الألمان يصوتون في انتخابات مفصلية.. هل تسفر عن «تحالف كينيا»؟

يصوت ملايين الألمان، اليوم الأحد، في انتخابات تشريعية مبكرة مفصلية في مسار البلاد سواء سياسيا أو اقتصاديا.
ولجأت البلاد إلى إجراء انتخابات "البوندستاغ" (البرلمان) قبل موعدها المحدد بـ7 أشهر، إثر انهيار مفاجئ لحكومة المستشار أولاف شولتز، وخسارة الأخير تصويت بالثقة في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها، اليوم، من الساعة 8:00 صباحا بالتوقيت المحلي حتى الساعة 18:00.
وبمجرد إغلاق صناديق الاقتراع، تبدأ نتائج استطلاعات الخروج بالظهور، خاصة في قنوات التلفزيون الحكومي الرئيسية (ِARD) و(ZDF)، وغالبا ما تكون قريبة من الواقع.
وفي السنوات الأخيرة، خاصة منذ جائحة كورونا، تزايدت نسبة التصويت بالبريد، حيث بلغت في انتخابات عام 2021، 47.3% من أصوات الناخبين، حسب ما نشر مكتب الإحصاء الألماني.
ويحق لحوالي 59.2 مليون ناخب وناخبة، المشاركة في التصويت لانتخاب البرلمان الـ21 في تاريخ البلاد الحديث.
ويتنافس ما مجموعه 29 حزبا و4506 مرشحين في الانتخابات، بما في ذلك 1422 امرأة، وهو ما يعادل 32%، على 630 مقعدا في البرلمان.
ورغم عدد الأحزاب الكبير، عادة لا يجتاز عتبة التمثيل البرلماني سوى 5 أو 6 أحزاب، تعرف بالأحزاب الرئيسية، وتشارك في الانتخابات الحالية.
وأهم الأحزاب الرئيسية، تكتل الاتحاد المسيحي "يمين وسط"، والحزب الاشتراكي الديمقراطي "يسار وسط"، وحزب البديل لأجل ألمانيا "أقصى اليمين"، وحزب الخضر "يسار وسط"، وحزب اليسار، والحزب الديمقراطي الحر "ليبرالي".
لكن هذا العام قد يشهد انضمام حزب جديد إلى قائمة التمثيل البرلماني، وهو تحالف سارة فاغنكينشت، الذي يخوض الانتخابات البرلمانية لأول مرة في تاريخه بعد انشقاق رئيسته عن حزب اليسار.
النظام الانتخابي
ويجمع النظام الانتخابي الألماني بين النظام الفردي والقائمة النسبية، بحيث يحق لكل ناخب أن يضع إشارتين على ورقة التصويت.
ويدلي الناخب بصوته الأول لمن يمثله بدائرته الانتخابية من بين المرشحين السياسيين، وتعادل هذه المقاعد المباشرة نصف عدد أعضاء البوندستاغ.
فيما يدلي الناخب بالصوت الثاني للقائمة الحزبية، وتعادل هذه المقاعد النصف الآخر من المقاعد.
خلال الحملة الانتخابية، برزت قضايا الهجرة والأمن ومكافحة الإسلام السياسي والاقتصاد، خاصة في ظل انكماش الناتج المحلي الإجمالي لمدة عامين، ودعم أوكرانيا كأهم الملفات على سلم أولويات المرشحين والناخبين.
ماذا تقول استطلاعات الرأي؟
قبل ساعات من الانتخابات، أظهر استطلاع لمؤسسة إنسا لقياس اتجاهات الرأي العام، أن الاتحاد المسيحي يتصدر السباق بـ 29.5%، فيما يحل حزب البديل من أجل ألمانيا في المرتبة الثانية بنسبة 21%، والحزب الاشتراكي الديمقراطي ثالثا بنسبة 15%.
حزب الخضر يأتي في المرتبة الرابعة بـ12.5%، أما حزب اليسار فيتمتع بتأييد 7.5% من الناخبين. تحالف سارة فاغنكينشت يحظى بتأييد 5% ويقف على حافة دخول البرلمان.
أما الحزب الديمقراطي الحر توقف عند 4.5% وهي نسبة أقل من عتبة دخول البرلمان (٥%).
لكن هناك عاملا مهما يمكن أن يحدث نتائج كبيرة في النتائج، إذ إن 20% من الناخبين، لم يقرروا الحزب الذي سيصوتون له، حتى ليلة الانتخابات.
وفي حال خرجت نتيجة الانتخابات بنفس النسب التي ذكرها الاستطلاع، لن تكون الأغلبية الحكومية ممكنة إلا من خلال ائتلاف ثلاثي بين الاتحاد المسيحي مع حزبين آخرين.
وفي حال فشل الحزب الديمقراطي الحر في الوصول إلى البوندستاغ، لن يكون ممكناً من الناحية السياسية سوى "ائتلاف كينيا" بين الاتحاد المسيحي، والحزب الاشتراكي الديمقراطي، وحزب الخضر، حيث استبعد الاتحاد المسيحي التحالف مع حزب البديل من أجل ألمانيا وحزب اليسار.
aXA6IDMuMTQ1LjM0LjEzMyA=
جزيرة ام اند امز