"الخضر" بألمانيا يمنح الأولوية لـ"شولتز".. "إشارة المرور" أولا
تتسارع التطورات بشكل كبير في ألمانيا غداة الانتخابات التشريعية ونتيجتها غير الحاسمة، وسط تجاذبات حول مفاوضات الحكومة الجديدة.
وفي أول رد فعل، قال روبرت هابيك، الرئيس المشارك لحزب الخضر، في تصريحات صحفية في برلين، إنه: "هناك منطقا تفرضه نتيجة الانتخابات، لذلك الحديث أولا عن تحالف إشارات المرور مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الديمقراطي الحر".
لكنه قال أيضا "لكن هذا لا يعني أننا لن نتحدث مع الاتحاد المسيحي".
وتابع عن علاقته بأنالينا بربوك، الرئيسة المشاركة الأخرى للحزب، قائلا: "نحن نقود مفاوضات الحكومة معًا"، مضيفا: "العلاقة مع الرئيس المشارك أنالينا بربوك هي علاقة ثقة ويجب أن تصبح مرساة لحكومة مستقرة".
وتأتي تصريحات هابيك بعد ساعات قليلة من تشكيك زعيم الحزب الديمقراطي الحر (ليبرالي)، كريستيان ليندنر، في احتمالية تشكيل ائتلاف "إشارة المرور" مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
وقال ليندنر في تصريحات صحفية إنه "لا يستطيع تخيل العرض الذي يمكن أن يقدمه أولاف شولتز إلى الحزب الديمقراطي الحر، في ظل سيطرة الجناح اليساري بقيادة كيفين كونيرت وساسكيا إسكن على الحزب الاشتراكي الديمقراطي في الوقت الحالي".
ويشير ليندنر بذلك إلى صعوبة التوفيق في البرامج بين التوجه اليساري للحزب الاشتراكي الديمقراطي، وتوجه حزبه الليبرالي.
وجاءت تصريحات ليندنر بعد دقائق من قرار اللجنة التنفيذية للحزب الديمقراطي، بدء محادثات استكشافية مع حزب الخضر لتنسيق المواقف حول أي تحالف حكومي محتمل.
وبعد نتائج الانتخابات التي منحت الاشتراكي الديمقراطي الصدارة بـ25.7%، مقابل 24.1% للاتحاد المسيحي، هناك سيناريوهان رئيسيان يحكمان مستقبل الحكومة الألمانية.
فالسيناريو الأول هو حكومة "إشارة المرور" المكونة بين "الحزب الاشتراكي الديمقراطي" (قائد الائتلاف) و"الخضر" و"الديمقراطي الحر"، وتملك 416 مقعدا، وهو السيناريو الذي لديه أكبر أغلبية في البرلمان.
لكن تشكيل مثل هذا الائتلاف سيمر بمفاوضات صعبة للغاية، في ظل تباعد مواقف الأحزاب المشاركة فيه، فالخضر والاشتراكي الديمقراطي ينتميان ليسار الوسط، فيما يعد الحزب الديمقراطي الحر ليبراليا.
على الجانب الآخر، منحت النتائج المتقاربة، وخسارة الاشتراكيين الديمقراطيين ورقة الضغط الوحيدة في مفاوضات الائتلاف الحاكم مع أي طرف وهي تحالف يساري بعد نتائج حزب اليسار السيئة، الاتحاد المسيحي الحاكم أمل في البقاء بالمستشارية لـ4 أعوام أخرى.
ومنذ ظهور نتائج استطلاعات الخروج بعد دقائق من إغلاق صناديق الاقتراع، يتمسك أرمين لاشيت مرشح الاتحاد، بقدرته على تشكيل حكومة قوية "تحالف جامايكا" مع الخضر والديمقراطي الحر قادرة على تحقيق الاستقرار لألمانيا.