذين يمثلان بالنسبة له نموذجا للقوة القومية وتحديا للمؤسسات التقليدية، وفقا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية.
هذا التقارب يثير تساؤلات حول مدى تأثير الخطاب الشعبوي الأمريكي على اليمين الأوروبي، ودور الشخصيات المؤثرة في تشكيل المشهد السياسي العالمي، خاصة في وقت تتصاعد فيه الانقسامات الأيديولوجية حول قضايا مثل الهجرة والهوية الوطنية.
وقد اتضح هذا التقارب جليا في ظهور إيلون ماسك المفاجئ على شاشة داخل قاعة المؤتمر، وإلقائه كلمة وسط حفاوة كبيرة من كبار مسؤولي الحزب الذين أبدوا إعجابهم بترامب وإدارته الجديدة.
وبحسب تقرير "سي إن إن" يشهد حزب "البديل من أجل ألمانيا" صعودا قويا في استطلاعات الرأي، حيث تشير التوقعات إلى إمكانية احتلاله المركز الثاني في الانتخابات المقبلة هذا الشهر.
ولكن هذا الدعم الكبير لترامب يطرح تساؤلات حول سبب افتتان الحزب به، ولماذا يسعى لإقامة تحالف معه، على الرغم من أن ترامب نفسه لم يبدِ اهتماما واضحا بالانتخابات الألمانية أو بالحزب.
ربما يعود ذلك إلى أوجه التشابه بين الولايات المتحدة وألمانيا فيما يتعلق بقضايا مثل الهجرة الجماعية والتحديات الاقتصادية، حيث تلقيانِ كلتا الإدارتين باللوم على الأحزاب الليبرالية الحاكمة في هذه الأزمات.
وقد أعربت زعيمة الحزب أليس فايدل عن دعمها للإدارة الأمريكية الجديدة قائلة "أتمنى لإيلون ماسك، ودونالد ترامب، وجي دي فانس كل التوفيق في ولاياتهم القادمة".
من جانبه، تحدث تينو تشروبالا، الزعيم المشارك للحزب، بحماسة عن الرئيس الأمريكي خلال الحدث، مشيدا بـ"الشعور بالتفاؤل والتحرر الذي شعر به الشعب الأمريكي".
ويرى الباحث الألماني ماتياس كوينت، المختص بدراسة التطرف وأحزاب وتيارات أقصى اليمين في ألمانيا، أن اهتمام ماسك بالحزب يمثل فرصة غير مسبوقة له، إذ يستغلها الحزب لتعزيز شرعيته وظهوره كحزب سياسي طبيعي، وهو ما تسعى إليه الحركات اليمينية في جميع أنحاء العالم.
وخلال الحملة الانتخابية، صرح ماسك بأن حزب "البديل من أجل ألمانيا" هو "أفضل أمل" للبلاد، مضيفا "من الجيد أن نفخر بالثقافة والقيم الألمانية، وألا نفقدها في نوع من التعددية الثقافية التي تذيب كل شيء".
كما أثار ماسك جدلا واسعا هذا الأسبوع بعد تصريحاته بشأن ذكرى تحرير معسكر أوشفيتز، حيث قال إن هناك "تركيزا مبالغا فيه على الشعور بالذنب عن الماضي، ويجب أن نمضي قدما"، وهو موقف يتماشى مع وجهة نظر الحزب، الذي يدعو إلى التوقف عن التكفير عن جرائم النازيين.
وأثارت تصريحات ماسك استياء المستشار الألماني شولتز الذي وصفها بأنها "مقززة".
ورغم التأثير الذي يمارسه الحزب على الخطاب السياسي فإن استطلاعات الرأي تشير إلى أنه، رغم صعوده الكبير ووصوله إلى نحو 21 في المائة، سيظل معزولا عن السلطة بسبب سياسة "الجدار الناري"، الذي يمنع الأحزاب الكبرى من التحالف معه أو تمرير قوانين بدعمه.
ومع ذلك، فإن تأثير "البديل من أجل ألمانيا" على الانتخابات واضح، حيث باتت الأحزاب الكبرى تتبنى بعضا من سياساته، مثل مناقشة تشريعات أكثر صرامة للهجرة، وهو ما يشير إلى أن نفوذ الحزب آخذ في التوسع حتى لو لم يصل إلى الحكم.
aXA6IDE4LjIxOC45NC4yMzYg جزيرة ام اند امز