نظام معقد وغير مسبوق.. كيف يختار الألمان أعضاء "البوندستاج"؟

ليس فقط غياب المستشارة أنجيلا ميركل ما يحمله المشهد السياسي الجديد في ألمانيا، فآلية التصويت واختيار أعضاء البرلمان تغيرت هي الأخرى على نحو غير مسبوق.
فقد تؤدي الانتخابات الجارية حاليا إلى توسيع البرلمان الألماني المعروف بـ"البوندستاج"، بفضل نظام تصويت معقّد، يجمع بين النواب المنتخبين مباشرة والتمثيل النسبي.
النظام الانتخابي الذي تبنّته ألمانيا بعد الحرب العالمية يمزج بين نهج "الفائز يحصل على كل شيء"، كما في بريطانيا والولايات المتحدة، ونظام التمثيل النسبي الذي يفسح المجال أمام مزيد من الأحزاب الصغيرة.
تصويت مزدوج
وعندما يدخل الناخب الألماني إلى مركز الاقتراع، يتعيّن عليه وضع إشارتين على بطاقة الاقتراع، الأولى يختار عبرها ممثله المباشر في الدائرة، والثانية لاختيار حزبه السياسي المفضل.
ويهدف الخيار الأول إلى ضمان أن تكون جميع الدوائر الألمانية وعددها 299 ممثلة في البوندستاج، فيما يحدد الخيار الثاني النسبة الإجمالية للمقاعد التي سيشغلها كل حزب في البرلمان.
وقبل حلول موعد الانتخابات، تعد الأحزاب "قوائم للمرشّحين" في كل من الولايات الـ16. وتحظى الأسماء التي تحل في الصدارة بالفرص الأكبر للحصول على مقعد.
ومن ثم يحق للحزب الذي يحصل على العدد الأكبر من الأصوات تعيين العدد الأكبر من النواب في البوندستاج.
على سبيل المثال، إذا فاز حزب بثلاث مقاعد مباشرة عبر التصويت الأول، لكنه استحق بالمجمل عشرة مقاعد من خلال التصويت الثاني، تمنح مقاعد لسبعة أسماء إضافية على قائمة الحزب.
تتعقّد المسألة عندما تكون الأصوات المباشرة غير متوازنة مع تلك المخصصة للأحزاب نظرا إلى "فصل" الناخبين أصواتهم.
وعندما يُمنح حزب ما مقاعد مباشرة أكثر من تلك التي يستحقها من خلال حصّته من الأصوات للحزب، يحصل على المقاعد الإضافية في جميع الأحوال.
وقد يؤدي ذلك إلى توسيع البوندستاج ليتجاوز بكثير الحد الأدنى البالغ 598 مقعدا.
وبعد انتخابات 2017، ضم البوندستاج 709 نواب. ويحتمل أن يرتفع عدد المقاعد هذه المرة، نظرا إلى وجود أعداد كبيرة من الناخبين الذين يتوقع بأن يفصلوا بين إجابتيهما على البطاقة الانتخابية.
أغلبية النساء
يحق لما مجموعه 60,4 مليون شخص ممن تتجاوز أعمارهم 18 عاما التصويت لاختيار الحكومة المقبلة في أكبر دول الاتحاد الأوروبي من حيث عدد السكان وأكبر اقتصاد فيه. وتتفوق النساء عددا على الرجال بواقع 31,2 مليون ناخبة و29,2 مليون ناخب.
وسيصوّت نحو 2,8 مليون شخص للمرة الأولى خلال انتخابات الأحد.
قبل أربع سنوات بلغت نسبة المشاركة 76,2 بالمئة، بارتفاع بنحو خمس نقاط مقارنة بانتخابات 2013، وأعلى من مستويات المشاركة في العديد من الديموقراطيات الغربية الأخرى.
هذا العام، 33 بالمئة من المرشحين للبوندستاج، الذي ينتخب بنهاية الأمر المستشار، (يوازي رئيس الحكومة في الدول الأخرى) هن من النساء، وهي نسبة قياسية في فترة ما بعد الحرب، ويقدم 47 حزبا مرشحين، في سابقة أخرى أيضا.
سد باب التطرف
والأحزاب التي لا تحصل على عتبة الخمسة بالمئة في التصويت الثاني لا تدخل البرلمان. والغرض من ذلك الحؤول دون التشرذم السياسي المفرط، ومنع وصول أحزاب متطرفة محتملة.
ومسألة حصول حزب دي لينكه اليساري المتطرف على الخمسة بالمئة غير محسومة، ونجاحه أو فشله قد يكون عاملا رئيسيا في حسابات التحالفات ما بعد الانتخابات.
وعند إغلاق مراكز الاقتراع الساعة (16,00 ت غ) سيكون السؤال المطروح ما إذا كان أي تحالف حزبي حقق الغالبية المطلقة التي تخوله اختيار مستشار، أي نصف مقاعد مجلس النواب زائد واحد.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg جزيرة ام اند امز