ألمانيا تدعو لتأمين نفوذ أوروبي في عالم ما بعد كورونا
وزير خارجية ألمانيا قال إنه يتعين على أوروبا إعادة ضبط التوازن بين التوزيع الدولي للعمل ومخاطر الاعتماد الاستراتيجي
دعا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إلى تحقيق المزيد من الاستقلال الأوروبي، في مسعى لتأمين نفوذ القارة في عالم ما بعد كورونا.
وقال ماس اليوم الاثنين في برلين خلال أول مؤتمر رقمي تعقده وزارته للسفراء الألمان: "يتعين علينا تقليص اعتمادنا في المجالات ذات الأهمية الاستراتيجية: في قطاع الصحة والطاقة وتكنولوجيا المعلومات والتغذية واللوجستيات والمواد الخام مثل العناصر الأرضية النادرة... يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يتمكن من ضمان تأمين الإمدادات حيثما يتعلق الأمر بأمن وصحة مواطنينا".
وأوضح أن هذا لا يعتبر عدولا عن التجارة الحرة، وقال: "لكن يتعين إعادة ضبط التوازن بين التوزيع الدولي للعمل ومخاطر الاعتماد الاستراتيجي... أرغب في أن تكون ألمانيا وأوروبا رائدتين في ذلك"، مضيفا أن الأمر أيضا يتعلق بتأمين نفوذ أوروبا في عالم ما بعد كورونا.
وأشار ماس إلى أن جائحة كورونا سيكون لها تداعيات واسعة المدى على السياسة الخارجية والأمنية، كما سيمكنها تعميق الاختلالات العالمية، مضيفا أنه ليس من الواضح من سيكون الفائز المزعوم في الصراع الجيوسياسي هذه الأيام، وقال: "معظم الرهانات على الصين. لكن هل الأمر بهذه البساطة؟ وهل ستستمر الشركات الدولية في الإنتاج في الصين".
وذكر ماس أن هناك أيضا "صورة مشوهة" عند النظر عبر الأطلسي، وقال: "الصورة تظهر الولايات المتحدة في حالة إثقال تام - في مكان ما بين انهيار النظام الصحي أو تزايد أعداد البطالة"، مضيفا أن كافة الخبراء تقريبا متفقون على أن الاقتصاد الرقمي على وجه الخصوص سيخرج من الأزمة بصورة أقوى - وبالتالي الكثير من الشركات الأمريكية الكبيرة.